أدّت مركزية الدراسات العليا مرحلة الماستر 2 في الجامعة اللبنانية في فرعي بيروت، إلى حرمان الطلاب الذين يعيشون في مناطق بعيدة من إكمال دراستهم، هذا ما دفع طلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية الفرع الخامس (صيدا) الى مطالبة رئاسة الجامعة بفتح صفوف ماستر 2 لقسمي الحقوق والعلوم السياسية في جامعتهم.
عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية كميل حبيب أكد لـ«جنوبية» : «أنا مع مطالبة الطلاب بفتح صفوف ماستر 2 لكن هناك أسباب تمنع ذلك، وهي الشّح في عدد الدكاترة برتبة أستاذ، وأيضا ميزانية الجامعة لا تتحمل فتح صفوف ماستر 2، لذلك أطلب من الطلاب أن يمضوا هذه السنة والتي تليها في بيروت، ومن بعدها نفتح صفوف الماستر 2».
رفض إدارة الجامعة اللبنانية لفتح صفوف ماستر 2 في الفرع الخامس (صيدا)، من دون أي أسباب مقنعة، دفع الطلاب إلى تنفيذ إعتصامات داخل الجامعة، ملوحين بالتصعيد وصولا إلى توقيف الدروس إذا لم يتحقق مطلبهم. الطالب مهدي كريم شرح لـ«جنوبية» أسباب أخذهم قرار الإعتصام: «على أي طالب أنهى مرحلة ال M1 التوجه إلى بيروت لإكمال دراسته العليا، وهذا ما حرم العديد من الطلاب من إكمال دراستهم لأسباب مالية وأخرى إجتماعية، فكثير من الطلاب لا يسمح لهم وضعهم الاقتصادي تحمل كلفة الإنتقال للعيش في بيروت، أو التنقل بشكل يومي. إضافة إلى أن دوام الM2 في بيروت يبدأ بعد الظهر وينتهي في وقت متأخر، ولا تتوفر خلال هذا الوقت المواصلات إلى مناطقنا البعيدة».
وتابع كريم: «لأنه لا يوجد اي مانع إدراري وأكاديمي، طالبنا بفتح صفوف الM2 لكي يتمكن كل طلاب الجنوب وإقليم الخروب من إكمال دراستهم، لكن مجلس الكلية رفض طلبنا بحجج عدة، منها انهم لا يستطيعون فتح ماستر 2 إلا إذا كان عدد الطلاب 15 وما فوق، فقدمنا لهم لائحة بـ 80 طالبا ينوون التسجيل في مرحلة الM2، أما الحجة التالية عن شحّ عدد الدكاترة برتبة أستاذ (بروفيسور) للتدريس في الM2، فنحن نعرف أنّ إدارة الجامعة في بيروت تستعين بدكتور برتبة مساعد أستاذ إذا تعذّر وجود أستاذ، لذلك قدمت إدارة الكلية لائحة بأسماء الدكاترة برتبة أستاذ ومساعد أستاذ، وبحسب اللائحة لا يحتاج الفرع الخامس سوى لثلاثة أو أربعة أساتذة، يمكن الإستعانة بهم من بيروت، لكن مجلس الإدارة رفض مجددا، لذلك قررنا الإعتصام الذي بدأنا به الإثنين الماضي ولن نتراجع إلى حين تحقيق مطلبنا».
تلويح الطلاب بالتصعيد إذا لم ينفذ مطلبهم إستدعى توضيح من المكتب الإعلامي في الجامعة اللبنانية لطلاب صفوف (الماستر 2) وأتى في التوضيح: « العوائق التي تحول دون فتح هذه الماسترات في الفروع هي عدم القدرة على تطبيق المعايير الأكاديمية، إضافة إلى عدم توفر الأموال الكافية التي تغطي هذه الحاجة وعدم توفر الأساتذة المختصين من حملة رتبة الأستاذية».
وأكد المكتب ، في بيان: «الجامعة اللبنانية تتوخّى دائما مصلحة طلابها، وهي حريصة على تقديم كل ما من شأنه أن يخفف من الأعباء التي يتحملونها». ولفت البيان الى أنّ توحيد الماسترات في بيروت الكبرى فرضته الضرورات الأكاديمية والمالية.
مصادر طلابية أكدت لموقع «جنوبية» أنّ هذا الرد من قبل الجامعة لم يقنعهم ولن يثنيهم عن مطلبهم، لأن حجّة عدم توفر أساتذة مختصين هي للعرقلة ليس أكثر، فكيف يمكنهم أن يستعينوا بأساتذة من المناطق في بيروت ولا يسمح ان يستعينوا بأساتذة من بيروت إلى المناطق؟
أما عن الأسباب المالية فالجامعة ليست بحاجة إلى بناء صفوف وتجهيزها، والأساتذة الذين يدرّسون في مرحلة الماستر 2 هم متفرّغون ويقبضون رواتبهم، فما هي الأسباب المالية إذا؟: «إذا كان على الطبشور نحنا مندفعن من جيبتنا».
