قبلان:ندعو العلماء إلى التحرك والعمل عى اطلاق الشيخ النمر

أقامت هيئة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، بدعوة من مكتب شؤون الحوزة العلمية، وبرعاية وحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، رئيس الهيئة العليا للتبليغ الديني، الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، لقاء علمائيا تشاوريا تحت عنوان “نحو مواجهة الإنحراف الفكري والأخلاقي في الإعلام”، حضره عدد من المفتين والقضاة وأساتذة الحوزات العلمية وأئمة المساجد.

وقد استفاد قبلان من هذه المناسبة ليطلق نداء إنسانيا في قضية الشيخ نمر النمر، ودعا “العلماء في العالم الإسلامي إلى التحرك والعمل من أجل إطلاق سراحه، والحؤول دون تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقة درءا للفتنة ومنعا للتأزم في العلاقات بين المسلمين”، داعيا السلطات السعودية الى إطلاق الشيخ النمر.

وناشد “خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز إلغاء حكم الإعدام والصفح والعفو عن الشيخ النمر، والتعاطي بروح القيم السماوية والإنسانية إنطلاقا من التعاليم الإسلامية القائمة على التسامح والمحبة والتراحم والاخوة”، واصفا الشيخ النمر ب”العلامة والفقيه والأخ والصديق”.

وطالب قبلان “الحكام العرب التعاطي مع الشعوب بروح المحبة والانسانية”.

شرارة
ثم عرض المدير العام للتبليغ الديني المستشار القاضي الشيخ عبد الحليم شرارة موضوع اللقاء التشاوري “نحو مواجهة الإنحراف الفكري والأخلاقي في الإعلام” فقال:”المواجهة حتما لا تتوخى اثارة التحدي والصراع مع الجهات والمؤسسات الإعلامية، وإنما تهدف إلى تحريك حوافز النقد والتقييم والمعالجة، وهو ما يفتح مجالات للبحث ويطلق آفاقا للتواصل والتفاعل والحوار، قد تؤدي إلى مساحات من التقاطع حول الرؤية والأداء والآليات، سواء في مجال العلاقات الإعلامية، أو فيما يجب علينا من انتاج صيغ لإصلاح الواقع، علها تكون علامة فارقة في مسار التفاعل الحضاري في زمن الأزمات والإسقاطات”.

وأضاف شرارة “لا بد من البحث عن ضوابط عامة تشكل مشتركات موضوعية يمكن من خلالها تحديد مصاديق الإنحراف، والتوافق عليها عموما، توصلا إلى مساحات التقاطع، والا استحال التفاعل، وتحولت المواجهة إلى مجرد صراع عقيم.إن مبدأ حق المجتمع في احترام خصوصياته وإرثه التاريخي ومساره الحضاري بكل ما يحتويه وما يستنبطه من فكر وقيم وثقافة هو حق ثابت بنفس منطق حق الفرد في الاحترام وما يتفرع عنه من حق الأقلية، بل إن ما يجب أن يكون خارج دائرة الجدل أيضا هو نظام الأولوية بين حق الفرد وحق الأقلية وحق الاكثرية عند تعارض هذه الحقوق، ليكون حق المجتمع الذي يشكل الغالبية مقدما على حق الفرد والأقلية، لا بمنطق الإلغاء بالضرورة، إذ يمكن توليد قواعد للتوازن بين حفظ حق الفرد والأقلية في السياق العام لحفظ حق الغالبية”.

وتابع شرارة “إذن يمكن الاتفاق على أن كل سلوك اعلامي يسيء إلى المضمون المعرفي والاخلاقي للمجتمع المتمثل بالغالبية، أو يخل بنظام الأولويات الحاكم في علاقات الأفراد والأقلية والغالبية هو انحراف. هذا فضلا عن أن يكون السلوك الإعلامي متماديا في الإساءة، في محاولة منه لهدم بنى المجتمع الفكرية والأخلاقية، وحرفه عن مساره التاريخي، وبتره عن جذوره الحضارية، ذلك هو الانحراف الفتنوي والأكثر خطرا”.

وأكد شرارة “أن المجتمع اللبناني على تنوعه الديني والمذهبي وتعدديته الثقافية، يتعرض لظلم كبير يتلقاه بغضب صامت، اما الظلم فمن حيث ما يتعرض له من استهداف إعلامي لإيمانه وتدينه وقيمه وثقافته، وهو المجتمع المؤمن بغالبيته القصوى، والمتدين بأكثريته العظمى، والأخلاقي في قيمه وعاداته وتقاليده، وذلك من بعض منابر الإعلام العام المتحلل دينيا وأخلاقيا أو من بعض منابر الإعلام الخاص الديني والمذهبي من ذلك بعض المنابر المنتسبة إلى الطائفة الشيعية الكريمة التي ما زالت تمعن في الانحراف عن المسار السلوكي التاريخي لهذا المذهب، أو أنها تمعن في إثارة الشبهات العقائدية على مستوى أصول الدين أو أصول المذهب وفي تبني فقه خارج عن منهجية البحث الفقهي إلى الإستحسان والإستيحاء والتقاط الأقوال النادرة، حتى صح أن يطلق عليه فقه الشذوذ، فهل نحن اليوم نعيش إعلام الشذوذ والفتنة على الصعيدين العام والخاص”.

وتابع قائلا “الإعلام هو ذلك المدى الواسع الذي يتخبط به المرئي والمسموع والمكتوب والإلكتروني والشاشتين الصغيرة والكبيرة والسلطة الرابعة وكل منابر الإستقطاب السياسي والإجتماعي والثقافي، ومن أخطر ما في ذلك المدى المظاهرات الإعلانية في تلك المنابر وغيرها من صيغ الدعاية والاعلان، التي لم تسقط قيم الإنسان فحسب بل أسقطت الإنسان نفسه كقيمة عظمى”.

وختم متسائلا “كيف يجب أن نتعامل مع الإعلاميْن إعلام الحكاية وإعلام الدعاية. وهل يمكننا أن نرتقي في هذا التعامل إلى مستوى توليد إستراتيجية ينبثق عنها خطط تطبيقية تتيح لنا تعاملا منهجيا وموضوعيا في مقاربة جميع علامات الإستفهام المطروحة في هذه الخلاصة”.

واختتم اللقاء بموشحات دينية من وحي المناسبة.

السابق
العثور على كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر قرب منزل اللواء ابراهيم
التالي
عواصف وامطار غزيرة حولت طرقات عكار الى بحيرات وانهر