الراعي: التمديد للمجلس مخالفة وليس قانونيا وبدون رئيس لا شرعية لأحد

عاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم، إلى بيروت اتيا من روما، بعد أن شارك في حضور السينودس الخاص من أجل العائلة الذي انعقد في الفاتيكان، والتقى فرنسيس والرئيس سعد الحريري.

وكان في استقباله بالمطار رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، والمطارنة: بولس مطر، بولس الصياح، مطانيوس الخوري ومنجد الهاشم، رئيس فرع مخابرات الجيش في جبل لبنان العميد ريشار حلو، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم، الدكتور الياس صفير، المحامي جوزف أبو شرف، وشخصيات.

في المطار، تحدث الراعي عن نتائج الزيارة فقال: “لقد شاركنا في روما بالسينودس الخاص في شأن العائلة والتحديات التي تواجهها اليوم، لأنه كما هو معروف أن العائلة والزواج عنصران أساسيان في الأديان كلها، كما في الكنيسة، وقداسة البابا فرنسيس أراد معالجة كل المشاكل التي تعانيها العائلة عموما اقتصاديا واجتماعيا وروحيا وأخلاقيا، فكان هذا السينودس الذي شخص المشاكل التي تعانيها العائلة”.

أضاف: “إن معاناتنا تختلف عن معاناة الغرب، فالعائلة هي ضحية كل شيء: الأزمات السياسية والاقتصادية والهجرة والحرب والنزوح. لقد تداولنا في كل هذه الأمور وتشخيصها، تحضيرا للاجتماع في تشرين الأول المقبل لترى الكنيسة ما هي الحلول التي ستضعها في هذا الإطار”.

وتابع: “كانت مبادرة قيمة بالامس من قداسة البابا فرنسيس الذي دعا إلى مجمع للكرادلة حضره البطاركة، وكان الحديث عن أوضاع الشرق الأوسط عموما والأوضاع المسيحية خصوصا. إن البابا فرنسيس هو حامل هم السلام في الشرق الأوسط ومدرك كل ما يحصل فيه من خراب ودمار وقتل، وهو يشدد على ضرورة السلام وحل كل القضايا بالحوار واحترام الكائنات البشرية والأوطان. كما أنه يهتم بوجود الاديان كلها في هذه المنطقة، خصوصا وجود أبناء الكنيسة المارونية وكل الكنائس”.

وشكر “البابا فرنسيس حامل هم السلام في الشرق الأوسط والعدالة كي تخرج دول هذه المنطقة من المشاريع الهدامة التي تصيب العالم العربي”.

حوار
سئل: ما هي نتائج اللقاء مع الرئيس الحريري؟ وهل أبلغكم بقرب عودته إلى لبنان؟ وما صحة المعلومات التي تحدثت عن اتفاق بينكما على رئيس توافقي في لبنان؟
أجاب: “أحيي الرئيس الحريري الذي جاء الى روما خصوصا من باريس حتى نلتقي، فهو كان يريد قول نقطة أساسية أننا لم نستطع انتخاب رئيس جمهورية في الوقت اللازم. والآن وصلنا الى استحقاق مجلس النواب ولا نستطيع إجراء انتخابات وسيقع المجلس في الفراغ. لذلك، ليس أمامنا سوى التمديد. من جهتي، قلت له أنا لا أدخل في هذا الموضوع لأنه يشكل مخالفة، فإذا مددتم يعني ذلك مخالفة للدستور ولرأي الشعب اللبناني الذي انتخب النواب لمدة معينة، وهو معه وكالة ولا يحق له استعمالها كحق له، وبذلك تكون مخالفة. فماذا ينقص لانتخاب رئيس للجمهورية؟ لقد مضى سبعة أشهر، خصوصا أنكم ستمددون للنواب أنفسهم، ولو أن هناك انتخابات نفهم أن وجوها جديدة ستأتي، ولكن عندما سيمددون لذاتهم فلماذا لا يتكرمون وينتخبون رئيسا للجمهورية؟ فأنا لا أعطي رأيا بهذا الموضوع، وعلى مخالفة الدستور لا أعطي بركة”.

