معركة طرابلس: ردّا على بيان النصرة وداعش؟

طرابلس
ما الذي جرى في طرابلس كي تنهار الخطة الأمنية ونبدأ معركة جديدة؟ هل هو "انهيار" للتفاهم الذي صنع الحكومة الحالية؟ هل هو ردّ على بيان فصائل المعارضة السورية التي أعلنت الحرب عليه في لبنان؟

إندلعت مساء أمس إشتباكات دارت بين مجموعة مسلحة ودورية للجيش اللبناني في منطقة السويقة – خان العسكر في طرابلس، وامتدّت إلى الأسواق الداخلية في المدينة، ابتداء من الجامع الكبير وسوق الصاغه وسوق العطارين وطلعة الرفاعية والراهبات وسوق النحاسين والبازركان والسوق العريض وصولا الى ساحة النجمة وباب الحديد وساحة الكورة.

وعمل الجيش على اغلاق كل المداخل المحيطة بالاسواق الداخلية وبالمحاور الساخنة وعزز من دورياته فيما عمد المسلحون على استهداف مراكز الجيش بينما كانت وحدات الجيش ترد بعنف وتلاحق المسلحين وبدت طرابلس انها تحت السيطرة.

لكن ما الذي جرى في طرابلس كي تنهار الخطة الأمنية ونبدأ معركة جديدة؟ هل هو “انهيار” للتفاهم الذي صنع الحكومة الحالية؟ هل هو ردّ على بيان فصائل المعارضة السورية  التي أعلنت الحرب عليه في لبنان؟

مصادر متابعة أكّدت لـ”جنوبية” أنّ الجيش قرّر مهاجمة المشتبه بعلاقتهم بـ”داعش” في أوكارهم قبل أن يضطرّ إلى مواجهتهم في ثكناته أو في مناطق حسّاسة، وأنّ الجيش اتّخذ قرارا بالمواجهة.

وأكدت مصادر لـ”النهار” أن “الاعتداء على الجيش بدأ في الاسواق الداخلية في طرابلس جاء على خلفية أعمال دهم متصلة بـ”خلية عاصون”، مشيرة إلى أنه “لوحظ انتشار مسلحين في باب التبانة”. وكشفت عن أن “نحو 50 مسلحاً يخوضون اشتباكات مع الجيش في الاسواق الداخلية وهناك تخوف من تدخل مجموعات مسلحة اخرى لمؤازرتهم”. وتحدثت عن “مساعٍ لوقف تدهور الاوضاع، في وقت بدأ الجيش باستقدام تعزيزات بعد تعرضه للاعتداء”. ولفتت “شبكة طرابلس الاخبارية” إلى أن “حصيلة اشتباكات طرابلس حتى الآن 15 جريحاً”.

وليلاً، طوّق مسلحون كنيسة السريان في الزاهرية ودخلوا اليها، وراحوا يطلقون النار باتجاه الجيش الذي ردّ عليهم بالمثل. وعلم ان اقرباء الارهابي احمد ميقاتي هم الذين قادوا عملية اطلاق النار، وينتمون الى داعش. وقدر عدد المسلحين الذين انتشروا في اسواق طرابلس بالعشرات.

واشارت المعلومات إلى أن النقاط الساخنة التي تشهد اشتباكات في طرابلس هي: الرفاعية – سوق العطارين – الراهبات – الصاغة – العريض – النحاسين – البازركان – باب الحديد – الكنائس – المكاتب – الملاحة – التربيعة – الدباغة – خان العسكر – الجسر “، أما المناطق المحيطة بها “الزاهرية – التل – ساحة الكورة – باب الرمل – الدفتار – طلعة المشروع – حارة البرانية – الغرباء – المئتين – المطران ” عرضة للرصاص الطائش.

وأفادت الوكالة الوطنية الاشتباكات لا تزال مستمرة في الاسواق الداخلية في طرابلس بين الجيش والمسلحين، وقد احكمت عناصر الجيش الطوق على المسلحين وتعمل على تضييق الخناق عليهم، وقد بلغت حصيلة الاشتباكات منذ ليل امس وحتى اللحظة جرح 9 عسكريين بينهم ملازم اول واصابتهم طفيفة، و4 مدنيين بينهم مصور صحافي في جريدة الانوار.

في المقابل، لم يفد عن عدد الاصابات لدى الارهابيين نظرا لعدم قدرة الصليب الاحمر من الوصول الى مكان الاشتباكات.

اما المدنيون فهم: جمال رجب، محمد عز الدين، علاء بدوي، والمصور الصحافي فتحي المصري.

الأكيد أنّ المجموعة التي تشتبك مع الجيش في طرابلس مناصرة لإسلاميي المعارضة السورية، وقد تمت محاصرتها في الاسواق الداخلية للمدينة، واوقع الجيش في صفوف قادتها خسائر كبيرة.

السابق
ابو فاعور عمم على مستشفيات طرابلس استقبال جرحى الاشتباكات
التالي
ريفي يلتقي وفدا من هيئة العلماء المسلمين