متمم غذائي مسبب للنوبة القلبية والسرطان في الأسواق

متممات غذائية
تبيع الصيدليات اللبنانية مليّنات ومنحفات ممنوعة في عدة بلدان. فقد أظهرت التحاليل التي اجرتها المختبرات الاوروبية والاميركية ان بعض ما تعرضه الصيدليات على أنه منتج خالي من المواد الكيميائية، يحتوي على مواد قد تسبب السرطان. لكن كل هذه الادوية تباع في لبنان «على عينك يا تاجر».

في أمكنة بارزة في الصيدليات، تعرض علب “Royal Slim” لخفض الوزن، وهو متمم غذائي، موجود في الأسواق اللبنانية منذ عدة سنوات وكيلته شركة استيراد أدوية ومتممات غذائية، مقرها مدينة النبطية – الجنوب.
وجود هذا المتمم الغذائي في الصيدليات يعني دخوله إلى الأسواق بعد حصول وكيله على موافقة وزارة الصحة، إما بصورة دائمة أو بموافقة وزير الصحة بإدخاله لمرة واحدة حتى صدور الموافقة النهائية، ويعني ذلك إرفاق معاملة إدخاله بتقارير مخبرية تتضمن مكونات المتمم إن كان لا تأثيرات سلبية جانبية. ولأن المختبر المركزي مقفل، فيكتفي بالتحاليل المخبرية الآتية من بلاد منشأ المتمم الغذائي.
إلا أن إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأميركية (FDA) نشرت في 20 آذار 2009 لائحة تحوي 72 منتجاً ملوثاً ومعظمها يستخدم لفقدان الوزن الزائد. وتحيل منتوج Royal Slims Formula الموقع الرابع والأربعين من اللائحة المشار إليها. وهو يحوي: Sibutramine وPhenol phthalien والمادة الأولى سيبوترامين هي قاطع للشهية، ويجب إستخدامها وفق وصفة طبية فحسب، لأنه يقطع الشهية عن طريق التلاعب في مستويات الناقلات العصبية، وهو عنصر الأكثر شيوعاً في كثير من المنتوجات، لكن الاستخدام غير الطبي وغير الملائم للسيبوترامين يسبب في ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام دقات القلب (يسرّع الدقات) ويؤدي إلى خفقان في نبضات القلب، ويمكن أن يسبب بنوبة قلبية وسكتة دماغية.
إن المادة الثانية فينولفتلين، تستعمل في عدد من المليّنات التي تأخذ بدون وصفة طبية، لكن منع استخدامها بسبب المخاوف بأنها تؤدي للإصابة بالسرطان، وتشير الدراسات التي أجرتها FDA إلى أن استخدام هذه المادة يمكن أن تلحق الضرر أو تسبب في الطفرات في الحمض النووي.
على الرغم من هذه المعلومات الواردة في تقرير FDA، فإن هذا المنتوج ما زال متربعاً في واجهات الصيدليات اللبنانية.

ومتمم آخر يضر بالصحة
ومن المتممات الغذائية التي تباع في الصيدليات أيضاً وتعرض بشكل بارز على الواجهات حبوب ماجستيك اليجانس لإنقاص الوزن، والتي حذرت وزارات الصحة في عدد من البلدان المجاورة من استخدامها لاحتوائها على مواد ضارة وخصوصاً للمصابون بمرض الشريان التاجي وخفض الدم وبعض من تعرضوا لانسداد في شرايين الأطراف.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تم فحص عينات من هذا المتمم في مختبرات الرقابة الدوائية في وزارة الصحة وتأكد وجود مادتي سيبوترامين وفينولفيتالين اللذين يسببا أضراراً بالغة على الصحة.
وقد أصدرت منظمة الأدوية الأوروبية تقريراً عام 2010 يفيد أن مخاطر هذا الدواء أكثر من منفعته، وأدى ذلك إلى إلغاء تسجيله ودخوله إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في حين أنه ما زال يدخل ويسوّق في السوق اللبنانية بموافقة من وزارة الصحة العامة.
وفي 9 تشرين الثاني 2012 أصدر قسم الصحة في الحكومة الاسترالية تعميماً للسلامة يقول فيه أن هذه المنتجات تسبب أضراراً جسيمة للصحة ويجب عدم استخدامه. ويضيف التعميم: إن إدارة السلع العلاجية TGA قد اختبرت المتمم ووجدت أنه يحوي على مادة سيبوترامين، على الرغم من عدم الإعلان عن ذلك، والاكتفاء بالقول أنه مصنوع من مكونات عشبية ولا يحوي أدوية كيميائية. وقد تم سحبه من الأسواق عام 2011، كما أنه يحوي مادة الغينول (غير معلن عنها) وكانت تستخدم سابقاً كمليّن وتؤخذ عن طريق الفحم، لكنه لم يعد متوفراً في الأسواق الاسترالية بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة الخطيرة المرتبطة باستخدامه على المدى الطويل، لذلك أعلنت الحكومة الاسترالية أن توريد هذا المنتج غير قانوني.
وقد أشار التعميم إلى أن السلطات ستصادر وتمنع دخول هذا المنتج إلى الأسواق الاسترالية وطلبت من المواطنين التوقف عن استخدامه وتلف الموجود لديهم.
وعلى الرغم من كل هذه المعلومات المتوفرة على الشبكة العنكبوتية فإن هذا المنتج ما زال يباع وبطريقة قانونية في الصيدليات الرسمية وبموافقة وزارة الصحة العامة.

السابق
أبو فاعور: للقبول بالمقايضة تجنباً لمخاطر إضافية
التالي
مسعى غربي لارساء صيغة حل لسوريا تنسحب علـى لبنان