المولوي يراهن على خوض معركة «ستشعل طرابلس»

تتجه العيون نحو الشمال وما يجري في مدينة طرابلس، بعد فشل المساعي السلمية التي قادها مشايخ ووجهاء حي التبانة، لتفادي دخول الجيش اللبناني بمداهمات بحثاً عن المطلوبين، الذين باتوا يشكلون فرع «داعش» في الشمال ويتزعّمهم شادي المولوي وأسامة منصور، وتعقدت مساعي المشايخ الذين انسحب بعضهم احتجاجاً على عدم تقيّد المولوي ومنصور بالاتفاق على التواري الإعلامي والسياسي والأمني، تمهيداً لمخرج ينهي الأزمة.

المجموعة مكوّنة من قرابة الثلاثين شخصاً منهم أكثر من عشرين من جماعة «داعش» من السوريين الفارّين والمختبئين في لبنان، وزعيمها شادي المولوي، وشادي المولوي الذائع الصيت بعدما أوقفه الأمن العام اللبناني بناء على مراسلة دولية، تفيد بتصنيفه إرهابياً خطيراً وأفرج عنه بقرار حكومي قاده الرئيس نجيب ميقاتي، وانتهى بنقل المولوي بطلاً فاتحاً إلى طرابلس بسيارة الرئيس ميقاتي ورعاية وحضور نواب تيار المستقبل وجمهوره والوزير محمد الصفدي، هو شادي المولوي نفسه الذي يعلن نفسه أميراً لـ«داعش» الشمال وربما لبنان، من دون أن يتوقف أحد ليسأل أحداً عن ممارسة هذا النأي بالنفس، أو هذا التطاول على المؤسسات الذي ترجمه يومها تيار المستقبل، بحملة شعواء للمطالبة بإقالة اللواء عباس إبراهيم باعتباره يخوض حرباً تستهدف طرابلس والشمال على أساس مذهبي وسياسي، خارج ما قالوا يومها أي شبهة تورّط بالإرهاب تبرّر التوقيف، فهل ثبتت صحة الحسابات والمواقف وتبيّن أنها تنطلق من مصلحة وطنية، وتعبّر عن حرص على أمن البلد، أم أنها بأحسن الأحوال والحسن من النوايا، انسياق غرائزي أعمى وراء مسايرة لشارع يسيطر عليه التكفيريون، ويرسمون فيه لمن يسمّون أنفسهم قادة الاعتدال مواقفهم فيورّطون ويتورّطون ويضعون لبنان في عين العاصفة؟

آخر المحاولات للحلّ السلمي يقودها ثنائي نواب طرابلس محمد كبارة ومصباح الأحدب، وتقوم على تهريب المطلوبين تحت جنح الظلام بواسطة مركب بحري، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، ليبدو اختفاؤهم مخرجاً مناسباً، ويبدو أن المولوي لا يزال يرفض هذا المخرج ويصرّ على البقاء في باب التبانة، مراهناً على خوض معركة، تقول أوساطه أنها ستشعل طرابلس وتغيّر معادلات الشمال.

السابق
هل تلغي العبوة الناسفة في مزارع شبعا تداعيات الصراعات الداخلية في المنطقة؟
التالي
اعتصام لأصحاب المرامل في مرجعيون وحاصبيا