حزب الله فجّر عبوة شبعا ردّا على تفاهم «النصرة- اسرائيل»

تفجير شبعا
حزب الله يعتبر ان عملية التفجير في مزارع شبعا أمس جاءت ردّا على الترابط أي التفاهم الضمني بين قوات المعارضة في سوريا والعدو الإسرائيلي، الامر الذي أدى الى سيطرة النصرة وحلفائها على الحدود في الجولان، تمهيدا لقيام جبهة عسكرية عريضة ستنطلق من الجولان والقنيطرة لتقاتل حزب الله في جنوب لبنان.

التفجير المفاجىء الذي قام به حزب الله في منطقة مزارع شبعا أمس واستهدف فيه دورية اسرائيلية مما ادى الى جرح جنديين بحسب اعتراف مصادر العدو، البارز فين ان مصدرا مسؤولا في “حزب الله” قال لقناة الميادين “أن العملية التي نفذت في مزارع شبعا، جاءت ردّا على الترابط بين المجموعات التكفيرية في سوريا والعدو الإسرائيلي”.

وفي تحليل لمعنى هذا “الترابط” وأبعاده حسب اعلان المصدر الحزبي المذكور، فان معلومات ميدانية كانت قد تحدّثت أمس ،بأن مقاتلي «جبهة النصرة» تمكنوا من السيطرة على تلة الجديرة وحاجزين على طريق الحارة – زمرين في ريف القنيطرة بين دمشق وهضبة الجولان المحتلة، وذلك بعد سيطرة فصائل معارضة على تل الحارة الاستراتيجي في ريف درعا الذي يعتبر أعلى هضبة في جنوب البلاد.

وقال مدير مكتب «ألوية الفرقان» الإعلامي إن «سيطرة الجيش الحر على تل الحارة يعني منع وصول الدعم لقوات النظام في بلدة جبا بريف القنيطرة»، مضيفاً أن السيطرة على التل «تسهل عملية السيطرة على محافظة القنيطرة والشريط الحدودي مع هضبة الجولان للوصول إلى الغوطة الغربية في ريف دمشق».

هذا التطور الخطير في سير المعارك لصالح الجيش الحر وحلفائه يقول المراقبون، من شأنه ان يقلب الوضع الميداني رأسا على عقب لأنه سوف يؤمن التحام تلك القوات المعارضة وتجمعها في المنطقة الجنوبية الشرقية السورية الممتدة من درعا الى ريف دمشق وغوطتها الغربية وامتدادا حتى القنيطرة مع الجولان المحتل وصولا الى الحدود اللبنانية.

ويقول خبراء ميدانيون ان العمق الجغرافي المستجد الذي سوف تتمتع به فصائل المعارضة السورية و”النصرة” تحديدا، سوف يسهّل الدعم اللوجستي لها في حال قرر هؤلاء فتح جبهة جديدة مع قوات حزب الله المرابطة في جرود منطقة العرقوب – كفرشوبا وأرادوا نقل المعركة الى جنوب لبنان عمق حزب الله وجبهته المفتوحة مع اسرائيل حيث “شبعا” ومزارعها المنطقة المتنازع عليها، وهو المكان الذي وقعت فيه عملية التفجير أمس ضد الجنود الاسرائيليين واعلن حزب الله ببيان صريح انه قام بها.

يبدو ان حزب الله فطن الى ان المعارضة السورية بما تحويه من تنظيمات وطنية واسلامية وارهابية، قررت ان افضل وسيلة للحد من تدخله في سوريا الى جانب النظام هي مهاجمته في معاقله في لبنان، اذ سوف يضطر الى سحب قواته التي تقاتل مع قوات النظام السوري من أجل الدفاع عن الاراضي اللبنانية التي يتمركز بها، فينشغل بذلك عن مساندة الجيش السوري، مما سيضطر الأخير الى مقاتلة قوات المعارضة لوحده دون مساندة من وحدات النخبة في الحزب التي ترافقه عادة في عمليات الاقتحام أو الدفاع الشرس عن مواقع حيوية استراتيجية في ساحة المعارك.

ومن هنا تفسير ما قاله المصدر في حزب الله من ان عملية التفجير في مزارع شبعا أمس جاءت ردّا على هذا الترابط، أي التفاهم الضمني بين قوات المعارضة في سوريا واسرائيل، فالحزب يعتبر ان اسرائيل التي اسقطت طائرة حربية سوريه قبل اسبوعين كانت تقوم بقصف قوات المعارضة لمنعها من استمرار تقدمها وسيطرتها على الحدود السورية الاسرائيلية مع الجولان المحتل، انما كانت راضية ضمنا وموافقه على سيطرة النصرة وحلفائها على تلك الحدود، وتساندهم في مسعاهم بطرد الجيش السوري من تلك المنطقة طمعا بقيام تلك الجبهة العسكرية العريضة التي ستنطلق من الجولان والقنيطرة لتقف مقابل حزب الله في جنوب لبنان، وقد تتفرج الدولة العبرية طويلا على حرب بين الطرفين ستؤمن لها الاستقرار النهائي لأمنها دون حاجة لتقديم تنازلات دولية لسلام مزعوم لا يرجى ولن يكون.

السابق
«جبهة النصرة» على تخوم جبل الشيخ تحت مرمى الجيش
التالي
عار العالم في حقيبة طفل سوري