الشرق الأوسط: مصادر أميركية: الدول العربية مستعدة لتمويل القوات العراقية وتدريبها

الجامعة العربية

شهدت مدينة كوباني (عين العرب) الكردية السورية هجمات متبادلة بين المقاتلين الأكراد وتنظيم “داعش” في الساعات الماضية، وتمكنت وحدات حماية الشعب الكردية من إحراز تقدّم داخل المدينة واستعادة السيطرة على المنطقة المحيطة ببرج الإذاعة في الريف الغربي للمدينة، ورغم القصف الذي كان كثيفا يوم أمس، على المدينة من قبل “داعش”، بات المسؤولون الأكراد يتحدثون عن ابتعاد خطر “سقوط كوباني” مع تأكيدهم على أنّ المقاومة الكردية المدعومة من “الجيش السوري الحر” ستبقى مستمرة مادام التنظيم ومقاتلوه موجودين في المدينة.
من جهته، قال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إن “الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد (داعش) تؤثر على التنظيم، لكن الحملة ستستغرق وقتا”.
وأشارت رئيسة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، آسيا عبد الله، إلى أنّ القصف لم يتوقّف يوم أمس، مشيرة في حديثها لـ”الشرق الأوسط” إلى أنّ “المسألة لم تعد في سقوط كوباني أو عدمها، بل في تواجد التنظيم والدعم العسكري الذي يستقدمه من المناطق التي يسيطر عليها”، وأضافت: “كوباني لن تسقط، وخير دليل على ذلك مقاومة وحدات حماية الشعب لأكثر من شهر، التي تدعمها اليوم ما يسمّى بـ(نظام الحماية المدنية) المؤلف من آلاف المدنيين الموجودين في الداخل وعلى أطراف المدينة على كل الجهات”، ولفتت عبد الله إلى أنّ هناك مجموعات من “الجيش السوري الحر” تتعاون عسكريا على الأرض مع وحدات حماية الشعب الكردية في معركة كوباني، كاشفة أنّه سقط منهم لغاية الآن 9 مقاتلين منذ بدء المعركة قبل نحو شهر.
وصعّد “داعش”، منتصف ليل أمس، هجماته المضادة وسط غارات جوية مكثفة من التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، بعدما كانت وحدات حماية الشعب الكردية أحرزت تقدما ملحوظا في المدينة وانتزعت مواقع خسرتها في اليومين الأخيرين.
ورغم خسارتهم مربعهم الأمني في المدينة الحدودية مع تركيا التي تبلغ مساحتها بين 6 إلى 7 كيلومترات مربعة، يبدي المقاتلون الأكراد مقاومة شرسة، تساعدهم على ذلك ضربات التحالف الدولي التي يجري تنسيقها بين القوات الكردية والأميركية.
وفي حين كان مسلحو “داعش” يسيطرون على نصف “كوباني” الأسبوع الماضي، وتحوّلت المواجهات في وسط المدينة إلى حرب شوارع بين الطرفين، قال إدريس نعسان، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية، في كوباني، إن “مساحة تتراوح ما بين 15 إلى 20 في المائة من كوباني ما زالت تحت أيدي الجماعة المتطرفة بعدما خسرت أرضا في المدينة الواقعة على الحدود التركية”، مشيرا إلى أن “مقاتلي (داعش) يجلبون تعزيزات يوميا، ويجندون أفرادا جددا في محاولة لاستعادة ما خسروه في اليومين الماضيين”.
من جهته، قال الناشط الإعلامي الكردي مصطفى عبدي لـ”مكتب أخبار سوريا”، إنّ “قوات حماية الشعب الكردية (YPG) ومقاتلي الجيش السوري الحر استعادوا عددا من النقاط داخل مدينة عين عرب، وذلك بعد كمين نفذوه ضد عناصر التنظيم”.
وأوضح عبدي أنّ “التقدم بالنسبة لوحدات حماية الشعب والجيش الحر كان باتجاه تل شعير غرب مدينة عين عرب، وحي كاني عربان في جنوبها الشرقي”.
ونقل عبدي عن القيادي في وحدات حماية الشعب، محمود برخدان، قوله إنّ قواته استعادت “زمام المبادرة” في كوباني، وأنّ التحدث عن سقوط المدينة انتهى.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “(داعش) نفذ هجوما بعد منتصف ليل الخميس/ الجمعة على نقاط سيطر عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية قبل يومين؛ حيث استمرت الاشتباكات حتى ساعات الفجر الأولى”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”: “هناك تنسيق بين القوات الكردية والأميركيين؛ إذ إن الأكراد يعطون الأميركيين إحداثيات خلال الاشتباكات”.
وذكر ناشطون أكراد أن “مسلحي (داعش) صعدوا بعد منتصف الليلة الماضية الهجمات المضادة على مواقع انتزعها المقاتلون الأكراد اليوم السابق في مدينة كوباني الكردية الواقعة في شمال سوريا وسط غارات جوية مكثفة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة”.
وقال الناشط الكردي الموجود في كوباني، فرهاد شامي: “حاول إرهابيو (داعش) بعد منتصف الليل استعادة المناطق التي سيطر عليها المقاتلون الأكراد في الجبهتين؛ الشرقية والجنوبية، لكوباني، ولكنهم فشلوا وتراجعوا”، وأضاف أن “التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ سلسلة من الهجمات الجوية بعد منتصف ليل الخميس وصباح أمس (الجمعة) على مواقع للتنظيم في كاني عربان في الجزء الشرقي من كوباني”.
وأمس، نفذ المقاتلون الأكراد “هجوما على نقطة تمركز التنظيم عند طريق حلب في جنوب غربي كوباني؛ حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لتتحول بعدها إلى اشتباكات متقطعة”.
وذكر المرصد أن هذه “الاشتباكات أسفرت عن مقتل 3 مقاتلين على الأقل من الوحدات الكردية، وما لا يقل عن 8 من تنظيم (داعش)”، بعد يوم من مقتل 5 من مقاتلي التنظيم و3 مقاتلين أكراد في اشتباكات بين الجانبين.
كما هاجمت “وحدات حماية الشعب” تجمعات للتنظيم في قرية مينازي جنوب غربي كوباني، وتمكنت من السيطرة على المنطقة المحيطة ببرج الإذاعة في الريف الغربي للمدينة. وأضاف مسلم، الموجود حاليا في كوباني، أن مقاتلي التنظيم يتواجدون “خصوصا في شرق وجنوب المدينة، وقد قاموا بنشر عرباتهم ومدفعيتهم ودباباتهم بين المنازل حتى لا تكون هدفا لضربات التحالف”.
وذكر المسؤول المحلي أن “هناك مدنيين عالقين في وسط وجنوب المدينة ونحن لا نقدر على إجلائهم بسبب أعمال القنص من قبل مسلحي (داعش) وعمليات القصف التي يقوم بها مقاتلوه”، وهو ما أكّده مدير المرصد السوري، مشيرا إلى أنّ “مئات المدنيين من عائلات المقاتلين لا يزالون يرفضون المغادرة”.

السابق
أيّ داعش ـ غيت تشغل واشنطن وطهران هذه الأيام؟
التالي
من يربح سوريا يربح العالم