جامعيون لبنانيون وفلسطينيون يبدون آراءهم حول العلاقة بين الطرفين

كيف ينظر اللبناني والفلسطيني إلى العلاقات الثنائية وهل الافق مفتوح أمام تعزيزها وتطويرها؟ وما هي مطالب كل طرف من الآخر. تساؤلات يجيب عنها عدد من اللبنانيين والفلسطينيين من مختلف الاعمار؟ والموضوع المنشور في إطار التعاون بين "جنوبية" وبالتعاون مع مركز "تطوير" للدراسات.

كيف ينظر اللبناني والفلسطيني إلى العلاقات الثنائية وهل الافق مفتوح أمام تعزيزها وتطويرها؟ وما هي مطالب كل طرف من الآخر. تساؤلات يجيب عنها عدد من اللبنانيين والفلسطينيين من مختلف الاعمار.

لم تخف الطالبة الجامعية الفلسطينية فاطمة المجذوب استياءها من “السياسة العنصرية اللبنانية”، فدعت الى تخفيفها تجاه الشعب الفلسطيني. واعطائه حقوقه الانسانية كاملة لكن من دون توطين، على قاعدة ان منح الحقوق لا يعني التوطين “لان التوطين يلغي حق العودة وأريد ان يعاملوننا كأي لاجىء في دولة اخرى”.

وفي المقابل، دعت الطالبة الجامعية اللبنانية رولا الكردي اللاجئين الفلسطينيين ان يحبوا لبنان لانه البلد الذي ولدوا فيه وترعرعوا، واضافت: “اذا كان اللبنانيون غير حاصلين على كل حقوقهم، فكيف باللاجئين الفلسطينيين”؟!

واستعرض الفلسطيني سعيد محمود العلاقات اللبنانية- الفلسطينية التي مرت بمراحل متفاوتة بسبب تضارب المصالح وتناقض المرجعيات الداخلية والخارجية، فأكد “أن الغالبية العظمى من اللبنانيين تريد لهذه العلاقة أن تكون طبيعية ومتكاملة، وهذا الأمر ينطبق على الذين عانوا خلال الفترة الماضية من ظلم الدولة وقسوة الأجهزة الأمنية”.

بينما رأت اللبنانية فاطمة كيوان، ان بعض الفلسطينيين مارس حالة عدائية ونفوراً من اللبنانيين بينما تصرف بعضهم الاخر عكس ذلك تماما، ورأت ان “لبنان يعيش حالة عدم استقرار اقتصادي ومع ذلك فهو يحضن اعدادا كبيرة من اللاجئين”. وتمنت على الفلسطينيين عدم التخلي عن حق العودة والتمسك به.

وأوضح الفلسطيني محمود رفاعي، أن “تعزيز العلاقات يحتاج إلى آلية واضحة بين الفصائل الفلسطينية والدولة اللبنانية، وذلك بعد إيجاد قيادة فلسطينية موحدة في لبنان، لافتاً إلى أن “المبادرة الفلسطينية الموحدة التي أطلقت منذ فترة في المخيمات، لحماية العلاقات الثنائية في مرحلة الشحن المذهبي والطائفي ومحاولة ايقاع الفتنة كانت خطوة في الاتجاه الصحيح”.

وشدد رفاعي على ضرورة دعم القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة بعد شرعنة مهمتها لبنانيا، للحفاظ على أمن المخيمات، مقابل ان تقوم الدولة بتحسين ظروف العيش في المخيمات.

وشارك اللبناني مصطفى النقوزي، رفاعي رأيه في تأكيد وقف التعاطي مع الملف الفلسطيني بطريقة أمنية، “فمن حق الفلسطيني أن يعيش بكرامة حتى العودة إلى وطنه، وأشار الى أن “المبادرة الفلسطينية الموحدة” التي اتفقت عليها الفصائل الإسلامية والوطنية الفلسطينية والقوى اللبنانية هي مدخل لتعزيز العلاقة وتطويرها، وأضاف: “المبادرة هدفها قطع الطريق على الفتنة وأي إشكال داخلي أو اقتتال مع اللبنانيين وذلك يخدم المصلحتين اللبنانية والفلسطينية”.

وقالت اللبنانية الهام اسماعيل “كلنا نعرف أن السلطة اللبنانية لا تهتم بالذين يحملون الجنسية اللبنانية.. فكيف باللاجئين الفلسطينيين في لبنان! حقوقهم مهدورة، هذا أمر ليس بحاجة إلى دلائل وبراهين، وأنا كمواطنة لبنانية يؤسفني ذلك، ولكن الأمر الوحيد الذي أطلبه من كل فلسطيني أن يعلم جيدا من هم الذين يدافعون عنه ويقفون إلى جانبه. أكثر الأمور التى تثير دهشتي عندما أجد فلسطينياً لا يؤيد (حزب الله)، قد يكون هناك أخطاء لهذا الحزب ولكن هناك أمور يجب النظر إليها بشكل عام، فإن تأسيس مقاومة جوهرها محاربة العدو الصهيوني سبب كافٍ كي ندعمه ونتكاتف معه.

واشار الفلسطيني محمد الصفدي الى ان العلاقة الفلسطينية اللبنانية هي أعمق بكثير مما نتخيل. فهي تصل في كثير من الأحيان إلى المصاهرة والنسب، يعني أن الشعبين عائلة واحدة وشعب واحد بثقافات مختلفة. ولكن ما ينغص هذه العلاقة سياسة بعض وسائل الإعلام الذي يسعى إلى زج العنصر الفلسطيني في مشاكل البلد كافة ومنها المشاكل الأمنية بالدرجة الأولى،

ربما يكون الفلسطيني ليس بريئاً من بعض الأحداث ولكن ليس كما تصوره وسائل الإعلام،وكأنه المسؤول الأول والأخير عن ما يحدث… ما ينعكس نتائج سيئة من تضييق على مداخل المخيمات وغيرها، مما يحول الفلسطيني إلى سجين في بعض الأحيان ومطارد ومضطهد في أحيان أخرى… ومع كل ما يتعرض له الفلسطيني من حرمان للحق الأدنى في العيش الكريم… وكل ما نطلبه هنا ترك الشعب الفلسطيني يناضل لاسترجاع أرضه ووطنه… ودعم نضاله يتمثل في إعطائه الحد الأدنى من حقوقه وعدم زجه بالمشاكل الداخلية وغيرها… ويجب أن لا ننسى بأن الشعب الفلسطيني صار جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع اللبناني بكل إيجابياته وسلبياته.

أكد الفلسطيني عبدلله العريض على رفض التوطين “وكل ما نطلبه هو العيش بكرامة”، ورأى ان الهوية الزرقاء “ستبقى دائما تذكرنا باننا لاجئون” وان تهميش اي شخص في دولة  يعيش فيها، يزيد من الاحتقان والكراهية بين الشعبين الموجودين ويصير هم الانسان الوحيد هو كيفية العيش بكرامة ، من دون النظر الى تطوير العلاقات الثنائية.

 

السابق
لغز تهريب نوح زعيتر إلى جرود البقاع: فتش عن حزب الله
التالي
حوري: الانشقاقات في صفوف الجيش حالات فردية