«حزب الله» يرفع الجهوزية ويعلن حال الاستنفار القصوى في صفوفه

لفتت مصادر موثوقة لصحيفة “السياسة” الكويتية الى أن “حزب الله” وبعد الخسائر البشرية التي مُني بها اثر الهجوم الذي شنته “النصرة” على مواقعه في جرود بريتال، وبالتزامن مع تفجيره عبوة ناسفة بدورية إسرائيلية في مزارع شبعا، أعلن حال الاستنفار القصوى في صفوف عناصره خاصة على الحدود الشرقية والجنوبية استعداداً لأي تطور ميداني على الأرض”، مشيرة إلى أن “الحزب رفع جهوزية مقاتليه إلى أعلى درجاتها تحسباً لأي مفاجآت بعد عودة مسلحي “النصرة” إلى مهاجمة مواقعه ومواقع للجيش السوري النظامي في عسال الورد والزبداني، ما يشير إلى أن الجماعات السورية المسلحة مصممة على الاستمرار في حربها ضد الحزب لفتح ممر آمن مع اقتراب فصل الشتاء”.

واوضحت أن “حزب الله” أراد بتسخينه الجبهة الجنوبية أن يصرف الأنظار عن الخسائر التي لحقت به في المواجهات التي يخوضها مع جماعات “النصرة” و”داعش” على الحدود مع سوريا وفي داخلها، وليخفف في الوقت نفسه من الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها من جانب الرأي العام اللبناني ومن داخل طائفته بسبب استجلابه الإرهاب إلى الداخل اللبناني وهذا يدحض مزاعمه بأنه لولا تدخله في سوريا لكان الإرهابيون باتوا في بيروت”.

وأكدت مصادر عسكرية رفيعة أن “الجيش اللبناني وضع خططاً للتعامل مع المستجدات الأمنية، تبعاً للظروف الميدانية التي قد تنشأ في حال عودة التوتر العسكري إلى عرسال أو إلى أي منطقة على الحدود”، مشيرة إلى أن “التعليمات واضحة بالرد بقوة على أي عمل عسكري يقوم به الإرهابيون في جرود عرسال أو في غيرها”.

وأجمع المراقبون على أن “حزب الله” أراد من تفجير العبوة الناسفة في مزارع شبعا، توجيه رسالة لإسرائيل عن جهوزيته لمواجهتها إذا اقتضت الضرورة، وللقول إن تورطه الواسع في الحرب السورية لم يقلل من إمكاناته لخوض حرب جديدة ضد إسرائيل”.

واوضح مصدر سياسي واسع الاطلاع أن “ما تغافل عنه الكثير من المراقبين في قراءتهم للعملية العسكرية المحدودة لـ”حزب الله” في مزارع شبعا أنها جاءت بعد يومين فقط من معركة جرود بريتال التي خسر فيها “حزب الله”، بالإضافة إلى عشرة من مقاتليه الهيبة العسكرية والقدرة على الردع التي كان يتمتع بها، إذ شكل هجوم “النصرة” على مواقعه داخل الأراضي اللبناني تحدياً لم يكن يتوقعه لظنه أنه وحده (مع جيش النظام السوري) يمتلك المبادرة في القلمون السورية الممتدة والمتداخلة مع الأراضي اللبنانية”، لافتًا الى أن “معركة بريتال شكلت خسارة استراتيجية للحزب لأن “جبهة النصرة” استطاعت تغيير قواعد الاشتباك، وتبين لـ”حزب الله” سريعاً أن هذه الهجمات قابلة للتكرار في أي وقت. وهذا ما حصل في الأيام التالية”.

واعتبر المصدر أن “الرسالة إلى إسرائيل وصلت ولكن هل يمكن التأكد من أن “حزب الله” قادر فعلاً على خوض حرب شاملة. تبين الوقائع أن تورطه الواسع والمتمادي في سوريا استنزف الكثير من قدراته العسكرية، فعلى صعيد العناصر اضطر الحزب في السنتين الأخيرتين إلى إطلاق حملات تعبئة واسعة في الجنوب والبقاع لتجنيد الشبان تعويضاً للذين قتلوا. وقد ظهر أنه بات يستخدم فتياناً قاصرين مثل الشاب الذي قتل في معركة بريتال وعمره 17 سنة فقط. أما على الصعيد المادي، فإن أكثر من خمسين في المئة من قدراته الصاروخية استنزفت في معركة القلمون بجانبيها السوري واللبناني، لأنها منطقة شاسعة جداً يبلغ طول تماسها مع لبنان نحو خمسين كيلومتراً ويتمركز فيها آلاف المسلحين من “النصرة” و”داعش”. ولا يمكن السيطرة عليها، إلا بقوة نارية هائلة ومستمرة. وبالفعل أطلق “حزب الله” آلاف الصواريخ في معركة بريتال وحدها لدفع المهاجمين إلى الانسحاب”، موضحًا أن “لا قدرة لـ”حزب الله” على خوض حرب جديدة على الحدود الجنوبية وكذلك لا مصلحة لإسرائيل فيها، لأن الأخيرة مستفيدة من الوضع الحالي تتفرج على أعدائها يتقاتلون بشراسة لا متناهية. و”حزب الله” يعرف ذلك لذا فإن تلويحه بحرب ضدها لا معنى له، والأجدى النظر إلى الجهات الأخرى التي أراد الحزب توجيه الرسائل إليها”.

السابق
إسرائيل مصدومة من عبوة شبعا
التالي
ثلاثة رجال أمن ايرانيين ضحية مكمن للمتمردين