أضاف: “موقفي معروف، تفضلوا وانتخبوا الرئيس الذي يمكنكم أن تنتخبوه، نحن كبطريركية، احتراما للنواب وللكتل السياسية قلناها ونقولها: ليس عندنا مرشح ولا عندنا فيتو على مرشح ولا ندعم أي مرشح ولا نقصي أي مرشح، وما زلنا نقول تفضلوا يا نواب وادخلوا وانتخبوا رئيسا للجمهورية، تنتخبون من 14آذار أو 8آذار، أو من خارج ذلك نحن نبارك له، وإنما نكرر تفضلوا وانتخبوا رئيسا، ونتساءل هنا، ما هذه الغيرة العظيمة والخوف من فراغ على مستوى المجلس النيابي ولا يعني لكم الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية فهذا لا يجوز، وهنا أكرر القول أننا لا نغطي مخالفات على الاطلاق وخاصة مخالفة الدستور، وأنا أطلق على ذلك مسلسل المخالفات، فانتخبوا رئيس الجمهورية حتى تسلم كل الأمور ومنها التمديد لأن التمديد مخالفة وليس قانونيا، ونحن نقول لهم أوقفوا مسلسل مخالفات الدستور والقوانين في لبنان وانتخبوا رئيسا للجمهورية حسب الأصول الديمقراطية فلبنان لا يعيش في زمن العصر الحجري، وعلى النواب أن يتحملوا المسؤولية”.

سئل: هل تتوقعون أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل 22 تشرين الثاني المقبل؟
أجاب: “ما قلته للرئيس الحريري هو تفضلوا الآن وانتخبوا رئيسا للجمهورية. أنا لست نبيا ولا أستطيع التنبؤ، فما أستطيع قوله هو دعوة المجلس النيابي الذي هو منذ 22 آذار في حالة التئام لانتخاب رئيس للجمهورية، والدستور يدعو لذلك، وغير ذلك يكون مخالفة للدستور وأنا لست مع المخالفات، فأنتم تخالفون وهذا اغتصاب للسلطة، وأكرر وأعيد تفضلوا وانتخبوا رئيسا كي تسلم الأمور”.

سئل: طالما لم تعد الأمور في أيدي اللبنانيين هل تعتقدون أن لبنان ما زال أولوية لدى اصحاب القرار لإيجاد حلول له؟
أجاب: “أنتم تعرفون أن كل العالم يناشد اللبنانيين ويناشد نوابه لانتخاب رئيس بدءا من الأمانة العامة للأمم المتحدة، وسفراء الدول الخمس أعضاء مجلس الأمن الدائمين، وكل الدول تناشد من أجل انتخاب رئيس، والأسرة الدولية ما زالت حتى اليوم تريد بقاء لبنان، وهذا الكلام سمعناه من الرئيس باراك اوباما عندما اجتمعنا به مع البطاركة، وقال ان لبنان بلد نحن معنيون بالمحافظة عليه، ولبنان له دور ومسؤولية ونحن مدركون أن لبنان ينال تداعيات كبيرة من أوضاع المنطقة وأننا ندعم الجيش بكل الأساليب ليستمر لبنان بدوره”.

اضاف: “نحن نخجل من الوضع الذي وصلنا اليه ونطالب النواب بإخراجنا عن هذا الوضع وان يجددوا كرامة البلد وينتخبوا رئيسا للجمهورية”.
سئل عن الرسالة التي يوجهها لدعم الجيش اللبناني في ضوء ما تتعرض له المؤسسة العسكرية من افتراءات وتعديات من قبل البعض؟
أجاب: “الكل يعلم ان الجيش هو كرامتنا وسياجنا وشرفنا وهو وحده الذي يحمي لبنان وكرامته وهذا هو دور الجيش وكل جيش يحترم ويعزز ويشكر ويقدر ويدعم كما كل جيوش العالم. إضافة الى دور رئيس الجمهورية، هذان الجناحان هما اللذان ترتكز عليهما الدولة اللبنانية ونحن نريد الجيش ورئيس الجمهورية، وهو الذي يعطي شرعية لكل شيء في لبنان وان لم يكن هناك رئيس فلا شرعية لأحد، ولا حياة لأحد، وبقطع النظر عن صلاحيات رئيس الجمهورية كما يقول البعض للأسف، وماذا يملك رئيس الجمهورية من صلاحيات، نحن نؤكد أنه هو الرئيس الذي يعطي الشرعية لكل المؤسسات، الكبيرة والصغيرة، أما ان لا ننتخب رئيسا لكي يكون هناك رئيس لكل فئة ولكل طرف، فهذا مرفوض من قبلنا بالمطلق”.

السابق
ألف قتيل من «داعش» في كوباني بسبب خيانة
التالي
الافراج عن خالد ووليد الحجيري وتسليمهما إلى مخابرات الجيش في البقاع