من روما الى الضبية… مسيحيون مأزومون!

في روزنامة هذا اليوم السياسي اكثر من محطة ترصدها الاوساط المتابعة اذ ينتظر ان تطلق منها اما مواقف سياسية ذات دلالات في مجموعة الازمات التي تحاصر البلاد وتحكم الخناق اكثر فاكثر حول الاستحقاقات الداهمة والمقيمة واما تؤشر الى ترتيبات معينة يجري التحضير لها لتخفيف وطأتها. ولعل ابرز هذه المحطات يتمثل باللقاء الذي سيعقد في روما بعد ظهر اليوم بين الرئيس سعد الحريري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومن ثم احياء التيار الوطني الحر ذكرى عملية 13 تشرين الاول 1990 التي أطاحت فيها القوات السورية الحكومة العسكرية برئاسة العماد ميشال عون واقتحمت قصر بعبدا ووزارة الدفاع وبعض المناطق التي كانت مسماة المناطق الشرقية .

في لقاء روما يحتل استحقاقان أساسييان أولويات الحوار بين الرئيس الحريري والبطريرك الراعي بالاضافة طبعا الى الهم الواسع الذي يلازم اي لقاء مماثل والمتصل بالمخاوف على استقرار البلاد ، وهما ازمة الفراغ الرئاسي المتمادية التي تقترب من شهرها الخامس واستحقاق التمديد لمجلس النواب . ليس واضحا ولا محسوما بعد ماذا سيكون عليه موقف البطريرك من الموضوع الثاني في وقت يبدو معه التوافق مطلقا وتاما بين الرجلين حول الاستحقاق الرئاسي . بل ان بكركي تشعر ان موقف الرئيس الحريري قد يكون من اكثر المواقف اثارة لارتياحها وترحيبها وهو ما انفك يتشدد بان لا خطوة ولا استحقاق ولا اولوية يتقدمون انتخاب رئيس الجمهورية اولا الى حدود مقاطعة تيار المستقبل الانتخابات النيابية في حال إجرائها رفضا لتقدمها الانتخابات الرئاسية . ولكن العقدة الطارئة التي ستناقش في لقاء روما على الارجح تبرز من الأحراج الذي تشعر به بكركي في القبول ضمنا او علنا بالتمديد لمجلس نيابي ما انفك البطريرك الراعي يشن عليه حملات حادة لقصوره عن انتخاب رئيس للجمهورية وتمديده للفراغ الرئاسي في اخطر حقبات مصيرية شهدها لبنان ، فكيف سيبرر قبوله التمديد له وهو يتهمه بانتهاك التفويض الممنوح له من الناخبين؟ والسؤال هنا هل ستكون الأوضاع الامنية الخطيرة مبررا كافيا لموقف واقعي يتخذه البطريرك ام ان ربط مهلة الولاية الممددة الجديدة للمجلس بانتخاب رئيس الجمهورية كما يجري التحضير له سيكون المفتاح لحل مشكلة التغطية المسيحية للتمديد؟
اما المحطة الاخرى المنتظرة اليوم فمن شانها ان تركز الأنظار على كلمة سيلقيها العماد ميشال عون مساء في قصر المؤتمرات في الضبية وينتظر ان يطلق عبرها مواقف من التطورات الداخلية والإقليمية العاصفة ولكن الاهم في رصد هذه المواقف ما سيعلنه من ازمة الفراغ الرئاسي التي يحمله فريق “14 آذار” وآخرون علنا وضمنا تبعة اطالتها بل وتعطيل كل المحاولات لانهائها . وتأتي هذه المناسبة وسط تنامي المخاوف من ان تؤدي التطورات والأخطار المحدقة بلبنان الى تفاقم الخطر على الموقع الرئاسي في لبنان اذا ربط مصير الازمة ربطا نهائيا بالتطورات الخارجية خصوصا ان ثمة مطلعين يحذرون من وهم الرهان في المدى المنظور على اي تسوية اقليمية بين ايران والسعودية ، كما يحلو لكثيرين ان يرددوا . وهو الامر الذي يضع جميع القيادات المسيحية امام معطيات ضاغطة اكثر من اي وقت سابق ولكنها تضع العماد عون شخصيا امام حسابات مختلفة عن الاخرين اولا لانه يمسك مع حليفه ” حزب الله ” بورقة تعطيل نصاب جلسات الانتخابات الرئاسية المتعاقبة ، وثانيا لان عليه ان يحسب من الان فصاعدا لنوع جديد من التبعات السياسية والأمنية التي بدأت البلاد تتلقاها والتي ستشكل مضبطة اتهام تصاعدية له في تحميله تبعة إفشال التوافق على رئيس جديد .

السابق
البرازيل وألمانيا.. «معارك» بعد المونديال
التالي
ما لا تعرفه عن كوباني