فنيش: الجيش لا تنقصه الجرأة بل الدعم السياسي وتدخلنا في سوريا لحماية المقاومة

طالب وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش الجميع في لبنان بأن “يتخذوا الموقف الذي يخدم مصلحة الوطن، وأن يفكروا ويمارسوا كل حسب موقعه، سواء كان في الحكومة أو في المجلس النيابي، دورهم بمسؤولية من أجل مصلحة الوطن، وألا يسمحوا لهذه الجماعات التكفيرية بضرب الجيش اللبناني، لأن بمشروعها كما تستهدف المقاومة تستهدف الجيش، لأنهما الحواجز الحقيقية أمام سيطرة هذه المجموعات على أي بقعة في لبنان”.

واعتبر فنيش في خلال لقاء سياسي أقامه “حزب الله” في قاعة بلدية باريش أن “الجيش اللبناني لا تنقصه الجرأة ولا الشجاعة ولا الإقدام، بل الدعم السياسي الكامل وإسكات أي صوت يشكك بهذا الجيش، حيث أن هذا يسهم بتقويض استقرار ووجود ومصير الوطن وسلمنا الداخلي”، مشددا على “ضرورة توفير كل ما يحتاجه الجيش من دعم، لأن المعركة مع المجموعات التكفيرية تحتاج إلى سلاح وإرادة وإيمان والتزام وطني واخلاقي وإمكانات قتالية، فلا يمكننا أن نبقي الجيش بأعذار لا تستقيم مع مصلحة الوطن ونرفض هبات تدخل في دعمه وتزويده بالإمكانات القتالية الملائمة لمواجهة هذه الجماعات التكفيرية”، مشيرا إلى أن “الجمهورية الإسلامية تقدم دعما للبنان عبر الهبات المقدمة بدون مقابل لأنها تعتبر ان من مسؤولياتها ومن واجبها التصدي للمشروع الصهيوني ودور هذه الجماعات التخريبي والإرهابي”، مؤكدا “أننا تعاملنا مع كل الهبات التي أتت من دول نختلف معها في الموقف السياسي ومن دول نعتبرها من موقع العدو بإيجابية، لأن هذه الهبات تعطي الجيش دعما ولا تقيد القرار السياسي اللبناني وليست من العدو الإسرائيلي”.

ورأى أن “مشكلتنا مع المجموعات التكفيرية والإرهابية هي مشكلة مركبة، فمن الناحية الأمنية فإن وجود المشكلة هي لأن هذه الجماعات لا يمكن استخدام أي أسلوب معها الا المواجهة، لأنها لا تؤمن ولا تقبل بالحوار ولا بالإختلاف ولا بالرأي الآخر، وليس فقط لأننا ننتمي إلى مذهب يختلف مع انتمائهم المذهبي، بل هم لا يقبلون الرأي الآخر حتى من أبناء مذهبهم، فهم يعتبرون أنفسهم أنهم يمثلون الحقيقة الدينية على ضلالهم وباطلهم وجهلهم وتخلفهم، وكل الآخرين بغض النظر عن انتمائهم المذهبي أو الديني هم بنظرهم خارج هذه الحقيقة الدينية، وبالتالي لا خيار أمام من يختلف مع هذه الجماعات التكفيرية إلا الإنصياع لإرادتهم وتقديم البيعة أو إشهار السيف في وجوههم”.

أضاف فنيش: “هناك أيضا المشكلة الثقافية مع هؤلاء التكفيريين، لأن المدرسة التي نشأوا عليها هي أساس هذا البلاء في العالم الإسلامي، فالمدرسة التي تقدم نفسها لتكفير الآخرين وبالنظر إلى كل أبناء الأمة الإسلامية ما عدا أبناء هذه المدرسة بأنهم كفرة، هي أصل بلاء العالم الإسلامي”، لافتا إلى أن “المشكلة الأخرى التي نواجهها مع التكفيريين هي مشكلة سياسية، لأنهم لا يستطيعون بما يحملون من فكر أن يكونوا بديلا لأي نظام سياسي أو أن يديروا مجتمعا، فمن يمتلك مثل هذه العقلية الإقصائية والإلغائية لا يستطيع أن يدير مجتمعا، فمجتمعاتنا في العالم الإسلامي مجتمعات بمكوناتها متنوعة بالرأي السياسي والثقافي والمذهبي وبالإنتماء الديني، وبالتالي هذه الجماعات لا تستطيع ولا تملك إمكانية أن تطرح مشروعا قادرا على النجاح في إدارة شؤون المجتمعات”.

ورأى أن “المستفيد الأول من دور هذه الجماعات هو كل من يعادي رسالتنا ودورنا كأمة من القوى المستكبرة، وأن المستفيد عن إشغال مكونات مجتمعاتنا بصراعات تدميرية هو العدو الإسرائيلي، لأنه وجد ضالته في هذه الجماعات كما وجدت الإدارة الأميركية ضالتها بها”.

ولفت إلى “أننا لو لم نبادر إلى تقويض ركائز هذه الجماعات في بعض البلدات الموازية أو المقابلة للحدود اللبنانية، لكنا اليوم نعاني الأمرين من هذه الجماعات، فتدخلنا في سوريا لم يأت من أجل حسابات خارج المصلحة الوطنية اللبنانية، بل يندرج في صميم المصلحة الوطنية اللبنانية، ومواجهتنا لهذه الجماعات ومشروعها وامتداداتها هو من أجل حماية المقاومة ومستقبل وبنية وتركيبة لبنان”.

واعتبر فنيش أن “البعض الذين يعتبرون أن الجماعات التكفيرية خطرها على مكون لبناني فهم واهمون ومخطئون ولا يفهمون ولا يدركون حقائق الواقع”، مشيرا إلى أن “خطر هذه الجماعات هو أولا على الذين وفروا لها الغطاء والتبرير والذرائع، وعلى البلدات والمدن التي تجد فيها بعض عوامل الإنتشار أكثر من أي بلدة أخرى”.

السابق
صراع بين الحوثي ونصر الله على لقب: اليماني
التالي
سليمان: اعلان بعبدا نص تاسيسي لا يندثر