معركة بريتال نقلت حزب الله من الهجوم إلى الدفاع

معركة بريتال التي جرت أول أمس بين مقاتلي حزب الله ومسلحي المعارضة السورية وسعت رقعة المواجهة ونقلتها إلى الأراضي اللبنانية، فهل تحوّل حزب الله من موقع الهجوم في الحرب الدائرة في سوريا إلى موقع الدفاع بعد تلك المعركة؟

انجلت معركة “بريتال” التي جرت ليل أمس الأول الأحد بين مقاتلي حزب الله اللبناني ومسلِّحي جبهة النصرة السورية المعارضة عن مصرع العشرات من الطرفين، وفيما اعترف حزب الله بسقوط ثمانية مقاتلين منه، تناقلت وكالات الأنباء خبراً مفاده أن جبهة النصرة فقدت ستّة عشر من مقاتليها خلال هذه المعركة المشهودة التي استمرّت حتى صباح أمس الاثنين.

ويسجّل المراقبون أن ما جرى على سفوح بريتال هو تحوّل مفصلي في سير المعارك بين حزب الله وفصائل المعارضة السورية، إذ أنها المرّة الأولى التي ينجح فيها المقاتلون السوريون بالقيام بهجوم شامل على أكثر من موقع للحزب دفعة واحدة تمكنوا فيه من احتلال أحد المواقع الاستراتيجية وهو موقع “عين الساعة” لعدّة ساعات، وقد اعترف حزب الله بذلك وتمكن مقاتلو “النصرة” من تصوير الموقع من الداخل وفيه عدد من جثث مقاتلي الحزب، إضافة إلى أسلحة وعتاد استولوا عليها وقد أرّخوها توثيقاً، وسجلوها على هواتفهم النقالة وهم ينسحبون من الموقع محملين بما غنموا بسهولة وبشكل مريح دون أن يتعرضوا لإطلاق نار أو أي تهديد من جانب مقاتلي الحزب.

ويضيف المراقبون أن ما جرى في بريتال هو تحوّل نوعي من الدفاع إلى الهجوم من قبل فصائل المعارضة السورية في المعركة التي تقودها جبهة النصرة تحديداً عند الحدود مع لبنان.

توسيع رقعة المواجهة مع حزب الله ونقلها إلى داخل لبنان، ليصبح الحزب في موقع المدافع، هذا التطور النوعي العسكري من شأنه أن يغري مسلحي المعارضة السورية ومجموعاتهم القتالية بكافة فصائلها من نصرة وجيش حرّ، إلى القيام بسلسلة من هجومات لاحقة قد تحوّل جرود البلدات الشيعية المحاذية للحدود السورية إلى جبهة مشتعلة دائمة تستنزف الحزب مقاتلين وعتاداً مدّة طويلة قد لا يقدر على تحمّلها، خاصة مع قدوم فصل الشتاء واضطرار مقاتلي الحزب الذين تموضعوا على رؤوس الجبال في مواقع ثابتة لمراقبة تحركات أعدئهم، أن يتحملوا برد وصقيع الشتاء إضافة لحمم القذائف والرصاص التي سوف تنصب عليهم من مقاتلي المعارضة. وهؤلاء تمكنوا حسب الوكالات العربية والمحلية من حفر أنفاق جهّزوها لاستقبال فصل الشتاء القاسي في تلك الجرود التي ترتفع أكثر من 1500 كلم عن سطح البحر، فزوّد المقاتلون السوريون تلك المغاور والأنفاق بمؤن ومحروقات لأشهر طويلة، وذلك حسبما أفاد بعض المطلق سراحهم من الجنود اللبنانيين قبل حوالى شهر، وقد كانوا مختطفين داخل مغاور تابعة لجبهة النصرة الواقعة في جرود السلسلة الشرقية المطلة على الحدود اللبنانية.

نقل المعركة إلى الأراضي اللبنانية من قبل فصائل المعارضة السورية المسلحة سيظل هدفاً مغرياً لإشغال حزب الله على أرضه ومنعه من مساندة قوات جيش النظام السوري ، وهو هدف بدأ يحققه مقاتلو جبهة النصرة فرع تنظيم القاعده الارهابي في سوريا، ويبدو أن أوّل غيثه “معركة بريتال” التي جرت أخيرا، واذا أضفنا ما يحكى عن حشودات في منطقة “عسال الورد” السورية القريبة من جرود اللبوة تمهيداً لهجمات مماثلة لاحقة على نسق ما حصل، فان منطق من قال “ان تدخل حزب الله في سوريا سوف يجلب الارهاب الى لبنان” بدأ يرجح، فلم ينجح الحزب بتدخله الى جانب نظام الأسد في درء خطر الارهاب التكفيري ودفعه عن لبنان والانتصار عليه كما وعد السيد حسن نصرالله، بل زاد من هذا الارهاب قوّة، وتوجّه الى لبنان مباشرة مستهدفا مواقع الحزب الحدودية والحاضنه الشيعية التي يشغلها في مدن وبلدات منطقتي بعلبك والهرمل المحاذية للحدود السورية.

السابق
المنحة الايرانية تحرج الحريري: «سلاح المليار» قريباً
التالي
رسالة نارية من «حزب الله» جنوباً.. ومعارك القلمون تحتدم