رسالة نارية من «حزب الله» جنوباً.. ومعارك القلمون تحتدم

الرئيس الفرنسي

كتبت صحيفة “اللواء” تقول : في الوقت الذي كانت فيه منطقة البقاع الشمالي تعيش حالة متزايدة من القلق، بعد معركة “عين الساعة” في جرود بريتال، المحاذية لقرية عسال الورد السورية، يوم الاحد الماضي، وفي اول ايام عيد الاضحى لدى الطائفة الشيعية، اتجهت الانظار الى تطور عسكري آخر تمثل باعلان “حزب الله” مسؤوليته عن تفجير عبوة ناسفة بدورية اسرائيلية بعد ظهر امس، في مزارع شبعا، اعقبها بعبوة ثانية من دون وقوع اصابات، إلا ان الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي قالت ان جنديين اصيبا بجروح عند تفجير العبوة الاولى.

وحمّل بيتر لدنر وهو متحدث آخر باسم الجيش الاسرائيلي، الحكومة اللبنانية و”حزب الله” مباشرة مسؤولية ما زعمه انه “خرق فاضح للسيادة الاسرائيلية”!
وردت المدفعية الاسرائيلية باطلاق نحو من 30 قذيفة باتجاه بلدة شبعا ومحيطها.
وابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي مجلس الوزراء المصغر ان “الجنود منعوا هجوماً من دون ان يذكر اية تفاصيل”.

وكشف مصدر امني ان جندياً لبنانياً اصيب بجروح من جراء القصف غربي مزارع شبعا.
واقتصر الرد على القذائف والتهويل السياسي من دون دفع الامور الى وضع ينبئ بالتدهور بين حزب الله واسرائيل، وعاد الاهتمام ينصب الى المواجهة المفتوحة بين الحزب وجبهتي “النصرة” و”داعش” في منطقة القلمون السورية، مع انتقال الاشتباكات الى جرود نحلة، وتواتر معلومات عن استشهاد ثلاثة للحزب في المعارك الدائرة هناك.

وستحضر هذه التطورات العسكرية، سواء في بريتال او على جبهة مزارع شبعا في جلسة مجلس الوزراء غداً، ومن غير المستبعد ان تكون مدار تصريحات في باحة جلسة مجلس النواب ذات الرقم 14 والتي دعي اليها لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، من دون ان تكون حالها افضل من سابقاتها.

وعشية الجلسة، انهمكت القيادات السياسية والرسمية فضلاً عن الدبلوماسية والملحقين العسكريين بتحليل الاهداف من وراء عملية شبعا ومسارعة الحزب للاعلان عن تبنيها بعد اقل من 48 ساعة من معركة بريتال مع جبهة النصرة.

ومن المؤكد، وفقاً للمصادر المطلعة ان “حزب الله درس بعناية مسألة تبني العملية والمقاصد من وراء تبنيها، وهي الاولى من نوعها منذ انتهاء العمليات العسكرية في 14 آب 2006:

1 – جاءت هذه العملية بعد قصف إسرائيلي لموقع للجيش اللبناني في منطقة شبعا، وحملت “اليونيفل” إسرائيل مسؤولية خرق السيادة اللبنانية والقرار 1701، فاستفاد الحزب من هذا الوضع للرد على إسرائيل.

2 – بعد عملية تفجير جهاز تنصت إسرائيلي في عدلون واستشهاد عنصر لحزب الله هو حسن علي حيدر، في 15 أيلول الماضي، وهي العملية الرابعة أو الخامسة التي تستهدف فيها اسرائيل عناصر للحزب من قيادات وكوادر، اتخذت المقاومة قراراً بالرد، وانتظرت الفرصة المناسبة.

3 – بحسابات دقيقة، ودون اجتهاد أو مواربة جاهر الحزب بتنفيذ العملية، باعثاً برسالة إلى إسرائيل بأنه على استعداد لتكرار غزة ثانية في منطقة العرقوب وصولاً إلى القنيطرة السورية، في حال تورطت إسرائيل في توفير ما يلزم من مساعدات لوجستية وغير لوجستية وممر آمن لمسلحي “النصرة” و”داعش” للانتقال إلى العرقوب أو إلى مزارع شبعا وقرية الغجر السورية.

