في قضية الشيخين النمر وبروجردي: مساواة في ظلم حكم الله

نمر النمر
يتفق النظامان في السعودية وايران على شعبيهما فيحكمان ظلما باسم الدين، فيحكم بالاعدام على الشيخ النمر، ويهدد آية الله بورجردي بالاعدام، ومع بداية شهر محرم والبدء بمراسم عاشوراء حيث تعم الاحتفالات لا بدّ من مناصرة قضية الشيخين المظلومين المقموعين في بلديهما، فذكرى الامام الحسين قبل كل شيءهي احتفال بانتصار الدم على السيف وانتصار المظلوم على الظالم.
عمت الحواضر الشيعية في البلاد العربية موجه عارمة من السخط والاستنكار غداة الحكم السعودي بالإعدام على المعارض الشيعي الشيخ نمر النمر، محذرين من فتنة اسلامية كبرى، خاصة وان الشيخ النمر لم يقم بأي عمل مسلح في بلاده يهدد الأمن القومي. وجل ما قام به هو محاولة رفع الظلم عن شريحة مهمشة في بلاده غير معترف بها ولا في حقوقها السياسية، ولا حتى المدنيّة في كثير من النواحي.
هذا وقد استجاب العديد من الهيئات الدينية الإسلامية لدعوات الاعتصام وعقدت مؤتمرات لهيئات وشخصيات دينية شيعية وسنية في لبنان لشرح مظلومية الشيخ النمر، كما ادان هذا الحكم الجائر واللاإنساني العديد من الشخصيات الاسلامية على امتداد العالم العربي.
وفي ايران حذر مراجع الدين وأعضاء مجلسِ الشورى الاسلامي الايراني من التداعيات الخطيرة لحكمِ الاعدام لما له من انعكاسات سلبية على تطلعات الامة الاسلامية للوحدة ونبذ الفتنة، كما هدد رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، السعودية بدفع الثمن باهظا إذا أقدمت على إعدام رجل الدين الشيعي السعودي من القطيف، الشيخ نمر النمر.
غير ان خبر آخر برز مؤخرا تداولته وسائل اعلام عربية واجنبية نقلا عن عائلة رجل الدين الإيراني المعارض آية الله حسين كاظماني بروجردي وهو أن السلطات في طهران على وشك إعدامه، بعدما تم نقله إلى زنزانة انفرادية وكبلت يداه وقدماه إلى حائط لمنعه من الحركة. وتأخذ السلطات عادة إلى هذه الزنزانة المساجين قبل إعدامهم.
وحسب عائلة بروجردي، فقد تم إعلامه في الثالث من الشهر الحالي بأنه سيعدم في اليوم التالي ولكن الحكم لم ينفذ به بعد.
وتتخوف العائلة من قرار الإعدام لأن السلطات الإيرانية و تريد أن تظهر للغرب المتلهف لتسوية معها حول برنامجها النووي أن طهران مستمرة في سياستها الداخلية والخارجية، وهي متأكدة من أن الغرب لن يتحرك.
ويتساءل المراقبون باستهجان عن سبب الطمس الاعلامي لجريمة سجن آية الله بورجردي القابع بالسجن منذ 8 سنوات، لأنه نادى بالحريات وبفصل الدين عن الدولة، وهو اليوم يواجه حكما بالاعدام الجائر لأنه لم يستجب لشروط النظام بالاعتذار عن أفكاره ” الشيطانية”. بينما وبكل وقاحة تقوم ايران بالتحريض الطائفي ضد السعودية بعدما أصدرت حكم الاعدام الجائر أيضا بدون تحفظ على مواطنها المعارض الشيخ النمر.
ويتحدر اية الله بورجردي من عائلة علمائية عريقة أنجبت علماء ومراجع دينيين كبار، وما يدعو للتعجّب هو ان شاه ايران المعزول رضا بهلوي كان يوما ما على وشك الظفر بغريمه آية الله الخميني الذي قاد الثورة ضده لاحقا وعزله عام 1979.
ويذكر التاريخ انه في العام 1964 اعتقل الامام الخميني على ايدي سلطات الشاه مرتين و أحيل إلى المحكمة العسكرية الكبرى في طهران، ومعنى هذا أن يحكم عليه بألإعدام فوراً من قبل شاه إيران، بيد أن الدستور الإيراني يقضي بأن من يحوز على لقب آية الله أي “مرجع التقليد ” لا يعدم بأي حال من الأحوال. وكان السيد الخميني آنذاك من أساتذة الحوزة العلمية في قم المقدسة، فرحل السيد محمد الشيرازي من كربلاء إلى النجف الأشرف، وقصد آية الله السيد عبد الله الشيرازي ، وعرض الموضوع عليه، وقال إن لم تقل النجف كلمتها في السيد الخميني فسيعدم حتماً. فنهض معه إلى المرجع الأعلى آنذاك السيد محسن الحكيم والسيد محمود الشاهرودي والسيد أبي القاسم الخوئي ،ف أرسلوا في اليوم التالي برقيات احتجاج بعبارة « حضرة مرجع التقليد السيد روح الله الموسوي الخميني دامت بركاته» ،و كان المرجع الاعظم في ايران حينها اية الله العظمى السيد شريعتمداري قد وجه خطابا الى الشاه يصف فيه السيد الخميني بأ”مرجع التقليد”. ورضخ الشاه أخيراً للانصياع إلى مقررات الدستور الإيراني، فقام بت رحيل الإمام الخميني الى تركيا، ثم منح حق اللجوء السياسي في العراق.
نجا الامام الخميني من الاعدام عندما منح لقب آية الله لإنقاذه، وأسقط حكم الشاه بعد 15 عاما وأقام حكم الدولة الاسلامية الشيعية بنظام ولاية الفقيه، غير ان المهزلة ان هذه الدولة الشيعية لا يعتبر فيها ” آية الله” ومرجع التقليد منزها عن الحبس والتعزير ولا حتى الإعدام اذا أختلف بالرأي مع آيات الله الحاكمين، فهم صناع الدين وناشريه وهم يمثلون حكم الله ويجرؤون حيث لا يجرؤ لا الشاه الظالم ولا الظلمة الآخرون.
يتفق النظامان في السعودية وايران على شعبيهما فيحكمان ظلما باسم الدين، فيحكم بالاعدام على الشيخ النمر، ويهدد آية الله بورجردي بالاعدام، ومع بداية شهر محرم والبدء بمراسم عاشوراء حيث تعم الاحتفالات لا بدّ من مناصرة قضية الشيخين المظلومين المقموعين في بلديهما، فذكرى الامام الحسين قبل كل شيء هي احتفال بانتصار الدم على السيف وانتصار المظلوم على الظالم .
السابق
الجمعيات الأهلية في طرابلس:الخطاب التحريضي مسؤول عما يجري في المدينة
التالي
الحريري ابرق الى السيسي مستنكرا جريمة سيناء