النهار : تحريك المفاوضات وتسخين بين عرسال واللبوة

بدا أمس ان الجهود التي بذلت لتحريك الوساطة القطرية في قضية العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش” قد اتخذت زخما متجددا يؤمل معه في اطلاق مسار المفاوضات على نحو ثابت فيما برزت من جهة مقابلة ملامح تحمية ميدانية للوضع في عرسال ومحيطها من طريق اشعال المسلحين اشتباكات ليل امس في نقطة وسطية بين عرسال واللبوة.
ولكن على أهمية هذين الملفين، تقتضي الاشارة الى مناخ تصعيدي إضافي أثاره نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها امس وردّ فيها على مطالبي الحزب بالانسحاب من سوريا متهما “بعض السياسيين بتغطية نشاطات التكفيريين والدفاع عنها وتبريرها”. وقال في معرض هجومه على هؤلاء: “سأكرر ما قلناه مرارا، لولا حزب الله لأنجزت داعش اماراتها على الحدود الشرقية للبنان ولكانت داعش تقيم حواجز في جونية وبيروت وصيدا وفي كل منطقة من لبنان”. وأضاف ان المطالبة بخروج الحزب من سوريا “كالمطالبة بالغاء المقاومة ضد اسرائيل” مشددا على “اننا لن نترك لبنان مكشوفا لا لداعش ولا للنصرة ولا لاسرائيل كرمى لعيون المهزومين الذين يبحثون عن مكانة ودور على حساب الآخرين”.
واعتبرت اوساط سياسية بارزة في قوى 14 آذار هذا الموقف بمثابة “اهانة وتجاهل لتاريخ القوى المسيحية بالدرجة الاولى وتهويل وتضخيم يهدف الى تبرير استمرار الحزب في التورط في سوريا على رغم تسببه باستجرار اخطار الارهاب الى الحدود الشرقية وتهديده لبعض الداخل اللبناني”. وقالت ان “هذا النمط من التهويل مقرونا بالاستهانة بتاريخ مختلف المكونات اللبنانية الاخرى التي لا تبصم على سياسات الحزب لم يعد يجدي الحزب نفعا وبات عليه الاقلاع عنه والتعامل بحسابات جديدة مع الوقائع الطارئة انطلاقا من تسليمه بأن معظم الرأي العام الداخلي ليس مقتنعا بالتبريرات المستمرة للتورط في سوريا وقت يفترض في الحزب ان يلبي الدعوات المتواصلة اليه لتشكيل حالة تضامن وطنية عريضة للدفاع عن لبنان وقطع دابر الربط القاتل مع الازمة السورية”.
وفي سياق سياسي آخر رأى الرئيس امين الجميل في حديث الى “النهار” ان لعبة تعطيل النصاب في انتخابات رئاسة الجمهورية “مشغولة بيدي جوهرجي” بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” مشيرا الى وجود “تقاطع مصالح بينهما لتعطيل النصاب بهذا الشكل” الذي عدّه “انقلابا على الدستور والاصول والتقاليد اللبنانية”. وقال: “ليس مهما ان يبقى الحزب متمسكا بميشال عون ولا ان تتمسك 14 آذار بسمير جعجع، المهم ان نستطيع ايصال مرشحنا الى الرئاسة”. ووصف عملية الحزب الاخيرة في شبعا بأنها “مغامرة يمكن ان تورط البلد بأحداث نحن في غنى عنها”.

في غضون ذلك غلبت أجواء ارتياح نسبية على الجهود المبذولة لتحريك المفاوضات في قضية العسكريين المخطوفين، اذ خرج اهالي العسكريين من لقاء امس مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم بانطباعات ايجابية وتحدثوا عن “نيلهم تطمينات الى ان المفاوضات تسير على ما يرام ولا حلقة مفقودة”. وافادت معلومات انه تم التوصل الى اتفاق مع الوسيط القطري على جدولة المفاوضات بحيث تجري مع كل من النصرة وداعش على حدة وتناقش اولا مسألة استرداد جثث العسكريين الشهداء وثانيا تحرير العسكريين الرهائن واخيرا المعابر الآمنة والطرق التي يطلبها الخاطفون.

غير ان المعطيات الميدانية عادت مجددا الى الواجهة ليلا مع تسجيل اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين بدأت خفيفة مساء على أطراف عرسال وسرعان ما اشتدت لاحقا وتمددت ناحية اللبوة. وأفاد مراسل “النهار” في البقاع الشمالي ان الجيش فقد الاتصال بآلية من طراز هامفي من دون معرفة ما اذا كانت تعرضت لمكمن أو لاحتمال آخر. ولدى رصد تحركات للمسلحين في نقطة تقع على مسافة كيلومتر تقريبا من اللبوة بدأت مدفعية الجيش بقصف المنطقة واطلاق قنابل مضيئة كما رصد تحرك ميداني لعناصر “حزب الله”. وتحدثت مصادر أمنية عن سقوط عدد من القتلى في صفوف المسلحين نتيجة عملية التفاف عليهم واكبت القصف.

وترددت معلومات ليلا عن فرار جندي من بلدة مشحا العكارية بآلية الهامفي التي كان فقد الاتصال بها وانضمامه الى “النصرة”.
وعلمت “النهار” ان قائد الجيش العماد جان قهوجي سيسافر الى واشنطن ليشارك في اجتماعات تعقد في العاصمة الاميركية الاسبوع المقبل في إطار الحملة الدولية لمكافحة الارهاب.

السابق
انتقام البشر من القضايا
التالي
السفير : هل يشمل «التحالف الدولي» لبنان أم يطلب مساعدة دمشق؟