4 – ووفقاً لقيادي في “حزب الله”، أراد الحزب في حمأة الصراع الملتهب أن يُعيد التذكير بأن قضيته الرئيسية هي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، الا أن مصدراً دبلوماسياً غربياً يعتقد أن المسألة تتعلق بعملية خلط الأوراق المتسارعة ميدانياً من جهة القنيطرة باتجاه الجولان السوري المحتل، إلى بلدة عين عرب عند الحدود التركية، فضلاً عن تطورات العراق وتعثر العملية السياسية في اليمن.

اما نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فقد أكّد من جهته بأن العملية حققت هدفها بالكامل وأوصلت الرسالة للعدو الإسرائيلي، مذكراً بأن مزارع شبعا محتلة، وانه من حقنا أن نقوم بالعمليات التي نراها مناسبة، لافتاً إلى خصوصيتها باعتبارها ثأرية من حادثة عدلون التي استشهد فيها حسن علي حيدر.

وروى الشيخ قاسم، في سياق مقابلته مع قناة O.T.V الناطقة بلسان “التيار الوطني الحر” تفاصيل معركة “عين الساعة” في جرود بريتال، مشيراً إلى ان مسلحي النصرة حاولوا الوصول إلى ثماني نقاط للحزب المنتشرة في المنطقة، لكنهم لم يستطيعوا التقدم سوى الى هذه النقطة، من دون النقاط الأخرى، واستمروا لمدة ساعة ونصف الساعة، قبل ان يدحرهم الحزب بعد ذلك، ومن ثم لاحقهم إلى ثلاث نقاط في عقرهم.

ولفت إلى أن هذه المحاولة كانت تهدف لفتح ثغرة من أجل وصل منطقة الزبداني بجرود القلمون، موضحاً بأن المسلحين جاؤوا من جرود القلمون المرتبطة بجرود عرسال لكن المعركة بدأت من القلمون باتجاه بريتال، علماً أن المعارك لم تتوقف في كل المنطقة المسماة جرود القلمون والقرى المحيطة، وأحياناً نبادر نحن الى الهجوم بالتعاون مع الجيش السوري وأحياناً يحاولون هم إجراء عمليات خرق.

الإستحقاق الرئاسي في الإليزيه
اللافت في مقابلة الشيخ قاسم كان قوله أن شروط التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية لم تكتمل بعد، وهي ما زالت بحاجة الى بعض الوقت.
وجاء هذا القول، في وقت يعقد فيه مجلس النواب جلسة غداً لانتخاب رئيس، لن تكون أفضل حالاً من الجلسات الـ13 السابقة، في حين أعلن الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس أن لا جديد بالنسبة الى الرئاسة، وهي حرف لا يقرأ حتى الآن، مشيراً الى أن ما جرى في بريتال جزء مما حذر منه سابقاً عن سايكس بيكو جديد في المنطقة.

وبحسب المعلومات، فإن ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان، شكل محور محادثات الرئيس سعد الحريري في باريس مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه، حيث تم خلالها التأكيد على ضرورة إجراء هذه الانتخابات في أسرع وقت ممكن لتعبيد طريق حلول سائر الملفات، وإعادة دورة الحياة الدستورية الى طبيعتها.

وأوضحت مصادر متابعة أن الرئيس الحريري شرح أسباب العرقلة وما يحول دون انتخاب رئيس حتى الساعة، مشيرة الى أن الحريري الذي كان أجرى محادثات مع عدد كبير من القادة اللبنانيين، آخرهم الرئيس أمين الجميّل، أخذ على عاتقه مهمة التواصل مع الرئيس هولاند، ونجح في إقناع الفرنسيين بالعودة الى لعب دورهم الفاعل في لبنان، وأخذوا موضوع الانتخابات الرئاسية على محمل الجد.

كما تمكن الرئيس الحريري من تحريك هبة المليار دولار من المملكة العربية السعودية لتسليح الجيش اللبناني وتذليل الصعوبات في هذا الشأن، وعبّر عن ذلك بقوله أن لا عراقيل، وأن الكثير من الأمور أنجزناها وسيصار الى الإعلان عنها خلال أسبوع أو عشرة أيام، وستبدأ المعدات بالوصول إلى لبنان في أسرع وقت، أما هبة الثلاثة مليارات فإن المسألة أنجزت بين السعودية وفرنسا وتتقدم في الاتجاه الصحيح.

