الجيش يصدّ الارهاب شمالاً بقوة الاعتدال وخيار الدولة

الجيش اللبناني

كتبت “البلد” تقول : بعد ثلاثة ايام من المواجهات الشرسة التي تنقلت بين احياء طرابلس وقرى عكار، انتهت العملية العسكرية وبسط الجيش سلطته على كامل مناطق الاشتباكات فارضاً على المسلحين الانكفاء بعدما اوقف منهم بحسب المعلومات الاولية نحو 162، واستعادت المنطقة هدوءا نسبيا.

نجاح المؤسسة العسكرية في حسم الموقف ما كان ليتحقق لولا الغطاء السياسي الذي وفرته القيادات السنية لا سيما تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري له، وهو وان كان اختبارا بالدم لخيار الدولة في مواجهة خيار الفوضى والاستنزاف للجيش والمدينة، فقد اثبت الشمال عموماً ان خيار الدولة راسخ فيه رسوخ المواطنين في ارضهم. واذا كان النجاح الموشح بدم شهداء الجيش نتيجة اظهرتها الساعات الاخيرة، فان المخاطر لم تنته والاسئلة حول المرحلة المقبلة عديدة حول مخططات التخريب الوافدة من خارج الحدود. لذا فان ما هو آت قد يكون اخطر مما مضى، وهذا ما تتخوف منه اطراف سياسية لبنانية متعارضة، على ان هذه المصادر تتقاطع عند ضرورة استثمار حصيلة ما جرى من مواجهات ومن مواقف سياسية داعمة للجيش في سياق تعزيز الامن والاستقرار، وهو يتطلب الى حدّ كبير توفير افضل السبل للحفاظ على التضامن مع المؤسسة العسكرية في الشمال وفي البيئة السنيّة اللبنانية تحديدا، عبر مزيد من اثبات ان خيار الدولة هو الخيار الصحيح والنافع والمنتصر في البداية والنهاية، بمعنى ان الحكومة اللبنانية مطالبة بتعزيز الاحتضان الشعبي للجيش بتنفيذ خطوات سياسية وقضائية تزيد الثقة بها، تلك الثقة التي تحاول جهات ارهابية وخارجية النفاذ من مسارب سياسية وقضائية لهزّها وتقويضها.

هكذا بدماء اثني عشر شهيدا وواحد وتسعين جريحا وبسالة آلاف الجنود والضباط، صدت المؤسسة العسكرية موجة الارهاب المتسلل الى عاصمة الشمال ومحيطها.
وكان الجيش بدأ صباح امس بتنفيذ سلسلة مداهمات في المربع الامني لأسامة منصور وشادي المولوي وعدد من اماكن وجود المسلحين في احياء التبانة ووصل الى محيط مسجد عبد الله بن مسعود، بعدما فجر قنابل غير منفجرة في المحلة، كما سير دوريات في شوارع المدينة ونفذ مداهمات بحثا عن مطلوبين بمشاركة طائرة استطلاع.

في غضون ذلك، توجه رئيس الحكومة تمام سلام الى برلين على رأس وفد وزاري للمشاركة في مؤتمري “دول مجموعة الدعم الدولي للبنان” و “النازحين لدول الجوار” وسيطالب لبنان بتقديم الدعم له من خلال احياء صندوق الائتمان وضمانه من قبل اعضاء المجموعة الدولية، كما سيقدم في مؤتمر النازحين ورقة عمل تقضي بتقاسم الاعباء والاعداد والاضاءة على خطر النزوح السوري على لبنان.

على صعيد آخر، رأى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة خلال احياء الليلة الثالثة من مراسم عاشوراء، ان “ما يجري هو تهديد للاسلام كدين وللأمة وللمجتمعات الاسلامية، ويجب ألّا نكتفي بمعالجة المشاكل بل معالجة أسباب نشوء هذه التيارات والقوى التكفيرية في العالم الاسلامي”. ولفت الى ان “السعودية تتحمل المسؤولية الأولى لوقف أفعال التكفيريين وإسلامهم الزائف وليست طائرات التحالف الدولي”.

السابق
انتشار واسع للجيش اللبناني في احياء صيدا
التالي
الحريري دعا الى اطلاق مشاورات وطنية للاتفاق على رئيس للجمهورية