هكذا شيّع حزب الله غدي فرنسيس المسيحية وسالم زهران السنّي

هل تشيّعت الصحافية المسيحية، السورية القومية والاجتماعية، غدي فرنسيس؟ وهل تشيّع المحلّل السياسي، القومي العربي، السنّي، سالم زهران؟ وهل بات الانضمام إلى دعم حزب الله في مطحنة الحرب المذهبية، الشيعية – السنية، في سورية والعراق، دونه شرط التشيّع؟

غدي فرنسيس الاعلامية اللبنانية التي تنّقلت بين صحف لبنانية إلى قناة “الجديد” ثم OTV، تجلس في المستشفى منذ أيام. وجديدها نشيد شيعيّ في حبّ الإمام علي، للمنشد نزار القطري حيث تقول فيه: “يا علي يا حلاّل المشاكل، إسمك رضعتو، بحليب أمي، يا من نورك سحرني، يا حلاّل المشاكل، يا نبراس الفضائل”. ولمن لا يعرف الزميلة غدي، فهي منتمية عقائدياً الى الحزب القومي السوري الاجتماعي، الذي من أدبياته عدم الإيمان بالأديان. وهي تعرّضت في مرّات كثيرة لإشكالات من قبل إسلاميين خلال تغطيتها لبعض الأنشطة في كل من طرابلس وبيروت كونها تُشهر وتُفصح دوما عن مواقفها السياسية.

السؤال: كيف لشابة لبنانية، مسيحية المولد والبيئة، أن تتحوّل إلى مؤيدة ومناصرة لإيران، ومن منطلق شيعي هذه المرّة؟

الأرجح أنّ غدي فرنسيس تعرف نوعية الجمهور الذي يتابعها. لذلك فهي تسترضيهم بهذا الفيديو الذي انتشر على الفايسبوك خلال اليومين الفائتين. هي التي تحرص في كل مناسبة دينية «شيعية» على التهنئة والتبريك وذلك لكسب جمهور حزب الله. وما علينا الا ان ننتظر عاشوراء حتى يتحول حائط فرنسيس على الفايسبوك الى حسينية، كما جرت العادة في السنوات الماضية.

وهي لها سوابق “شيعية” من خلال زيارات تلفزيونية إلى إيران للتعريف بالثقافة الايرانية والحضارة الفارسية و”دور الجمهورية الاسلامية الايرانية في الحفاظ على المسيحيين هناك”.

في السياق نفسه نشر “المحلّل السياسي” سالم زهران  فيديو من مقام السيّدة زينب في سورية، يمتدح آل البيت والسيّدة زينب.

هذه المرّة أيضاً يلجأ سالم زهران، الذي يقول إنّه “قومي عربي”، و”من أهل السنّة”، إلى الشقّ المذهبي في “حزب الله”. هو الذي برز مؤخرا (كما الزميلة غدي) بشكل كبير بسبب إطلالاته التلفزيونية كناطق غير رسمي باسم قوى 8 آذار.

وقد اشتهر اكثر ما اشتهر حين اشتبك على شاشة المنار مع الإعلامي أسعد بشارة خلال برنامج عماد مرمل. لكنّه يذهب أبعد من غدي. إذ كشف أكث رمن مرّة أنّه “سنيّ الهوية وشيعي الانتماء”، قائلا إنّ جدّه اسمه علي وجدّته اسمها فاطمة، على ما قال في لقاء مع قناة الكوثر خلال احتفالات عيد الغدير من داخل مقام السيّدة زينب في الشام. وهو قال في الفيديو: “والدي ووالدتي نذراني إلى السيدة زينب”. وأكّد أنّه عندما انجب ولده سماه عليّ تيمنا بالإمام علي”.

كما يؤكد زهران في كل مقابلة يجريها انه «سنّي مع المقاومة»، كأنّ كلّ السنّة ضدّ المقاومة وعملاء وأنّ امتياز «سنّي مع المقاومة» سيزيد المقاومة شرفاً.

والمعروف لمن يعرفون أنّ الثقافة السنيّة الاسلامية لم تكن يوما تكره اهل البيت عليهم السلام.. والمستغرب أنّ محللا سياسيا لبنانيا يتناول في هذه الظروف الدقيقة هذه التفاصيل، وينسب نفسه الى “المؤيّدين لحزب الله”.

اللافت في كلّ هذا أنّ حزب الله، الذي يخوض معركة مذهبية في سورية دفاعا عن نظام علويّ، في محور إيرانيّ مذهبيّ شيعيّ، بات يشترط على مناصريه أن يشهروا “التشيّع” الإعلامي العلني، بعدما كان يكفي دعم “المقاومة” كي ينضمّ من يريد إلى “محور المقاومة. ثم بات يكفي دعم “حزب الله” كي ينضمّ من يريد إلى “محور الممانعة”. واليوم يشترط “حبّ أهل البيت” كي ينضمّ من يريد إلى حرب لا تترك التباسا لأحد، سنيّا كان أو مسيحيا. فهي “حرب محبّي أهل البيت وشيعة الإمام علي على الكفّار التكفيريين”.

السابق
«العُذر الشرعي» يحمي من.. الاغتصاب!
التالي
قراران اتهاميان بحق لبناني وسوري بجرم الانتماء الى داعش