«العلويون» يتخلون عن الأسد

في أحدث تطور يشير إلى الأزمة التي يعانيها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أكدت مصادر مطلعة أن العديد من المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام تشهد تزايداً في معدلات فرار شباب الطائفة العلوية الموالية للأسد الذين تتراوح أعمارهم بين 19 والـ30 سنة، هرباً من قبضة الشبيحة الذين يطاردونهم لإلحاقهم بالخدمة العسكرية، وذلك عقب النقص الحاد في العنصر البشري الذي يعاني منه الجيش، بسبب مقتل أعداد كبيرة من جنود النظام في المعارك الجارية مع فصائل المعارضة، وعودة أعداد كبيرة من عناصر الميليشيات العراقية إلى بلادهم لقتال تنظيم “داعش” الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي العراقية.

وكشفت مصادر خاصة لـ”الوطن” السعودية عن هروب آلاف الشباب من المناطق التي يسيطر عليها النظام في مدن حمص وطرطوس واللاذقية وأحياء من العاصمة دمشق، إلى الجبال والمناطق الساحلية البعيدة عن أعين الشبيحة والشرطة العسكرية، وفرار العديد منهم مع عائلاتهم إلى الأراضي اللبنانية، وذلك هرباً من فرق الشبيحة التي شنت خلال الأسبوع الماضي ومطلع هذا الأسبوع حملة مسعورة لم تستثن حتى طلاب الجامعات، الذين بحوزتهم خطابات تأجيل دراسية، إضافة إلى الشباب الذين لا يوجد لذويهم أبناء ذكور سواهم، حيث كانوا يحصلون على إعفاء بموجب الأنظمة والقوانين من الخدمة العسكرية الإجبارية، حيث أكدت المصادر أن الشبيحة والشرطة العسكرية التابعين لأجهزة الأمن ألقت القبض على مئات الشباب، وتم التحفظ عليهم في السجون والمعتقلات، ومن ثم جرى سوقهم إلى مراكز التدريب التابعة للجيش لتدريبهم تمهيداً لزجهم على جبهات القتال.

ولفتت المصادر إلى أن غالبية الشباب الفارين هم من الطائفة العلوية، حيث شهدت الأسابيع الماضية فرار عدد كبير من العائلات العلوية الموالية للنظام السوري ممن لديهم أبناء شباب، خوفاً من القبض عليهم وإلحاقهم بالخدمة العسكرية.

وأرجع مراقبون حملة التجنيد الكبيرة التي يشنها النظام إلى النقص الكبير في أعداد قواته العسكرية، عقب مقتل كثيرين منهم في ساحات القتال مع الفصائل المعارضة، إضافة إلى انسحاب عناصر من مرتزقة الميليشيات الشيعية العراقية، إلى بلادهم للمشاركة في القتال ضد تنظيم “داعش”، عقب سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في العراق، الأمر الذي أدى إلى حدوث نقص كبير في أعداد جنود جيش النظام والمليشيات التي تقاتل إلى جانبه.

كما أشار مراقبون أيضاً إلى أن عزوف الشباب العلويين وتفضيلهم الهروب على الالتحاق بصفوف جيش الأسد، يعود إلى غضبهم من تخلي النظام عنهم، وتقديم إطلاق سراح مرتزقة الميليشيات الإيرانيين واللبنانيين عليهم في عملية تبادل الأسرى التي تتم مع الجيش الحر والفصائل المسلحة المقاتلة الأخرى.

السابق
التفاصيل الكاملة لعملية «البزة العسكرية» في الضنية
التالي
عملية عاصون: الجيش في هجوم استباقي