هل تلغي العبوة الناسفة في مزارع شبعا تداعيات الصراعات الداخلية في المنطقة؟

انفجار داريا

لم يكن توقيت تفجير المقاومة الاسلامية في لبنان  للعبوة الناسفة في دورية اسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة امرا بريئا وعفويا وعاديا، فقد اختار حزب الله والمقاومة الاسلامية موعد التفجير ومكانه بدقة كبيرة، فقد جاء التفجير بعد اقل من مرور يومين على القتال الذي خاضه ضد مقاتلي جبهة النصرة على الحدودية البقاعية شمالي شرقي لبنان ، كما اتى التفجير بعد اقل من 24 ساعة على قيام العدو الصهيوني باستهداف جندي لبناني في منطقة قريبة من المزارع.

وقد حرصت المقاومة الاسلامية على تسمية العملية باسم الشهيد حسن علي حيدر وهو الشهيد الذي استشهد خلال تفكيكه لجهاز تنصت كان وضعه العدو الصهيوني في منطقة انصارية جنوب لبنان قبل حوالي الشهر تقريبا.

وتقول مصادر مطلعة على اجواء حزب الله والمقاومة الاسلامية ، ان الحزب يهدف من وراء تفجير العبوة الناسفة في دورية اسرائيلية في مزارع شبعا للتأكيد ان الصراع مع العدو الصهيوني هو الاساس وان الصراعات الداخلية ولا سيما مع جبهة النصرة وتنظيم داعش والقتال في سوريا لن تشغل الحزب عن مواجهة العدو الاساس وهو الكيان الصهيوني.

كما تشير المصادر : ان تفجير العبوة رد مباشر على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الاراضي اللبنانية وللتأكيد على استمرار المعادلة القائمة منذ انتهاء حرب تموز (يوليو) 2006 على لبنان بان اي اعتداء اسرائيلي على لبنان سيواجه برد أخر .

لكن من الواضح ان حزب الله والكيان الصهيوني لن ينجرّا حاليا لحرب واسعة نظرا لما يجري في المنطقة من تطورات خطيرة.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيؤدي تفجير العبوة الناسفة في مزارع شبعا الى وقف تداعيات الصراعات الداخلية الجارية في كل دول المنطقة والتي تؤدي لاستنزاف الجميع ولا سيما حزب الله والمقاومة الاسلامية؟

وهل تكفي عبوة ناسفة واحدة  لاعادة التأكيد على اولوية الصراع مع العدو الصهيوني؟

طبعا لا يمكن التقليل من اهمية الانجاز الذي حققه مجاهدو المقاومة الاسلامية وحزب الله من خلال تفجير هذه العبوة وسقوط عدة اصابات في صفوف الجيش الصهيوني.

وان كان يجب مصارحة قيادة الحزب والمقاومة وكذلك قادة الجمهورية الاسلامية الايرانية وغيرهم من القيادات المعنية بالصراع مع العدو الصهيوني، بان المطلوب اليوم اكثر من تفجير عبوة ناسفة في جنود العدو الصهيوني، لان ما يجري في المنطقة من حروب وصراعات داخلية يستنزف كل قوى ودول المنطقة والمستفيد الاساسي اميركا والعدو الصهيوني، وهاهي حرب غزة ابسط مثال على ما يجري، فرغم سقوط اكثر من الفي شهيد وانزال الخسائر في صفوف العدو الصهيوني فلم تنجح هذه الحرب بوقف الصراعات الداخلية بل لاحظنا بروز اشكال جديدة من الصراعات والخلافات حتى بين قوى المقاومة.

اذن مع اهمية العودة لمواجهة العدو الصهيوني والتأكيد على اولوية الصراع مع هذا العدو على اي قتال اخر، فان المطلوب ايضا البحث عن حلول جذرية وعميقة للازمات التي تواجهها دول المنطقة كلها لوقف هذه الصراعات وقطع الطريق من امام قوى التطرف والتشدد والعودة الى المصالحات والتسويات وتحقيق الديمقراطية الحقيقية واعطاء الشعوب حقها بحكم نفسها، وقد تكون سوريا هي المدخل الحقيقي لهذه الحلول ، اضافة لاستكمال ما جرى في العراق من حلول سياسية وكذلك الضغط للتوصل الى حلول في دول اخرى كاليمن والبحرين.

وطبعا لا يستطيع حزب الله وايران لوحدهما التوصل الى حلول سياسية بل ان الامر يتطلب شركاء اخرين من دول وقوى اقليمية واسلامية مستعدة للقبول بمثل هذه الحلول ودعمها شرط ان تؤمن الحلول حماية جميع مكونات الدول واعطاء كل فريق حقه.

واخيرا فمع توجيه التحية للمقاومين في لبنان وفلسطين على ما يقومون به من انجازات في مواجهة العدو الصهيوني فاننا بحاجة اليوم قبل الغد الى حلول سياسية لكل الازمات التي نواجهها ليبق الكيان الصهيوني ومن ورائه اميركا هو العدو الوحيد لنا جميعا.

السابق
تفجير ذخائر في محيط بلدة معركة الجنوبية
التالي
بين الحرب والأسطورة