الجيش: التسوية الوحيدة هي الاقتصاص من المطلوبين

كتبت “الأخبار” تقول : واصل الجيش، أمس، ملاحقة فلول الإرهابيين الفارّين من طرابلس، وعملت وحداته على تسيير دوريات ونصب كمائن وتعقّب المسلّحين داخل أحياء المدينة وفي بحنّين، وصولاً حتى منطقة عيون السمك في الضنيّة. ورست الحصيلة غير النهائية لموقوفي اليوم الخامس، منذ بدء المعركة الجمعة الماضي، على 33 مطلوباً، بينهم عدد من السوريين. قرار ملاحقة المطلوبين والإصرار على توقيف من شارك في حمل السلاح أو الاعتداء على الجيش، ومنهم الشيخ خالد حبلص وشادي المولوي وأسامة منصور، يعكس قراراً حاسماً لدى الجيش بمتابعة ما بدأه منذ توقيف المدعو أحمد سليم ميقاتي في عاصون ــ الضنية.

والقرار يشير أيضاً إلى أن الجيش لم يكتفِ بإحباط المخطط الذي كانت تعمل عليه الجماعات الإرهابية للسيطرة على مساحة من الشمال والواجهة البحرية، بل ينسف الكلام الذي عملت بعض الجهات السياسية على ترويجه منذ اللحظة الأولى لاندلاع المعارك، وهو نية الجيش بوقف لإطلاق النار في وقت مبكر من بداية المعركة، أو عقد تسوية مع المسلحين أخيراً لخروجهم من المدينة وعدم ملاحقتهم. في تقييم نتائج المعركة، تقول مصادر عسكرية رفيعة المستوى لـ”الأخبار” إن “الجيش حقّق هدفه بجدارة. كسر مخطط الإرهابيين وألحق ببنيتهم خسائر كبيرة، وفي الجغرافيا، دخل إلى منطقة باب التبانة وانتشر فيها، وهي كانت دائماً عصيّة على الدولة

وحول سير المعارك، تشير المصادر إلى أن “الجيش منذ البداية اتخذ قراراً بعدم استخدام القوة المفرطة بهدف الحفاظ على بيوت الآمنين وعدم تعريض المدنيين للخطر، مع أن المنطقة صعبة للغاية لأي قوات عسكرية مهاجمة”. ويؤكّد أنه رغم ذلك “خسائر الجيش في الاقتحامات اقتصرت على الجرحى، فيما سقط الشهداء في الكمائن على الطرقات”. وأضافت أن “الجيش أوقف الهجومات الليلية بسبب القناصين والعبوات الناسفة، والتقدم كان بطيئاً داخل باب التبانة بسبب أشراك العبوات والعمل على تفكيكها أو تفجيرها، علماً بأن بعضها وصل إلى 100 كلغ”. وأشارت إلى أنه “تبيّن وجود عدد لا بأس به من السوريين بين الموقوفين، مزوّدين ببنادق قنص متخصصة، وهناك مسلحون من أبناء التبانة أيضاً”. كيف انتهت المعركة؟ وهل حصلت تسوية فعلاً مع الجيش؟ تجزم المصادر بأن “أي تسوية لم تحصل”، وتسأل: “كيف تكون هناك تسوية والجيش يلاحق ويبحث عن كل مطلوب شارك في إطلاق رصاصة واحدة عليه؟”. وبحسب المصادر، “ما حصل هو عملية فرار حصلت بعد تيقّن المسلحين من قرار الجيش الحاسم،

وبعضهم لا يزال في التبانة ويتنقل بين البيوت المتلاصقة عبر فجوات تمّ حفرها أو في الأحياء المجاورة، والبعض الآخر هائم في الحقول المحيطة، وبعض المسلحين من أبناء التبانة حلقوا لحاهم وغيّروا ثيابهم وخرجوا مع الأهالي متنكرين”. ويجزم المصدر: “التسوية الوحيدة هي اعتقالهم وتسليم أنفسهم. والآن بعد إسقاط المربعات الأمنية، سننتقل من العمل العسكري إلى العمل الأمني لملاحقتهم”، ويضيف: “قد تحصل عمليات أمنية ضد الجيش، لكن لن يستطيع المسلحون بعد الآن إنشاء أي مربع أمني في طرابلس”. ويؤكّد المصدر أن “الجيش يتابع حبلص والمولوي وكل مطلوب، ولا يظن أحد أن فوق رأسه غطاءً، وسيقتص منهم عاجلاً أو آجلاً “. وتقول المصادر إن الجيش “لم ينجرّ على الرغم من كل أصوات النشاز لبعض السياسيين، الذين حاولوا إدخال هيئة العلماء المسلمين أو غيرها في وساطة منذ بدء المعركة، واتخذ قراراً بأن لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص”. وأوضح رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أمس أنه “لم نرعَ أي تسوية في طرابلس، وفي الاجتماع الأخير الذي عقدناه في منزل المفتي مالك الشعار بحثنا سبل بسط الأمن، ومراعاة ضرورة الحفاظ على المدنيين”.

وكشف انتهاء المعارك عن أضرار كارثية، لجهة احتراق وتدمير عشرات المحال التجارية والسيارات في الأسواق وباب التبانة، ونزوح المئات من عائلات باب التبانة بعيداً عنها بحثاً عن مكان آمن، ما دفع وزارة التربية إلى فتح عدد من مدارس طرابلس أمامهم لإيوائهم، في وقت كان فيه رئيس هيئة الإغاثة العليا اللواء محمد خير يتفقد المنطقة ويعلن أن مسح الأضرار بدأ يوم الأحد، وأن الهيئة “ستقوم بما يجب عليها من إصلاح الأضرار ومساعدة المتضررين”.

الى ذلك، ذكرت معلومات أمنية ان “مخابرات الجيش اوقفت 4 لبنانيين من مجدل عنجر وعرسال في البقاع على علاقة بأعمال إرهابية وفي حوزتهم أموال أرادوا نقلها إلى داعش في جرد عرسال، وخلال التحقيقات تبين انها ليست المرة الأولى التي ينقلون في الأموال”. من جهة أخرى، تابع الجيش تحقيقاته وعملياته الأمنية في صيدا على خلفية توقيف مجموعة كانت تخطط للاعتداء على مجمع الزهراء ومركز استخبارات الجيش في المدينة أول من أمس. وأوقف أمس أحد المشتبه فيهم الفلسطيني م. ف.، و”قام بعمليات دهم في منطقة سيروب بحثاً عن عدد من المشتبه في تدخلهم في أحداث صيدا، وينتمون إلى مجموعات إرهابية”.

السابق
كيف انضمت سارة اليهودية إلى داعش؟
التالي
كتلة المستقبل استنكرت التعرض لحصانة منزل النائب خالد الضاهر