كم يجني «داعش» شهرياً من النفط السوري؟

كشفَ تقريرٌ أميركي مستقل عن أن تنظيم “داعش” يحقق مكاسب يومية لا تقل عن 3 ملايين دولار كأرباح صافية من بيع النفط العراقي والسوري في السوق السوداء، ما يعني أنَّ إيرادات التنظيم من النفط وحده تتجاوز الــ90 مليون دولار شهرياً، فضلاً عن مصادر التمويل الأخرى التي يتمتع بها.

وبحسب التقرير الصادر عن معهد “بروكنز” في واشنطن، فإن سعر برميل النفط المنتج من الحقول التي يسيطر عليها “داعش” وغيرها من المجموعات المسلحة يتراوح بين 20 دولاراً و60 دولاراً، في الوقت الذي يتراوح فيه سعر الخام في الأسواق العالمية بين 95 دولاراً و105 دولارات، إلا أن نفط “داعش” يتم ضخه في أسواق سوداء في كل من العراق وتركيا، وتقوم عصابات متخصصة بإعادة تصديره إلى أماكن مختلفة من العالم والمنطقة.
ويستعرض التقرير السوق السوداء للنفط التي انتعشت في المنطقة والتي يمول تنظيم “داعش” عملياته من خلالها، اذ ينقل التقرير عن مدير معهد الطاقة العراقي لؤي الخطيب قوله إن “مقاتلي “داعش” استولوا خلال السنوات الثلاث الماضية على عدد من الحقول والمصافي والأصول النفطية في شرق سوريا، ومع توسع “داعش” أصبحت غالبية المنشآت النفطية الرئيسية في شرق سوريا تحت سيطرتهم.
وبحسب الخطيب، فإن التفاوت في أسعار البيع يرجع إلى أن “داعش” لا يسيطر على كلّ حقول ومصافي النفط، وإنما ثمة مجموعات مسلحة أخرى تتقاسم معها الهيمنة على بعض المنشآت وتبيع بأسعار مختلفة.
وعن كيفية تشغيل حقول ومصافي النفط من المقاتلين، يشير التقرير إلى أن العاملين أصلاً في هذه المنشآت أجبروا على مواصلة العمل فيها، لكن ريع الإنتاج يستحوذ عليه مقاتلو “داعش”.
ويقول الخطيب إن “داعش” يسيطر حالياً على 60% من إنتاج النفط السوري، ما يعني أنها تنتج نحو 200 ألف برميل نفط يومياً، إذ إن سوريا كانت تنتج قبل بدء الأزمة ما بين 385 ألفاً و400 ألف برميل نفط يومياً.
وتقول أكثر التقارير تحفظاً إن تنظيم “داعش” ينتج حالياً نحو 50 ألف برميل نفط يومياً، على أن هناك مجموعات مسلحة أخرى، ومن بينها “جبهة النصرة”، تنتج كميات أخرى من النفط، فضلاً عن أن الحكومة السورية مازالت تسيطر على بعض المنشآت النفطية، إضافة إلى أن هناك منشآت تعطلت بفعل القتال الذي يدور حولها.
وكانت بيانات رسمية أعلنت عنها الحكومة السورية، قد كشفت أن تنظيم “داعش” ينتج 5 أضعاف ما ينتجه النظام من النفط، اذ كشفت أن إنتاج “داعش” يبلغ 80 ألف برميل يومياً، مقابل 17 ألف برميل يومياً تنتجها الدولة السورية.
وتعتبر مبيعات النفط في السوق السوداء أحد أهم مصادر التمويل لمقاتلي “داعش” الذين يقول تقرير معهد “بروكنز” إن عددهم زاد بنحو 10 آلاف مقاتل خلال حزيران الماضي وحده، ونتيجة أهمية هذا المورد المالي بدأت قوات التحالف الدولي عملياتها بقصف المنشآت النفطية للتنظيم التي تعتبر العمود الفقري لاقتصاده وأهم مصدر لتمويله.

السابق
انسحاب مسلحي «داعش» ليلا من مناطق في كوباني
التالي
الحريري: استخدام الحدود منصة لتوجيه الرسائل خطوة في المجهول