ملك الاردن يستقبل ‘العبادي’: ندعم العراقيين لترسيخ أمنهم

أكد العاهل الأردني خلال اجتماع عقده مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في عمان اليوم وقوف بلاده ومساندتها للتحالف الدولي لمواجهة “التنظيمات الإرهابية” ومكافحة الفكر المتطرف الذي يستهدف أمن واستقرار كل دول المنطقة وشعوبها ولا يستثني أحدا . وأكد “دعم الأردن الكامل للأشقاء العراقيين في مساعيهم لترسيخ الأمن والاستقرار في العراق الذي يشكل أمنه واستقراره ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة” كما اشار بيان للديوان الملكي الاردني .

واضاف ان الملك “اكد حرص الأردن الكامل على وحدة العراق ووقوفه إلى جانب الشعب العراقي الشقيق في سبيل بناء بلده وتمكينه من تعزيز وحدته الوطنية، وتحقيق الوفاق بين جميع مكوناته وفقاً للتعددية والديمقراطية” .. مشددا على أهمية إشراك جميع أطياف الشعب العراقي في بناء حاضر ومستقبل العراق.

ومن جهته أكد العبادي حرصه على تعزيز علاقات التعاون مع الأردن “الذي يعتبر الجار الأقرب والسند والعمق للعراق” .. كما قال معرباً عن تقديره لوقوف المملكة بقيادة الملك عبدالله الثاني إلى جانب أشقائه العراقيين في الظروف الصعبة التي يواجهها بلدهم.

كما أكد تصميم بلاده على إدامة التشاور والتنسيق مع المملكة في كل ما من شأنه تقوية وتمتين العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وخدمة المصالح المشتركة للشعبين الأردني والعراقي.

وتطرق الجانبان إلى تطورات الوضع في سوريا ، حيث تم التشديد على أهمية الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة هناك ، وبما يضمن وحدة سوريا أرضا وشعبا. وتم خلال اللقاء استعراض سبل تطوير العلاقات الثنائية في شتى الميادين ، خصوصا الاقتصادية والاستثمارية وما يتعلق بالطاقة والنقلوسبل البناء عليها وتطويرها ضمن خطوات عملية فاعلة ، تسهم في خدمة مصالح البلدين والشعبين .

كما تم تاكيد الحرص المشترك على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين، وتطوير وتعميق علاقات التعاون الثنائي والارتقاء بها إلى مجالات أوس بما يحقق المصالح المشتركة، وتعزيز القدرات على مواجهة مختلف التحديات التي تمر بها المنطقة.

وحضر الاجتماع عن الجانب العراقي مستشار الأمن الوطني ومستشار الشؤون الاقتصادية والسفير العراقي في عمان وعدد من كبار المسؤولين .. وعن الجانب الأردني رئيس الديوان الملكي ووزير الخارجية ومدير مكتب الملك ومستشار الملك مقرر مجلس السياسات الوطني، والسفير الأردني في العراق.

وفي وقت سابق اليوم اكد العبادي إن زيارته الحالية إلى الأردن تهدف الى تعزيز علاقات البلدين والشراكة في مواجهة الارهاب محذرا من ان بلاده تواجه مخاطر كبيرة فقد شطط نظيره الاردني عبد الله النسور على دعم بلاده للعراق في ضرب معاقل تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.

وقال العبادي خلال اجتماع الوفدين العراقي برئاسته والاردني برئاسة رئيس الوزراء عبد الله النسور بلاده عازمة على بناء علاقات جيدة مع جميع الدول وخاصة الجوار منها . واضاف ان عصابات داعش وبدعم من بعض الدول تحاول ضرب نسيج التعايش السلمي في العراق بلد التعايش بين مختلف الديانات لانه بلد الاديان والعتبات المقدسة.

وقال ان محاربة داعش هي معركة شوارع كونه يتخذ من المدن المأهولة بالسكان دروعا بشرية.. وحذر من ان العراق يواجه اليوم يخطرا كبيرا من داعش ويؤثر على دول المنطقة جميعها لان داعش لم يأت من فراغ وهو يسعى لضرب المجتمع العراقي وتفكيك نسيجه.

واشار الى ان زيارته الى عمان تهدف الى تفعيل العلاقات الامنية السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين. واوضح ان المصالح الاقتصادية والتجارية والسياسية والتعليمية تذوّب الخلافات بين الدول المتجاورة .

