حنا عتيق:المقاومة المسيحية كانت تملك 700 ألف صاروخ

كيف سيواجه المسيحيون الخطر التكفيري وهل باتت لديهم خطة واضحة لمحاربة «داعش» و«النصرة»، هل يملك المسيحون السلاح الذي يملكه الآخرون في الوطن وذلك الذي في حوزة الخصم الارهابي الزاحف الى مناطقهم؟ وماذا لو لم يتمكن المسيحيون من الدفاع عن ارضهم فيما لو استطاع المسلحون التكفيريون احداث اختراق في احدى الجبهات او على احد المحاور القتالية؟ هل سيكون مصير المسيحيين وهم يسمعون ترداد معزوفة الشرق بدون مسيحييه شبيه بمصير مسيحيي سوريا والعراق، وبالتالي هل من تشابه او ان هناك اختلافاً جوهرياً ما بين مسيحيي لبنان واخوانهم في المناطق المهجرة ؟؟..

تلك تكاد تكون عينة من تساؤلات تدور في الحلقات المسيحية الضيقة تحسباً للمرحلة القادمة ولأي خطر او انفلاش امني قد يحصل في المناطق المصنفة ساخنة. وحيث يبدو ان المسيحيين وبحسب مصادر مسيحية يتوزعون بين فريقين في مقارنة ومقاربة الحالة «الداعشية» المتسللة الى العمق اللبناني، فثمة من يرى من المسيحيين ان «ما هو مكتوب للمسيحيين سيبقى مكتوباً ولا يمكن تغيير اي فاصلة في المخطط الذي رسم لمنطقة الشرق الاوسط او للشرق الاوسط الجديد، وثمة من يرى من المسيحيين ان التاريخ يعيد نفسه وان المسيحيين رواد المقاومة يخضعون لاختبار جديد هو اختبار «داعش» ومشتقاتها، ولكن تماماً كما في الحرب اللبنانية استطاع المسيحيون ان يحافظوا على وجودهم وتجذرهم في لبنان ويسقطوا كل المخططات والسيناريوهات.

وما بين وجهتي النظر المختلفتين فان الحقيقة الثابتة والوحيدة تقول المصادر هي ان المسيحيين في لبنان لم يعودوا على الحياد بل اصبحوا في قلب المعركة ويكادوا يصبحو ربما وجهاً لوجه مع الارهاب في مرحلة لاحقة. وبعد الهجوم على عرسال والتفجيرات الانتحارية وحرب العبوات الناسفة على الجيش اللبناني بات واضحاً وبما لا يقبل الشك ان لبنان صار في قلب العاصفة الارهابية.

ولكن هل يقف المسيحيون على الحياد بانتظار ان يصل «سكين» «داعش» و«النصرة» الى رقابهم وهو الذي تجرأ على العسكريين المخطوفين قبل شهرين؟ لا يبدو ان المسيحيين كما توحي اجواؤهم بوارد التسليم بامرهم للمجموعات التكفيرية خصوصاً عندما يكون المسيحيون مهددون بانتمائهم الديني وهويتهم فلا احد حينها يمنعهم عن الدفاع عن انفسهم. تلك هي وقائع الحوارات المسيحية الداخلية، حيث ان المسيحيين بسلاح او بدونه مستعدون لمعركة الارهاب حين تدنو ساعة الصفر على توقيت الارهابيين.

يقول رئيس الحركة التصحيحية القواتية حنا عتيق في هذا السياق ان الوحدة المسيحية ضرورية في هذه الظروف الصعبة، فما يمر به لبنان يختلف عن حروبه الماضية، فهي ليست حرب السنتين ولا حرب داخلية، بل حرب الوجود المسيحي في الشرق، وفي وجود هذا الخطر على الكيان والمصير يجب ان يلتف المسيحيون حول بعضهم لمواجهة الخطر التكفيري للوصول الى مشروع موحد واهداف واحدة، متسائلا أين هي بعض الأحزاب المسيحية اليوم من شعاراتها «امن المجتمع المسيحي فوق كل إعتبار»، داعياً لوضع كل الامكانيات في تصرف الجيش والمؤسسة العسكرية والقوى الامنية، وربما يتم في لبنان انشاء الحرس الحدودي اسوة بالصحوة او الدفاع الشعبي في سوريا للدفاع عن المقدسات اللبنانية.

