فنيش: التكفيريون أصيبوا بضربات قاسية ولن يحققوا غاياتهم

في خضم انشغال الجيش اللبناني في تعزيز مواقعه في جرود عرسال وعزل البلدة عن الجرود وفي ملاحقة المجموعات الارهابية وإحباط مخطط الخلايا النائمة، فشل هجوم “جبهة النصرة” على جرود بريتال بعد تصدّي مواقع “حزب الله” المتمركزة هناك له. فأين المحطة التالية لهجوم التكفيريين؟

وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لفت في حديثٍ لـ”المركزية” الى “ان المجموعات المسلّحة التي فقدت نقاط ارتكاز داخل المدن والقرى وباتت في العراء والجرود خصوصا بعد الاعتداء على عرسال وتصدّي الجيش لها، بدأت تبحث قبل موسم الشتاء عن أمكنة دافئة أو عن ممرّ لعبور الامدادات من أسلحة وأدوية وغذاء وغيرها كما في السابق، وتسعى الى تحقيق أهدافها لكن كلّ مرة كانت ولا تزال تصاب بخسائر جسيمة وتفشل في تحقيق غايتها”، مشيرا الى “ان مشروع هذه الجماعات أصيب بضربات قاسية وهي تحاول ان تتمدد وتتوسع لتجد المكان الملائم لتحقيق أهداف مشروعها”.

وأكد “ان تصدّي الجيش والمقاومة لهذه الجماعات يدفع خطرها وضررها عن كلّ لبنان، لذلك من المستغرب ان البعض لايزال يعيش في أوهام ورهانات هذه الجماعات لتحقيق تغيير ما في المعادلات القائمة. كما ان البعض لا يزال يتصرف ضمن حساباته الضيقة وأحقاده، والكلام الذي لا يعزّز قدرة الردع للبنان ومواطنيه يخدم في شكل أو آخر المشروع التكفيري”، مشدّدا على “اننا بأمس الحاجة الى ان نقرأ جيدا وان نحصن وطننا ونحتفظ بكلّ ما لدينا من أوراق قوة لمنع هذه الجماعات من تحويل لبنان الى ساحة كما يحدث في العديد من الدول الاقليمية”.

وردا على سؤال، أوضح فنيش “اننا نقوم بدورنا الدفاعي عبر التصدي لهؤلاء التكفيريين، ونعتقد ان بعد الضربات التي وجّهت إليها لن تستطيع ان تحقق ما تريده من نفاذ الى قرانا وبلداتنا والاعتداء على أهلنا وتحقيق غايات اعلامية أو مكاسب استعراضية، كما لن تتمكن من النفاذ مما أصابها من طوق محكّم نتيجة اعتداءاتها وتصدّي الجيش والمقاومة لها”، معتبرا “ان علينا الخروج من دائرة الخوف والرعب التي يريد التكفيريون ان يضعونا داخلها، ومهما كانت المخاطر والتوقعات لا ينبغي ان نتهاون أبدا في التصدي الى هذه الجماعات وإذا كانت هناك من احتمالات أو توقعات أو ثغرات ينبغي ان نبحث في قدرة لبنان على التصدي لهذه الجماعات انطلاقا من تعزيز وتدعيم وتحصين الوحدة الداخلية ودعم الجيش والقوى الأمنية في تأدية مهامها، وبالتالي، عدم الوقوع في فخ التحريض وإشعال النزاعات التي تغذي هذه الجماعات وتستفيد منها”.

وعن تضارب المعلومات في شأن مطالب الخاطفين واستمرار حالة قطع الطرق من قبل أهالي العسكريين المخطوفين، أشار الى “ان الحكومة ورئيسها وخلية الأزمة والوزراء المعنيين يقومون بواجبهم، ولا نريد الدخول في هذا الملف لاضعاف الموقف اللبناني ولا في التقصير في متابعة مسألة تحرير العسكريين دون الرضوخ الى ابتزاز هذه الجماعات، هذا الامر ينبغي ان يُترك للمعنيين وينبغي ان نوفر شروط الدعم للمسؤولين اللبنانيين المعنيين في هذا الموضوع”.

وعن انتهاء الوساطة القطرية للافراج عن العسكريين، قال فنيش “لا نريد الدخول في هذه التفاصيل، ولا أملك المعطيات التي تسمح لي بالحديث عن هذه المسألة في الاعلام”.

واعتبر “ان الكلام الذي نُسب الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي هو توصيف للواقع واي شخص يصل الى هذه النتيجة إلا إذا أراد البعض ان يغمض عينيه على طريقة دفن رأس النعامة في الرمال أو انها لا تستطيع ان تدرك الواقع وما يجري حولها. لا يجب ان يكون التكفيريون موضع خلاف أو مسألة تأويل أو استنتاج أو تحليل، هناك وقائع ومعطيات واعتداءات قامت بها هذه الجماعات تؤكد ان لبنان بات مستهدفا، ودور هذه الجماعات التكفيرية قائم على إثارة الرعب وارتكاب المجازر وقتل من يُخالفها في المعتقد أو الرأي السياسي ولا فرق في ذلك بين طائفة وأخرى ومذهب وآخر ومنطقة وأخرى، وبالتالي، هذا الكلام هو توصيف لواقع يدركه كلّ حريص على مصلحة البلد ويملك الحدّ الادنى من معطيات الواقع”.

السابق
مسعى غربي لارساء صيغة حل لسوريا تنسحب علـى لبنان
التالي
من فتاة كانت تتمنى ان تدعوك: يا جدي !