وشدد الرئيس الحريري بعد لقاء وصف بالمميز مع الرئيس هولاند الذي استقبله على مدخل الاليزيه، واجتمع به على مدى 45 دقيقة في حضور وزير الخارجية لوران فابيوس وعدد من المستشارين، بينهم رئيس اركان الجيش الفرنسي، على ان انتخاب رئيس الجمهورية يبقى الاولوية، مضيفاً: “اذا ارادوا اجراء انتخابات نيابية فلتكن من دون تيار المستقبل”.
وذكرت بعض المعلومات ان الرئيس الحريري سيزور روما يوم الاثنين المقبل للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي الموجود في الفاتيكان، لكن مصادر متابعة لم تشأ تأكيد هذا الخبر.

واوضح عضو كتلة حزب الكتائب النيابية النائب ايلي ماروني لـ”اللواء” ان الرئيس الجميل والرئيس الحريري اتفقا في لقاء باريس على عدم جواز اجراء انتخابات نيابية قبل انجاز الاستحقاق الرئاسي، وان الرجلين اكدا على استمرار الحرص القائم في العلاقة بين الكتائب وتيار المستقبل، وان حزب الكتائب يتفهم موقف تيار المستقبل في ما خص موضوع التمديد للمجلس النيابي.

ولفت الى ان الرئيسين الجميل والحريري اكدا استمرار دعم مرشح قوى 14 آذار للانتخابات الرئاسية، والمحافظة على هذا الدعم كي لا تتحقق التمنيات بالاتيان برئيس لا لون ولا طعم له وغير قادر على ادارة شؤون البلاد في ظل الازمات الراهنة.
ملف العسكريين

الى ذلك، علمت “اللواء” ان مجلس الوزراء سيعقد جلسة عادية له عند الرابعة من عصر غد الخميس وعلى جدول اعماله 50 بنداً من بينها 21 بنداً لمواضيع ارجئت من الجلسة السابقة.

ولفتت مصادر وزارية الى ان الجلسة الخاصة بملف النازحين السوريين يتوقع لها ان تحدد في اقرب وقت ممكن، وان جلسة الخميس ستناقش مسائل مالية، وهي ستعرض من خارج جدول الاعمال تفاصيل ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة “النصرة” و”داعش” في جرود عرسال واقفال الطرقات من قبل الاهالي.

وكان الرئيس تمام سلام اجتمع امس بوزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وعرض معهما آخر ما توصلت اليه المفاوضات الجارية في شأن تحرير العسكريين، في ضوء المعلومات التي ذكرت انها متوقفة حالياً بسبب سفر الوسيط القطري.

ونقل وزير الصحة وائل ابو فاعور الذي زار ايضاً الرئيس سلام في السراي، عنه قوله بأن موقف الحكومة من الاستمرار في المفاوضات هو موقف جازم للوصول الى نتائج ملموسة تؤدي حكماً الى اطلاق العسكريين، لافتاً الى انه اذا حصل تباطؤ او تعثر في اليومين الماضيين فذلك لا يلغي قرار الدولة والحكومة بالاستمرار في المفاوضات، مشدداً على وجوب اعطاء كل الاهتمام اللازم وكل التضحيات حتى ولو وصل الامر الى اقرار المقايضة، وبعد ذلك يمكن الحديث عن التفاصيل.

واشار الى ان الحزب التقدمي الاشتراكي يعتبر ان على الدولة اللبنانية ان تقبل بالمقايضة، والسير في هذا الامر، لأن كل يوم نضيعه في المفاوضات دون الاقدام على قرار كهذا يعرض العسكريين لمخاطر اضافية، ونحن لسنا أهم من تركيا ولا أقوى من أميركا.

تجدر الاشارة إلى ان زيارة كانت متوقعة لأبوفاعور إلى اهالي العسكريين المعتصمين في ضهر البيدر قد ألغيت من قبل هؤلاء لانه لم يأتهم باخبار مطمئنة، فيما ذكر متابعون ان أبوفاعور ألغى الزيارة من جهته لانه لم يأخذ من الأهالي ضمانة بفتح الطريق.
وكشف أحد آباء المخطوفين انهم كانوا قرروا ان يفتحوا الطريق يوم العيد رحمة باللبنانيين، لكنهم تلقوا صبيحة العيد هاتفاً من الخاطفين لأحدهم قال لهم: ان عيدتم الشعب اللبناني بفتح الطريق نحن سنعيدكم عيدية كمان”.

السابق
معركة بريتال نقلت حزب الله من الهجوم إلى الدفاع
التالي
سيمون أسمر يعود إلى الشاشة!