ولكن هل لدى المسيحيين السلاح اللازم لمعركة داعش؟ يجيب «الحنون» انطلاقاً من تجربته القتالية وخبرته في قيادة وحدات النخبة في القوات ووحدات الصدم القواتية، ان المسيحيين في بداية الحرب اللبنانية ضد منظمة التحرير كان لديهم عندما انطلقت المعركة اسلحة بدائية وبعدها صار لهم قوات وميليشيات، فعندما يكون ثمة قرار للمواجهة موحد تصبح الامور الاخرى مجرد تفاصيل، والمهم اليوم في المعركة ضد «داعش» واخواتها ان اللبنانيين موحدون فكما توجد بيئة حاضنة للارهاب بمناطق محدودة، هنالك أيضا بيئة حاضنة للدولة اللبنانية ومؤسساتها والصورة اصبحت مختلفة عن الماضي، فهناك السنة المعتدلون الذين يقودهم سعد الحريري وهناك حزب الله بقوته العسكرية والجيش اللبناني بقدراته ومعنوياته العالية، فالحرب اليوم تبدو مختلفة والمواجهة شاملة، ومهما نشذت بعض الاصوات فحين تدق ساعة الصفر الكل سيكونوا موحدين لمواجهة خطر «داعش والتكفيريين. بدون شك فالمرحلة من اصعب مراحل لبنان لانها مرحلة وجودية «نبقى او لا نبقى»، الا ان مخطط تهجير المسيحيين لن يمر في لبنان لا من قبل «داعش» ولا من قبل غيرهم.

وهل من خطر فعلي على المسيحيين على نحو تكرار سيناريو العراق؟ بالمؤكد فان الوضع اللبناني يختلف عن العراقي او السوري، فلا وجود عام لبيئة حاضنة للارهابيين في المجتمع اللبناني ولا وجود جذري لمجموعات تؤمن لهم المساعدات اللوجستية، ففي بعض المناطق يمكن ان يسجل الارهابيون انتصارات ولكن ليس على المدى الطويل ففي لبنان سيتعلمون درساً قاسياً لان الدولة اللبنانية قوية والجيش متماسك مع قيادته، ولبنان «رمال متحركة» من يطأ ارضه يغرق في وحوله. ولكن ذلك لا يعني ان خطر «داعش» غير واقعي او انه يجب التقليل من شأنه، فهذه الحرب لا تشبه الحروب الاخرى والمقاومة المسيحية التي كانت تملك 700 الف صاروخ لا تملك اليوم خرطوشاً للصيد، ولكن على اللبنانيين ان يخططوا لمئة سنة الى الامام وعليهم ان يتكاتفوا أمام هذه ألأخطار المصيريّة، رافضين أي خطاب داخلي تحريضي مسيء للدولة أو أي تبرير للإعتداءات على جيشنا وأجهزتنا الأمنية ونحن كحركة تصحيحيّة قواتيّة قرارنا نهائي في تلبية النداء للحفاظ على وطننا في أي بقعة من لبنان جنب الجيش اللبناني.

اما المخيمات السورية فهي قنبلة موقوتة وثبت انها تحوي بتأكيد القيادة العسكرية على خلايا نائمة ومجموعات مسلحة والحل لها بترحيل السوريين وفرزهم بين من يلتزم بالقوانين اللبنانية ومن لا يلتزم بحيث يتم ترحيلهم كل وفق خياراته السياسية فيتم تسليم مؤيدي الثورة الى الثوار والمسلحين وكذلك فريق النظام الى المناطق الخاضعة لسيطرته بدل اقامة مخيمات نزوح لا يمكن ضبطها.

السابق
«المصارع» نقولا فتّوش
التالي
الوليد بن طلال يعترف بتورط نظام اسرته بنشوء «داعش»