من جهته قال رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور إن الأردن ستدعم العراق بالأموال والخطط لضرب معاقل عصابات داعش الارهابية . وقال النسور إن داعش والجماعات المتطرفة وباء على المنطقة ولابد من محاربتها. واضاف أن العلاقات الأردنية العراقية عميقة وذات جذور تاريخية متمنيا عودة الأمن والاستقرار للعراق وللشعب العراقي مزيدا من التقدم والازدهار.

وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين وتذليل العقبات التي قد تقف عائقا امام زيادة التعاون المشترك وبشكل خاص التبادل التجاري في ظل وجود اتفاقية تجارة حرة بين البلدين. كما ناقشا مشروع مد انبوب النفط بين البلدين الذي يصبح بموجبه ميناء العقبة أحد المنافذ الاستراتيجية لتصدير النفط العراقي وتزويد الأردن بجزء من احتياجاته من النفط. وأكد الجانبان التزامهما بتنفيذ المشروع كما عرض الجانب الأردني إمكانية استئناف استيراد النفط العراقي المتوقف منذ بداية العام الحالي بسبب الأوضاع الامنية في العراق عبر البواخر.

واضافة الى ذلك تم بحث موضوع السجناء الأردنيين في العراق الذين تبقى منهم 12 سجينا بعد أن تم الافراج عن 5 سجناء حيث طلب الجانب الأردني بصدور عفو خاص عنهم أو تطبيق اتفاقية الرياض بأن يقضوا بقية محكوميتهم في الأردن باستثناء المحكومين بأعمال “إرهابية”.

وتناول الحديث خلال المباحثات الديون العالقة بين البلدين فضلا عن امكانية السماح للخطوط الملكية الأردنية بزيادة رحلاتها الى العراق كما قالت وكالة الانباء الاردنية.

كما تناول البحث القضايا المتعلقة بالربط السكني والربط الكهربائي وتحسين الطريق البري بين البلدين

وفي وقت سابق اليوم وصل العبادي الى عمان في زيارة قصيرة تستغرق يوما واحدا يبحث خلالها مع ملكها عبد الله الثاني علاقات البلدين السياسية والاقتصادية وتوحيد الجهود لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية”داعش” الذي يهدد البلدين.

واشارت مصادر عراقية الى ان الزيارة تأتي ضمن سلسلة زيارات متعاقبة لدول اقليمية اخرى وتهدف إلى حشد المزيد من الدعم الإقليمي والدولي لمكافحة إرهاب داعش منوهة الى ان العراق يحتاج من الاردن الدعم اللوجستي والاستخباري لغرض دحر المجاميع التكفيرية وتسليم المدانين بقضايا ارهابية”.
يذكر ان عشرات المتطرفين الاسلاميين الاردنيين يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية كما ان الاردن يشهد تظاهرات بين الحين والاخر ينظمها سلفيون وانصار الاخوان المسلمين يعلنون فيها وقوفهم الى جانب المقاتلين الاسلاميين في العراق وسوريا .

وكان رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت قال في 19 من الشهر الحالي إن أسوأ سيناريو بالنسبة للاردن يمكن أن تسير فيه الحالة العراقية، هو بقاء الوضع على ما هو عليه غامضًا وملتبسًا ضمن حالة قتال تكون نتيجته اقامة دولة سنية بالدم وسيفضي ذلك الى تقسيم العراق. واكد البخيت أن الخطوة الناجعة هي في إجراء المصالحة العراقية لأن قيام دولة سنية في العراق له تداعيات خطيرة على الأردن وعلى الأمن القومي العربي.

واضاف البخيت، وهو عضو في مجلس الأعيان، خلال محاضرة القاها في نادي الاردن أن هناك احتمالات لتطور الازمة العراقية ضمن اربعة سيناريوهات، اولها قيام رئيس الوزراء العراقي بعملية سياسية سلمية، تقود لمصالحة مجتمعية بين مكونات العراق الرئيسة، تضمن مشاركة السنة فيها، مثلما أن السيناريو الآخر هو احتمالية انتصار الجيش العراقي، وهذا مشكوك فيه لأسباب كثيرة، ومنها الحاجة الى تعاون الجميع.

واشار البخيت، الى أن ثمة احتمالًا لتطور الازمة في العراق يكمن في اتفاق المكونات العراقية على تقسيم العراق، لكنه استبعد مثل هذا الاحتمال لصعوبة مثل هذا السيناريو، خصوصًا وأن بغداد يسكنها خليط سكاني، وأن معظم الموارد في منطقة محددة هي كركوك والجنوب، وهذا ما تفتقر اليه مناطق الشمال.

السابق
الشيخ قاسم يدعو للحوار ويقول ان الارهاب ينال من الجميع
التالي
زريقات: قتل أهل السنة المتكرر لن يمر مرور عابراً