جنبلاط والنصرة: تفاهمٌ سياسيّ؟ أم خوفٌ درزيّ؟ أم تملّق؟

جنبلاط والنصرة
ينظر النائب وليد جنبلاط من منظار استراتيجي، ولا يخجل من انعطافة هنا أو هناك درءًا لخطر على طائفته الدرزية، في سوريا أو في لبنان أو في فلسطين. فهل كان تصريحه حول أنّ "جبهة النصرة" ليست إرهابية في هذا السياق؟ خصوصاً أنّه مهّد بقبوله مبدأ المقايضة رغم تعثّرها حتى الآن؟

لماذا أدلى الزعيم الدرزي النائب جنبلاط بتصريح عن “جبهة النصرة” أعلن أنّها ليست “تنظيماً إرهابياً”؟
وهو تنظيم بايع زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري وبالتالي بايع الإرهاب الدولي. كما تمّ إدراجه على لوائح الإرهاب الدولية، خصوصاً من قبل الولايات المتدحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية؟ فهل حيّد المجتمع الدولي “جبهة النصرة” مؤخرا عن اتهامها بالارهاب؟ خصوصاً أنّ هناك قراراً سعوديا رسميا صدر قبل ساعات أعلن بدء المجتمع الدولي تدريب المعارضة السورية في السعودية، وربما تكون “النصرة” من بين المجموعات المتدرّبة. فهل يمكن اعتبار هذه القرارات نوعا من رؤية جديدة للواقع السوري المعارض يحيّد جبهة النصرة عن الإرهاب؟
هذه التساؤلات اختلطت وأثارت لغطا داخليا غير معلن بسبب موقف جنبلاط الأخير، أوّلا في ظلّ احتجاز “النصرة” عسكريين لبنانيين وإعدامها احدهم، اضافة إلى تفجيرات تبنّتها سابقاً في الداخل اللبناني وأسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من اللبنانيين. من هنا فسر البعض تصريحه من أبعاد داخلية وخارجية، مذهبية أولا، تطال الجولان السوري والجبل والعرقوب والبقاع الغربي اللبناني وكل القرى والمدن ذات الغالبية الدرزية، والتي يحيط بها “واقع ديمغرافي” سنّي في لبنان وسورية وفلسطين. وما الاحتكاك الدرزي – الشيعي في الشويفات على طرف ضاحية بيروت الجنوبية الا الاستثناء. فالمحيط الدرزي دائما سنيّ. خصوصا بعد ورود تقارير تقول إنّ عدد عناصر التنظيم تعدّى الـ12 ألف مقاتل مؤخّرا.
رامي الريس المصادر الرسمية في الحزب التقدمي الاشتراكي تميل إلى تفسيرات مبسّطة. فالمسؤول الاعلامي في الحزب الزميل رامي الريّس اعتبر أنّ “تصريح النائب وليد جنبلاط لا يرتبط حصرا بموضوع الدروز لأنّ ما يحصل على الدروز يحصل على الطوائف الاخرى، وهو تحدّث في موضوع النصرة من الباب السوري، وقال إنّ السبب (اعتبارها غير إرهابية) كونها تضم أبناء الشعب السوري وهي موجودة على الارض”.
لكنّ هذه المجموعة قامت بأعمال قتل وذبح؟، نسأله فيجيب: “ليست وظيفتنا أن نصنّف هذه المجموعة أو تلك”. وعن شكل التعاطي مع الجبهة في حال سيطرت على قرى ومناطق لبنانية؟ قال: “لا أظنّ أنّه سيتم ذلك”.
لكن هل سيلعب جنبلاط دور الوسيط بين “النصرة” وبين السلطات الرسمية في لبنان؟ أكّد الريّس: “نحن لا ننتظر شيئا من هذا”.
زلماذا تأخّرت الوساطة إذن رغم أنّ جنبلاط أيدّ مبدأ المقايضة؟، أجاب الريس: “هذه سلطات رسمية، وليست مسؤوليتنا المباشرة البحث في الموضوع”.
وهل إنّ خلفيات تصريح جنبلاط هي الخوف على الدروز في البقاع الغربي والجنوب والجولان وسوريا؟ أكّد الريّس: “ما يحصل على الدروز يحصل على غير الدروز. وتصريح جنبلاط يتعلّق بمجريات الوضع السوري والمسألة ليست مسألة خوف، بل هي قراءة لما يجري وجنبلاط مع تعزيز العلاقة مع المعارضة السورية”.
أخيرا: هل يمكن أن يلعب جنبلاط دورالوسيط بين حزب الله والنصرة مستقبلا؟ وهل إنّ تواصله إيجابيّ مع “النصرة”، وفي حال التطوّر السريع للازمة هل سيحاول أن يؤكّد على الجو الايجابي للدروز كوسيط بين النصرة وحزب الله؟ن أجاب الريّس:”لم يُطرح هذا وليس هناك من وساطات”.

حبيب فياض في المقابل رأى المحلل السياسي اللبناني الدكتور حبيب فياض أنّ “وليد جنبلاط يريد حماية مناطقه في حال تمدّد جبهة النصرة، وموقفه نوع من التملّق، فعندما يصفها بأنّها حركة غير إرهابية فإنّه يمهد الجو بذلك في حال دخول النصرة الى لبنان”.
لكن هل التصريحات هذه ستحمي المنطقة؟، يجيب فيّاض: “جنبلاط يعتقد ذلك”. وهل سيلعب جنبلاط دوره كوسيط بين النصرة وحزب الله؟، أجاب فيّاض: “حزب الله لديه توجه بالتعامل تعاملا ايجابيا مع جنبلاط. والرسائل الإيجابية يحصل عليها وهناك تقاطع بين الحزب وجنبلاط حول بعض الموضوعات، فالحزب يعلم أنّ كلامه لن يقدّم ولن يؤخر، وهذا الكلام لن يدفع الى تغيير سياسة النصرة ونهجها مع مختلف الجهات. وهو كلام بمثابة صرخة في واد”.
وختم فيّاض بالسؤال:”هل خلفيات كلامه تعود الى أنّه يملك معلومات حول قدرات النصرة الميدانية؟”، وأجاب: “وليد جنبلاط عندما قام بزيارة مناطق العرقوب ظهرت له معطيات تقول إنّ المنطقة مستهدفة من الآخرين”.

السابق
فستان زفاف أمل كلوني للبيع
التالي
دعوى قضائية ضدَّ راغب علامة