إنّها موضة المنتجعات الصحية ومراكز الاستجمام (Spa) حيث الراحة والاسترخاء. لا شك في أننا نقصدها للتخلص من ضغوطات الحياة اليومية والهموم التي تكتنف واقعنا. المنتجعات وما أكثرها في لبنان! تتنافس في ما بينها لجذب العدد الأكبر من الزبائن. إلاّ أنه، سرعان ما يتحوّل القاصد إلى ضحية، ضحية شباك تنصبها له حياة الترف والرفاهية… هذه المنتجعات سلاح ذو حدّين، فعليك بالحذر!
التدليك في المنتجعات أو السبا (Spa):
يتحدّث باحثو موقع الـ Body spa and massage عن فوائد التدليك العديدة التي تتوافر في المنتجعات، ويوافقهم الرأي باحثو موقع الـ Mayo clinic. فالتدليك علاج تكميلي وبديل للإنسان، يهدف إلى التخفيف من حدّة الإجهاد والتعب، ألم المفاصل والعضلات، وأي نوع من أنواع الوجع. وقد أجمعت الدراسات على أنّ التدليك يكافح القلق، اضطرابات الهضم، الـ Fibromyalgia، آلام الرأس، الأرق المرتبط بالإجهاد، متلازمة الألم الليفي العضلي، ألم الأعصاب، الإصابات المرتبطة بالرياضة وغيرها من أنواع الإصابات، آلام المفاصل الصدغي. بينما في المقابل، يظهر للتدليك بعض المخاطر منها: اضطرابات النزيف، الحروق، نكئ الجروح، خثار الأوردة العميقة، كسور، هشاشة عظام شديدة، نقص حاد في الصفيحات. وفي حالات نادرة، قد يسبب التدليك نزيفاً داخلياً، تلف الأعصاب، شللاً موقتاً، حساسية على بعض أنواع الزيوت والكريمات المستخدمة. من هنا، تكمن أهمية استشارة الطبيب أو إعلامه عن نيّة الخضوع لتدليك في المنتجعات، خصوصاً إن كانت المرأة حاملاً، أم إن كان الفرد يعاني من ألم غير مبررّ أو من السرطان. أمّا بالنسبة إلى باحثي موقع الـ massagetherapy، فهم يضيفون أنّ التدليك يخفف آلام أسفل الظهر ويحسن نطاق الحركة، كما يساعد الحوامل في البقاء فترة أقلّ في المستشفى عند الولادة، يخفف من الاعتماد على الدواء، ويعزز مناعة الجسم من خلال تحفيز نظام الدفاع الطبيعي الليمفاوي، يساعد في التركيز، ويمنح الطاقة.
ما يجب أن تتوقّعه من المدلّك:
قبل أن تبدأ حصّة التدليك، على المدلّك أن يسألك عن أيّ أعراض تعاني منها، عن تاريخك الصحي، وماذا تتطلّع إلى الحصول عليه من هذه الحصة. كما عليه أن يشرح لك نوع التدليك الذي سيقوم به ويطلعك على انواع التقنيات المستخدمة خلاله. في المقابل، في حال شعورك بالألم عند خضوعك لجلسة التدليك، اطلب من المدلّك أن يخفف من القوّة التي يستخدمها.
أهميّة اللمسة:
تشرح أستاذة الطبّ النفسي Virginia Sadock لموقع Webmd أنّ التردد للمنتجعات ومراكز الاستجمام يمنح الإنسان شعوراً بالاهتمام والراحة على المدى الطويل، مما يساعده على مكافحة الإجهاد والتعب. وتضيف أنّ الاتصال الجسدي ضروري ليشعر الإنسان بالسعادة والراحة، حتى ولو كان ذلك من شخص غريب. إذا كان محترفاً، فسيترك أثراً صحياً على الإنسان. كما وأثبتت دراسات لجامعتي Florida State وGeorge Mason أنّ علاج “السبا” يخفف من التغيّب عن العمل وحتى الأمراض والتردد إلى المستشفيات للمعالجة.
خطر علاج المنتجعات الصحية:
في مقابل محاسنه يشكّل علاج المنتجعات الصحية (Spa) خطراً على الإنسان، هذا ما تؤكّده الدراسات فضلاً عن عدد من الباحثين من جامعات عدة وموقع الـ Webmd. فعلى مرضى السكّري، مثلاً، توخي الكثير من الحذر عند تلقيهم لعلاج القدم، وذلك لأنّ أيّ تشوّه في البشرة سببه التقليم بقسوة وشدّة، يؤدّي إلى الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي. أضف إلى ذلك، عدم قدرة معرفة مدى نظافة المياه المستخدمة في المنتجع والتي قد تحمل معها البكتيريا المسببة للالتهابات. كما من المعروف أنّ الخضوع للتدليك أثناء الدورة الشهرية، يزيد من حدّة النزيف لأنه يحسّن مجرى الدم من جهة، ويخفف من عوارض الدورة الشهرية وأوجاعها من جهة أخرى كألم أسفل الظهر وتقلّصات الرحم، ويقلل من الشعور بالانتفاخ. وتشكّل “السونا” خطراً عليك إن كنت تعاني من الرشح والربو والتهاب في التنفس، لأن الهواء الجاف المستنشق منك يجعلك تختنق. هذا فضلاً عن أنواع الحساسية التي قد تصيبك بسبب أنواع السوائل والزيوت المستخدمة.
وفي حديث لـ “النهار”، يوضح الدكتور أنطوان شلّيطا، أستاذ الطبّ العائلي في كليّة الطب بجامعة البلمند ومستشفى الروم، أنّ المنتجعات الصحية Spa أماكن مغلقة، تنتقل فيها الباكتيريا عبر المياه كالـ Escherischia coli والـ Pseudomonas. هذا فضلاً عن ولادة الفطريات التي تعيش في الرطوبة وتنجم عن اتصال البشرة بالبشرة، وانتقال الـ virus respiratoire الذي قد يلتقطه الفرد والذي ينجم عن العدوى، إذ قد يعاني أحد المترددين إلى المنتجع من الانفلونزا مما يجعله ينقل العدوى إلى الآخرين، لأنّ السبا مكان مغلق ليس فيه تهوئة. وللوقاية من مخاطر السبا، ينصح شلّيطا بضرورة المحافظة على معايير النظافة في المنتجع، والحرص على توفير نظام للتهوئة وإعادة تجديد الماء واستخدام المنتجات ذات النوعية الجيّدة. إضافة إلى تعقيم المناشف بطريقة فعالة للحماية من الامراض الجلدية والفطريات.
إذاً، فكّر مرّتين قبل أن تقصد هذه المنتجعات الصحية لتكون إفادتك كاملة وبعيدة من أي آثار سلبية.
