هل أصبحت المجموعات المسلحة في طرابلس «أمرا واقعا»؟

طرابلس
على الرغم من أن شادي المولوي وأسامة منصور ومجموعتهم أخلوا «مصلى عبدالله بن مسعود» إلا أنهم لا زالوا باب التبانة، مما يعني ان الإتفاق الذي تم معهم لم يزل الخطر والخوف من حصول أي إشتباك.

بعد الكلام عن معركة جديدة متوقعة في طرابلس بين مجموعة شادي المولوي وأسامة منصور مع الجيش اللبناني، نجح أمس مشايخ باب التبانة وفاعليات طرابلس بإقناع شادي المولوي وأسامة منصور ومجموعتهما بإخلاء «مصلى عبدالله بن مسعود» في باب التبانة الذي كانوا يتخذونه مقراً لهم. مصادر طرابلسية أكّدت لـ«جنوبية» أن شادي المولوي وأسامة منصور بمجموعتهما وأسلحتهم لا يزالون في باب التبانة، لم ولن يغادروا إ لى أي مكان، لكنهم سيتوارون عن الأنظار.
تابع المصدر نفسه :«إن الإتفاق الذي حصل هو بوساطة مشايخ من باب التبانة خوفا من حصول معركة جديدة تؤدي إلى ضحايا وتشرد عائلات خصوصا أن باب التبانة منطقة مكتظة سكانياً. فالدولة تغض النظر عن الكثير من المطلوبين في أغلب المناطق اللبنانية فلماذا نستغرب ما حصل في طرابلس؟».
تواري شادي المولوي وأسامة منصور وجماعتهما عن الأنظار، لم يحلّ الأزمة، ففي ايّ وقت يستطيع هؤلاء نقض الإتفاق. فهل أصبحت الدولة تتعامل مع المجموعات المسلحة في طرابلس على أنها أمر واقع يجب التعامل معه؟
الخبير في الدراسات الإسلامية أحمد الأيوبي يشرح في اتصال مع «جنوبية» طبيعة الإتفاق الذي توصل إليه المشايخ مع شادي المولوي وأسامة منصور: «الذي حدث أمس هو نوع من التفاهم على عدم عودة ما يسمى بالمربع الأمني في باب التبانة، أي سحب كل المظاهر المسلحة وعدم الظهور الإعلامي العلني وتجنب الصدام مع الجيش، وهم لا يزالون في باب التبانة. لأنه وبحسب معلوماتي أن الجيش رفض خروجهم الى منطقة أخرى بضغط من حزب الله، كما حصل مع رفعت عيد وكوادر من حزبه. اما الأشخاص الذين رموا قنابل واعتدوا على الجيش اللبناني فباتوا معروفين وهم محسوبين على حزب الله، بهدف إشعال فتنة واشتباك بين مجموعة شادي المولوي وأسامة منصور من جهة والجيش اللبناني من جهة أخرى».
وتابع الأيوبي: «هناك علامات إستفهام حول ما جرى في طرابلس، شادي المولوي وأسامة منصور هما فعلا مطلوبان، لكن السؤال لماذا سمح لهما بالتمدد والتحكم ضمن مربع أمني خاص؟ كان من المفترض أن يتم القاء القبض عليهما عندما كانا مجرد فردَين عاديين قبل أن يثبتا وجودهما ويجمعا حولهما عددا من المناصرين المسلحين، ويقيما حالة أمنية على الرغم من أن فيها الكثير من التضخيم».
ويضيف الأيوبي: «الغريب أيضا هو كيفية تنفيذ الخطة الأمنية التي كانت الجهات الامنية قد وصلت من خلالها الى زواريب باب التبانة بدعم كامل من كل فاعليات وأبناء طرابلس، لكن ما هو السبب وراء الخلل في الخطة الأمنية التي أدت إلى تراجعها؟
أولا- كان من المتفق عليه في الخطة الأمنية تنفيذ عدة بنود لكنها لم لم تنفذ، منها تسيير غرفة العمليات المشتركة بين جميع الأجهزة الأمنية والتنسيق فيما بينها. هذه الغرفة ألغيت.
ثانيا- كان متفقا على إحداث تغيير في الاجهزة الأمنية، كتغيير بعض القادة الأمنيين فلم يتغير إلا الضابط المسؤول في شعبة المعلومات، فلو تمّ التغيير لكان قد سمح بتجاوز الهوّة التي هي سائدة بين الأجهزة الأمنية والمواطنين.
ثاثلا- وضع قي بداية الخطة الأمنية 700 عنصر من قوى الأمن الداخلي بتصرف القوى الأمنية، كان ممكناً للجيش الدخول إلى أعماق باب التبانة بمساندتهم، ولكن أين هم الآن هؤلاء العناصر؟».
وختم الأيوبي: «تراجع الخطة الأمنية في طرابلس يذكرنا بما كان يحصل خلال جولات الإشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن، كان ينتشر الجيش ويحقق تقدما وتتوقف المعارك ثم يختفي لتبدأ معارك جديدة. فكيف تحول ائﻷمنيون فجأة إلى أبطال وأوقفوا 200 شاب أو أكثر، وفجأة لا يستطيعون توقيف مطلوبين فقط؟».

السابق
جونية باقية وداعش إلى زوال.. من أبو إياد إلى أبو هادي
التالي
أهالي العسكريين: ننتـظر اطـلاق أحدهـم لا نضـمن الشارع