الدايلي بول لا تعتبر حزب الله «مقاتلين أجانب»!

سوريا
نشرت مجلة (Daily Paul) الاميركية تقريراً حول عدد المشاركين الأجانب في القتال داخل سوريا من مختلف البلدان ووصل عددهم إلى أكثر من 15 ألفاً، منهم 890 لبنانياً. لكنّ هذا الرقم لا يُدخل في حسابه أعداد مقاتلي حزب الله اللبناني.. فكيف يمكن تفسير ذلك؟

شغل تنظيم داعش العالم كلّه إلى درجة أنّ أكثر من 40 دولة التقت ضمن تحالف دولي لقتاله. اللّافت أنّه جذب إليه عددا كبيرا من الشباب الأوروبيين والأميركيين والعرب. فقد نشرت صحيفة Daily Paul تقريرا تُظهر فيه أنّ ما يربو على 15000 مقاتل أجنبي دخلوا سوريا منذ بدء الأحداث في العام 2011. وبحسب الخارطة فقد قدّم من تونس وحدها 3000 مقاتل، ومن المغرب 250 مقاتل، ومن ليبيا 556 مقاتل، ومن مصر358، والسودان 96 مقاتل، ومن الصومال 68 مقاتل، ومن السعودية 2500 مقاتل، والأردن 2089، واليمن110، والكويت 71، والبحرين 12 مقاتل، وقطر15، والإمارات11، ومن بريطانيا 488 مقاتل، وفرنسا 412 مقاتل، وألمانيا 240 مقاتل، ومن بلجيكا 296، وهولندا152، وأوكرانيا 50 مقاتل، ومن ألبانيا 148 مقاتل، ومن البوسنة والنمسا بـ60 مقاتلاً، ومن إيطاليا 50 مقاتل، وإسبانيا 95، والدانمارك 84، والنروج 40، والسويد 80، وفنلندا 20، وإيرلندا 26، والسويد 80 مقاتل. ومن أستراليا 250 مقاتل، ومن باكستان 330، ومن الصين 100 مقاتل، ومن أفغانستان 23، ومن قرغيزستان 30، ومن إندونيسيا 60 مقاتل، ومن تركيا 400 مقاتل، فيما سجّلت مناطق عرب الـ48، 20 مقاتلاً. اما من روسيا 800 مقاتل، ومن الولايات المتحدة الأميركية 130 مقاتل، ومن كندا 70.

أمّا من لبنان، وهذا الأهم، فقد سجّل مشاركة 890 مقاتلا فقط، في المرتبة الخامسة عالميا، في جبهة المعارضة بكافة أنواعها (داعش، النصرة، الجيش الحر وغيرها). لكن الغريب أنّ الجريدة لم تحتسب أعداد الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب النظام السوري الأسدي، ومنهم مقاتلي حزب الله من الشيعة اللبنانييين، وهم يعدّون بالآلاف، اضافة الى أنصار ابي فضل العباس العراقيين، والمقاتلين الايرانيين، وربما بعض الحوثيين. وهم قد يزيدون عن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف المعارضة.

في حديث مع الدكتور محمد علي مقلد، الباحث والخبير في شؤون الجنوب، وعضو تجمّع لبنان المدني، تعليقا على الموضوع قال: “منهج التحليل الذي يردده الجميع أن ظاهرة داعش ظاهرة عالمية. ولكن بحسب رأييّ أنها ظاهرة محلية. والآتون من الخارج هم الذين يعانون من مشاكل في بلادهم”.محمد علي مقلد

ويتابع: “لماذا لم يظهر تنظيم داعش في أندونيسيا أو في باكستان أو في ماليزيا؟ وأقول إنّ السبب بانطلاقته هو التغرير بهؤلاء الشباب، إضافة إلى السبب السياسي طبعا”.

وبحسب تقديره فإن “المجلة، وأنا لم أطلّع عليها، تغافلت عن ذكر مقاتلي حزب الله وغيرهم ممن يقاتل دعما للنظام، لأنّها تعالج موضوعا يتعلق بـ”داعش”، خصوصا فيما يتعلق بالآتين من أوروبا وأميركا وأوستراليا”.
وهذا ما يُفسّر بأنّ الغرب لا يهتمّ بسورية نفسها ولا بشعبها ولا بالسوريين أو بـ”الأجانب”، بل فقط بداعش وخطرها على الدول الغربية. وبالتالي هو استطلاع “استشراقيّ” نوعاً ما، وليس “محايداً” ولا حتّى “موضوعياً. لذا فهو لا يتناسب إلا مع الذوق الغربي الخائف من داعش والناظر إلى الحرب السورية من عين الخوف على الغرب وليس من منطلق إنساني حتّى.

ويؤكد مقلّد أن “أنظمة نوري المالكي، وصدام حسين، وحسني مبارك، وزين العابدين والأسد، كلها أنتجت داعش”. وهي الأنظمة التي كان يدعمها هذا الغرب بالطبع. ويشدّد مقلّد على أنّ “كلّ ما جرى هو ثورة ضدّ الإستبداد، لكنّ الخطر الرئيسي يكمن في الاستبداد الناتج عن فكرة أن الاسلام هو الحل. فمجتمعنا يملك من المشاكل الناتجة عن الإستبداد ما يكفي، لذا لا يهم إن كان هؤلاء الوافدين 15000 او أكثر او أقل فهم خارج مجرى التاريخ، بل تصبّ حركتهم في مجرى الإستبداد. وداعش يحلّ محلّ الإستبداد إستبداداً أكثر فظاعة”.

السابق
«الائتلاف» يبقي طعمة على رأس حكومته الموقتة بفرض من قطر
التالي
التحالف يبطئ الزحف على عين العرب