السفير: «خلايا نائمة» في الشمال وقاتل الضابط الجمل قيد التوقيف

الأخطر أن كل شمالي، لا بل كل لبناني، بات يستشعر أن ثمة خلايا إرهابية سواء كانت نائمة أو ناشطة، تعيش بينهم وتهدد وجودهم، وهم بدأوا، لا سيما في بعض قرى عكار، سلسلة تدابير احترازية عبر إقامة سواتر ترابية ضخمة في القموعة لمنع الإرهابيين من التسلل، واعتماد “الأمن الذاتي” ليلا تحسباً لأية تحركات ممكنة، فيما الدولة تمعن في غيابها حتى عن إنارة طريق القبيات ـ البيرة، لتجعل الظلام عنصر “إغراء” وحماية للإرهابيين في آن واحد.
قد يكون سهلاً تقاذف المسؤوليات عن التهديد الأمني الممتد من عكار مروراً بالبداوي وصولاً الى طرابلس، وقد يكون سهلاً أيضاً كيل الاتهامات الى الخلايا النائمة المنتمية إلى “داعش” أو “النصرة” باستهداف العسكريين لإشعال نار الفتنة، لكن ثمة حقيقة ثابتة أن الكل مسؤول ومقصر، وربما كان بين هؤلاء شريك أو متواطئ في ما تشهده هذه المنطقة من اعتداءات.
وأياً كان المعتدي والى أية جهة انتمى، ها هم نواب الشمال، وكغيرهم من “ممثلي الشعب”، ينتظرون إخراج التمديد لمجلسهم، ولا بأس أن يمارس بعضهم لعبة التحريض السياسي بوتيرة متصاعدة ضد الجيش اللبناني بما يوفر غطاء للمعتدين، فيما الغطاء السياسي للجيش فقط “على القطعة” وعند كل حدث أو اعتداء، وبعض التيارات السياسية لا تزال تتعاطى بأضعف الإيمان مع المحرّضين من ضمن صفوفها.
أما منابر بعض المساجد والمنتديات والهيئات، فلا تزال مشرعة لأصحاب “الأجندات” المتطرفة الذين يساهمون عمداً أو عفواً، في التعبئة العامة ضد المؤسسة العسكرية.
وللحكومة نصيبها، فالتنمية غائبة والبطالة مستشرية والتسرب المدرسي على أشده، والحاضنة المضادة للتطرف تكاد تكون معدومة، فأين يكمن الأمن ومن يحمي المناطق المهمشة في طرابلس وعكار والضنية والمنية؟ فضلا عن البقاع وبعض أنحاء الجنوب والجبل؟
ولا يعفي استهداف العسكريين المنظومة العسكرية والأمنية اللبنانية نفسها عبر السؤال المتكرر عن التدابير الاحترازية لحماية بعض المناطق الحساسة، وسبل تفعيل أجهزة الرصد والمتابعة لكشف النقاب عن الخلايا النائمة، فالأجهزة التي كشفت الشبكات الإسرائيلية تباعاً، لن يصعب عليها تحديد مواقع بعض المجموعات الإرهابية التي تقض مضاجع الآمنين.

وفي تطور أمني ـ قضائي، أدلى أحد المسلحين الموقوفين لدى مخابرات الجيش باعترافات خطيرة في قضية الهجوم الذي استهدف حواجز الجيش اللبناني في عرسال وجردها في الثاني من آب الماضي، وتحديدا على حاجز وادي حميد، فاعترف أمام المحققين بانتمائه إلى تنظيم “داعش”، وانه شارك في القتال مع المجموعات الإرهابية ضد مواقع الجيش.
وأشار مصدر أمني الى أن ابراهيم بحلق الذي أوقف، أمس الأول، في وادي حميد، اعترف بأنه قاد مجموعة تضم 65 مسلحاً هاجمت مركز الجيش في مهنية عرسال، وانه هو شخصياً من قتل العقيد في الجيش الشهيد نور الدين الجمل.

السابق
النهار : 14 آذار نحو تسمية «توافقي» بعد التمديد
التالي
العثور على متفجرات قرب منزل اللواء ابراهيم في الجنوب