فصائل المعارضة السورية أعلنت الحرب على لبنان

وردت أنباء عن توقيع وثيقة بين فصائل المعارضة السورية المقاتلة لحزب الله تتحدّث عن اقتراب اجتياحها لبنان، وعن تنظيم عملها على الاراضي اللبنانية عقب اجتياحها المزعوم، فما هي تفاصيل وأبعاد هذا الاتفاق وما هو المقصود بإعلان ميثاق بين هذه الفصائل في ظلّ ميزان القوى الحالي الذي لم يتغيّر بعد؟ مصادر خاصّة قالت لـ"جنوببة" إنّ هذا "إعلان حرب على لبنان".

وقعت “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”، إضافة إلى كتائب إسلامية متحالفة معهما، وثيقة تقضي بأن تقاتل جميعهًا ضد قوات “حزب الله اللبناني”، وقد نشرت مواقع التواصل الاجتماعي النص الحرفي لـ”الميثاق” الموقع (في الصورة أدناه).  وقد وصفت مصادر في المعارضة السورية الاتفاق بمثابة “إعلان مرحلة جديدة وحرب على لبنان وعلى حزب الله وحلفائه”، في حديث خاصّ لـ”جنوبية”. وقالت المصادر إن الحرب ستطال المسيحيين المؤازرين لحزب الله وسيتم تحييد المسيحيين الذين لا يساندون الحزب.

واللافت في هذه الوثيقة ان الأطراف الموقعة اتفقت على استهداف أبناء الطائفة الشيعية في “حزب الله” ومن تعاونوا فهم سيكونون “الهدف الأول للهجمات العسكرية” التي ينفذونها مع تأكيد الميثاق على “عدم الاعتداء على من يلتزم بيته ولا يشارك في مؤازرة حزب الله” اللبناني”.

كما نظمت الوثيقة الأعمال  العسكرية في المناطق والقرى المنوي مهاجمتها في لبنان، والتي تسكنها الأقليات المذهبية والدينية، فاتفق على الا يتم التعرّض للمسيحيين اللبنانيين ولا يمس بهم، عدا من يقوم منهم بمحاربتهم.

وبالنسبة الى الجيش اللبناني فقد اتفق في الوثيقة على تجنّب قتاله، “وإذا وقع قتال فيكون الهدف اسر الجنود اذا أمكن، وإلا قتلهم وجرحهم في حال لم ينجح الأسر”. كما اتّفق على أنّ “غرفة عمليات عليا هي من سوف يحدد مصير الغنائم التي قد تقع بين أيدي المهاجمين”.

ووقّع على البيان كل من جبهة النصرة في القلمون، و”داعش” في ولاية حمص، و”داعش” في ولاية القلمون، و”سرايا الحسن بن علي”، ولواء “الغربان”، ومجموعة “أبو علي الشيشاني”، ولواء “وأعدوا”، و”لواء التركمان”، و”تجمّع قارة”، و”لواء الحق”، و”درع الشريعة”.

contrat

في المقابل فقد رُصِدَ تجاهل وعدم اكتراث لدى الأوساط الاعلامية في حزب الله والقوى المتحالفة معها بمضمون هذه الوثيقة ، فتعمدت عدم الاشارة اليها أو نشرها في الوسائل الاعلامية التابعه لهم، ربما حفاظا على معنويات جمهور المقاومة الذي تأثر سلبا  بما حدث في هجوم بريتال وما تلاه من هجومات أوقعت عشرات الضحايا من مقاتلي الحزب. غير أنّ أوساطا لبنانية وعربية مراقبة وصفت اعلان هذا الميثاق بأنه “خطير”، اذ انه يكشف عن نوايا حقيقية وصريحة لدى فصائل المعارضة السورية بالهجوم على لبنان وهي متفقة ومجمعة على ذلك، فلم يُستثنَ أحد من القوى المقاتلة في سوريا وكان التوقيع من قبل جميع الأطراف على تلك الوثيقة، فشملت الفصائل الاسلامية والوطنية وكذلك التكفيرية.

وهذا الإجماع على مقاتلة حزب الله في عقر داره اللبناني يعكس برأي المراقبين أمرين بارزين:

الأول معنوي، ويتعلّق بالرغبة في الثأر من حزب الله والطائفة الشيعية التي آزرت الحاكم الطاغية في سوريا وساعدته على قتل شعبه لأسباب طائفية، وبالتالي فإنّ الحماسة الدينية للقتال من قبل حزب الله دفاعا عن الأسد والمراقد المقدسة عبّأ واستجلب حقدا وثأرا طائفيين غير محدودين في المقابل، ويخشى من فقدان السيطرة عليه وانفلاته في المستقبل.

والثاني عسكري، ويتعلق برغبة المهاجمين السوريين بنقل الحرب الى عقر دار حزب الله فيحدون بذلك من تدخله في سوريا الى جانب جيش النظام، ويضطر للدفاع عن مواقعه وعن معاقله في القرى والبلدات التي تسكنها طائفته الشيعية.

هذا وعلم من مصادر خارجية متابعة انّ جهودا تبذل لتدعيم قوّة جبهة النصرة والجيش الحرّ على الحدود الغربية الجنوبية السورية لمنع داعش من الامتداد اليها، وان خطوطا عربية تحديدا فتحت مع “الجبهة” في سبيل ذلك، كما لاحظ خبراء ان هذه الوثيقه  كتبت بعناية وتعاملت بدقّة مع تفاصيل الوضع الديموغرافي اللبناني والاستراتيجي أيضا، وذلك في اشارة الى تطمين المسيحيين والشيعة المدنيين من ناحية، كما أنّ الحديث عن “غنائم” في الوثيقة يمكن ان تقع تحت سيطرة قوات المعارضة في حال هاجمت لبنان من ناحية ثانية ، يفسره الخبراء، ان تكون تلك الغنائم المحتملة هي “السلاح الاستراتيجي لحزب الله” من صواريخ بعيدة المدى وغيرها، فتحفظ تحت سيطرة غرفة عمليات منوي تشكيلها لهذه الغاية.

وفي الختام لا يرجّح المراقبون ان يتغيّر الوضع الميداني قريبا على حدود لبنان الشرقية ولا يبدو ان الامور متجهه الى سيناريو سيء يقلب موازين القوى لصالح المعارضة السورية ، ولكن المؤكد ان الصراع الإثني المجنون الذي يعم المنطقة والتنافس الاقليمي والدولي الذي يغذيه جعل الامور تخرج عن السيطرة في أكثر الأحيان، وما انتصار داعش وتمددها في العراق وسوريا سوى تعبير واضح عن فقدان أدوات الضبط والتحكّم بالنزاع الجاري من قبل المجتمع الدولي، ويبدو ان هذا الاتفاق الذي جرى بين فصائل المعارضة هو استباق لاحتمال من احتمالات تطور النزاع على الجبهة الغربية السورية مع حزب الله، يمكن ان يحصل، وقد لا يحصل مطلقا اذا استمرت موازين القوى على الشكل الحالي.

 

السابق
قتيل و5 جرحى من المدنيين حصيلة الاشتباكات في طرابلس
التالي
ابو فاعور عمم على مستشفيات طرابلس استقبال جرحى الاشتباكات