نعم… داعش تنظيم إسلامي يطبق تعاليم الإسلام

داعش
كثر الحديث مؤخراً عن هوية تنظيم داعش، البعض قال أنه لا يمت للإسلام بصلة، و أنه يستخدمه لتأمين مصالح قوى إقليمية، والبعض الآخر يعمم الظاهرة ليصف كل المسلمين بالإرهاب والتطرّف.

نعم داعش تنظيم إسلامي. مصادره الفكرية هي النصوص القرآنية و السنة “.

هكذا بدأ عالم الدين، الذي إعتذر عن ذكر إسمه، حديثه عن الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش). أضاف: “داعش هو أحد مكونات تنظيم القاعدة الذي كان عبارة عن إندماج مجموعة مصرية بقيادة أيمن الظواهري، ومجموعة فلسطينية بقيادة عبد الله عزام ومجموعة سعودية بقيادة أسامة بن لادن”.

أما الأساسات الفكرية لهذه المجموعات، والتي إنبثق عنها داعش أوضح عالم الدين: «اصدر داعش أربعة أعداد من مجلة دابق، وبعد إطلاعي عليها لم أجد فيها ما يميز هذا التنظيم عن غيره من التنظيمات الإسلامية السنية، ربما لغياب عناصر ذات مستوى عال من أصحاب الفكر الإسلامي فيه».

أضاف « وهم إتبعوا فكر سيد قطب، محمد بن عبد الوهاب وإبن تيمية. وإذا كان فكر قطب أنتج مجموعة الهجرة و التكفير في مصر، فإن أفكار الثلاثة شكلت مرجعية فكرية لداعش». وقال «لكن إذا كان قطب قد أفتى بالخروج عن السلطان إذا كان ظالماً، فإن داعش لم تخرج عن السلطة فحسب بل عن المجتمع باكمله».

وعن مقارنة داعش بالخوارج، قال الشيخ: “لقد كان المسلمون الأوائل يعضون على الجرح رغم ما تعرضوا إليه بإنتظار مجيء من يقيم العدل وهذا ما حصل مع الخليفة عمر بن عبد العزيز.

و إذا كان الخوارج قد خرجوا عن سلطة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لكنهم لم يهدروا دم الناس، لكنهم بعد ذلك، أفتوا بهدر دم من يرتكب إحدى الكبائر، أما داعش فقد خرج عن المجتمع وهم يرون أن طريق الجنة يمر عبرهم فحسب».

وبعدما صمت لبرهة أضاف: «جميع المسلمين يسلمون بالنصوص وبالسنة. لكن تكمن المشكلة في الفتاوى التي يستسهلها تنظيم داعش. فالإجتهادات والفتاوى تختلف بين تنظيم وآخر، لكن الأصل واحد، لذا لا أعير إهتماماً عند الحديث عن الفوارق بين جبهة النصرة وداعش، فهؤلاء يلتقون عند إحدى الفتاوى ويختلفون عند أخرى».

و ختم قائلاً: «ليكن معلوماً أن هذه الظاهرة الإسلامية ليست الوحيدة في تاريخ الأديان، فمنذ زمن قريب فقط إعترف بابا روما أن طريق الخلاص لا يمر عبر الكنيسة الكاثوليكية فحسب، أي أن طريق الكنيسة الأرثوذكسية وغيرها من الأديان تشكل طرقاً مختلفة للخلاص، لذلك فإن هذه المجموعة ستقتنع لاحقاً أن الطريق إلى الجنة يمر عبر أكثر من وسيلة و طريقة، و أن إلغاء الآخر لا يشكل حلاً. وأن المطلوب قراءة جديدة للنصوص و للسنة حتى لا نقع بفتاوى غير مفيدة».

السابق
التحالف الدولي يحارب اخطر عدو للتمدد الإيراني في المنطقة
التالي
هكذا كنت أرى «الدرك» و«الجيش» و«الواسطة»