الحريري لباسيل: نمشي بك ولكن ليس مع عمك!

سعد حريري مع جبران باسيل

“من رابع المستحيلات أن نمشي بعمك رئيسًا للجمهورية، ولكن اذا طرح اسمك كبيديل منه فالأمور تأخذ عندها منحى آخر، ونحن من جهتنا نسير بك”.

هذا الكلام قاله، وفق مصادر موثوقة، رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في آخر لقاء جمعهما في باريس.

وبالطبع، فإن رد باسيل كان، وهذا استنتاج وليس منقولا عن المصادر نفسها، أن لا مرشح لهذا المركز الحساس والدقيق، والذي يعني الكثير برمزيته ومقامه، غير “الجنرال”(العماد ميشال عون)، ونحن في “التيار” لا نرى سواه رئيسًا منقذًا، وما دام هو مستمرًا في ترشيحه غير المعلن فلا أحد يسمح لنفسه داخل “التيار الوطني الحر” ولا من بين الحلفاء بالتفكير في ترشيح نفسه.

قد يكون موقف باسيل الضمني هو الجواب المنطقي والمنسجم مع ما يعنيه “الجنرال” كقائد أولا وكقريب له اكثر من أي شخص آخر، ولكن كلام الحريري الذي تقصد هذا الموقف لغايات واسباب “غير بريئة” لم يأت كتعبير عن اعجابه بأداء “الوزير الناجح” وليس توددًا أو كسبًا له كقيمة اضافية من بين صفوف الذين يمشون معه من الافرقاء المسيحيين الآخرين.

وقد يكون يكون هذا الكلام قد دغدغ طموحات الوزير الصهر الشاب، وهو بالتأكيد أخذ موقعه في تفكير باسيل، وفي لاوعيه، حتى أن المقربين منه لاحظوا أن تعاطيه في مختلف القضايا باتت مختلفة من حيث الاداء والتصرفات عن المراحل السابقة.

فهل نجح الحريري في ما سعى اليه لناحية خربطة العلاقة المتينة جدًا بين العم والصهر، وهو العارف بطبيعة العماد عون الذي لا يقبل أن ينافسه احد؟

وهل أراد الحريري أن يوصل بكلامه هذا، وهو يعرف أنه لن يبقى داخل الجدران الاربع، رسالة معينة الى حليفه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، عندما رفض مسايرته بموضوع التمديد لمجلس النواب؟

وهل تقصد رئيس تيار “المستقبل” أن يدك اسفينا في العلاقات غير المتوازنة داخل المكون المسيحي، سواء في 14 او 8 آذار، على خلفية حدة التنافس الرئاسي بين المرشحين الذين يعتبرون انفسهم، كل من زاويته، مؤهل اكثر من غيره للوصول الى المنصب المسيحي الاول في التراتبية الهرمية للدولة؟

هل ينجح الحريري في ما يصبو اليه، تهربًا من التزامات معينة تجاه حلفائه، وهل يمكن أن توصل رسائله الى ابعد من حدود العاصمة الفرنسية؟

العارفون بطبيعة تشابك العلاقات السياسية يجزمون بأن ما أقدم عليه رئيس التيار الازرق لا يعدو كونه بالون اختبار، وقد يكون سريع العطب، الا أنهم يعترفون في الوقت نفسه بأن هكذا نوع من الكلام والتصرفات قد يحدث بلبلة معينة داخل صفوف الحلفاء، وقد يساهم في صب الزيت على نار العلاقات التي تشهد منذ فترة بعض التوتر.

السابق
معلومات دَسمة تكشف سلسلة الشبكات الإرهابية
التالي
طرابلس… آخر أوراق سماحة – المملوك