شاهد ادّعاء سرّي أبلغ غرفة البداية تلقّيه تهديداً

استمعت غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي، الى احد مرافقي الرئيس رفيق الحريري، شاهدا مموه الهوية والوجه.

أفاد الشاهد انه عمل منذ عام 2000 ضمن الفريق الأمني للرئيس رفيق الحريري، بعدما خضع لدورة في الاردن على مرافقة الشخصيات. واضاف ان عدد المرافقين كان يُحدّد بحسب المهمة. وكانت سيارة الحريري مصفحة ضد التفجيرات واطلاق النار، فيما سيارات الموكب الأخرى عادية، ولكن مجهزة بأجهزة التشويش. وأرقام لوحات سيارات الموكب كان يتولاها يحيى العرب، وخضعت للتمويه. وكذلك كانت تنطلق مواكب وهمية.

وردا على سؤال لممثل الادعاء الكسندر ميلن هل سحبوا (الحراس الامنيون) من العمل مع الحريري في شباط 2005، قال الشاهد: “لا اذكر. كل ما اعرفه انه كان ثمة اربعة مرافقين، ولا اتذكر ان تم سحبهم كليا او جزئيا. يوم الحادث رافقته في الموكب المتوجه الى البرلمان بأمر من طلال ناصر الذي يعطي الاوامر في اي سيارة من سيارات الموكب سأكون. أما تعليمات الموكب فكانت تأتي بعد أن يتبلغ الحريري مواعيده من المولجين بروتوكول المنزل، موضحا انه عانى ولا يزال مشاكل نفسية نتيجة التفجير. واضاف ان من شأن اجهزة التشويش تعطيل كل الالكترونيات، بما فيها أجهزتنا الخليوية والراديو وهاتف السيارة في حال وجوده، واحيانا تتعطل اجهزة اللاسلكي التي كنا نستعملها في الموكب. وفي 14 شباط كانت تلك الاجهزة تعمل. وذكر ان الموكب كان يسير بسرعة 70 كلم عندما اقتربنا من فندق السان جورج، لأن الحريري كان على عجلة لارتباطه بموعد غداء في قريطم. وكل ما اذكره انه قبل نحو 50 مترا من موقع الانفجار أشرت قرب نفق فينيسيا الى سيارة ودراجة بالتوقف. ثم شعرت بأن أحدا ينتشلني الى المستشفى”.

وتابع الشاهد رداً على ميلن: “عام 2004 عبرت الحدود اللبنانية في زيارات عدة الى سوريا للقاء الحريري الرئيس بشار الاسد وعبد الحليم خدام لمناقشة الوضع الرئاسي”.

وسأل المستشار في الغرفة القاضي نيكولا لاتييري “ان احد الاشخاص قال لك بعد هذا الاجتماع انه كان سيئا للغاية. فمن هو هذا الشخص؟ وما الذي قاله تحديدا؟”، أجاب: “في رحلة الشام لاحظنا ان وجه الرئيس الحريري احمر، وكان متضايقا. وطلال ناصر كان هذا الشخص الذي اضاف: “الله يستر البلد”. ولا اتذكر زيارة اخرى بعد ذلك الاجتماع. وكان ابو طارق يحذرنا كثيرا من حزب الله”.

وعندما سأل ميلن الشاهد “هل تعرض ابو طارق لحادث سير؟”، أجاب الشاهد الذي سمع كلمة حادث فحسب: “قبل اشهر من الانفجار كان الحريري كلف يحيى العرب الذهاب الى البقاع للقاء رستم غزالي الذي كان ينسق بين الحريري والأسد. ولم أقل ما سأقوله الا للمحكمة لأني هددت بالقتل باتصال على جهازي الخليوي. ذكر ابو طارق حينذاك ان غزالي قال له “روح قللو للتختخ اذا مش ح يمدد ح اكسر ايدو. وكان يقصد الحريري”. وعقّب ميلن على كلام الشاهد: “لم تتم ترجمة سؤال لخطأ تقني، ولكن حصلنا على معلومات مهمة”. وتابع الشاهد: “كان ابو طارق منزعجاً كثيرا من هذا الحديث. وفي طريق عودته حصل حادث سير معه عند طلعة الصيادد واصيبت يده وغاب عن العمل يومين”، مشيرا الى ان الحريري كان ينتقل بسيارته فحسب من منزله من ابو رمانة للقاء الاسد وحيدا. وكان يرافقه في السيارة وسام الحسن او ابو طارق احيانا.

وسأله لاتييري عن تاريخ تعرضه للتهديد، فأجاب: “لا اتذكر التاريخ. كنت لا أزال مريضا. حصل عام 2006 تحقيق معي، بعده تلقيت اتصالا، فأبلغت فرع المعلومات وتبين ان الاتصال من كابين عامة على طريق المطار. وطلب يحيى العرب منا قبل شهر من الاغتيال تشديد الاجراءات الامنية”.

وردا على اسئلة الممثل القانوني للمتضررين بيتر هاينز عن الوضع الصحي للشاهد، قال انه يعاني “رهاب الاحداث والقلق، وأعيش على الدواء”.
وفي السادسة الا الدقيقة الخامسة، رفعت الجلسة الى اليوم.

السابق
مكافآت بقيمة 45 مليون دولار لاعتقال ثمانية كوادر في القاعدة
التالي
قصف تركي لمواقع للكردستاني ووقف مساعدات لكوباني