الحريري يلتقي هولاند في الإليزيه اليوم «الرئيس التوافقي» والجيش محور المحادثات

سعد الحريري

يجتمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه ظهر اليوم، مع الرئيس سعد الحريري كما اعلن القصر الجمهوري الفرنسي.

وستشكل ثلاثة ملفات محور المحادثات بينهما:
أولا: الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وسيكرر الرئيس الفرنسي أمام ضيفه دعوته الأطراف اللبنانيين الى ملء الشغور الرئاسي في أسرع وقت، وانتخاب رئيس جديد توافقي يستقطب حوله الأفرقاء السياسيين. وتعتبر باريس ان ثمة حلين للتوصل الى هذه الانتخابات. الأول توافق داخلي للاتفاق على احد الزعماء الموارنة، وفي حال تعسر وصول مرشح منهم إلى سدة الرئاسة، إقناع بقية الاطراف بالقيام بمبادرة يتم من خلالها الاتفاق على شخصية توافقية تحصل على دعم جميع الاطراف وتقر بإعلان بعبدا والحياد من سياسة المحاور، وهو الحل الثاني. فالعملية الانتخابية في نهاية الأمر عملية حسابية، وفوز اي مرشح يحتاج الى اكثرية الثلثين في مجلس النواب. الحل لن يكون بالضغط الخارجي على لبنان بل بالتعويل على توافق الافرقاء الداخليين لإخماد الحريق الذي يلتهم الجسم اللبناني.
وتحذر مصادر ديبلوماسية من مغبة الاستمرار في مقاطعة الانتخابات الرئاسية ومنع حصولها لأن ذلك سيؤدي في النهاية الى خسارة المؤسسات الدستورية، والبلد يمر بظروف دقيقة من جراء الاحداث التي تشهدها المنطقة في العراق وسوريا، وهي ستتفاقم مع الزمن. فبعدما كان لبنان في منأى عن العاصفة التي تهز المنطقة، اصبح في عينها بعد الاحداث التي تشهدها بعض المناطق اللبنانية والمخاوف من العدوى التي يمكن ان تطاول مناطق أخرى من شماله إلى جنوبه.
ثانياً: ملف الهبة السعودية بثلاثة مليارات دولار للجيش والتي بموجبها تقوم باريس بتسليم عتاد وسلاح الى الجيش وفق حاجاته. ولا تزال باريس تقوم بجميع المساعي من اجل إتمام هذه الصفقة الثلاثية ورفع جميع العوائق من أمامها، ليتمكن الجيش من حيازة المعدات التي ستمكّنه من محاربة الارهاب الذي بلغ الساحة الداخلية.
ثالثاً: الصراع في سوريا وقد أصبحت هذه الأزمة السورية طاغية على الساحة اللبنانية الداخلية من خلال جميع تشعباتها الانسانية والعسكرية والسياسية.
وسيقوم الطرفان بإجراء جولة أفق عامة وتقويم للاوضاع السياسية في المنطقة. والدور الفرنسي في هذا السياق يعول كثيراً على توافق اللبنانيين في ما بينهم لدرء الأخطار التي انعكست على لبنان من جراء الصراع القائم في سوريا والعراق، لأن باريس تعتبر أن الحل لن يكون إلا داخلياً.

السابق
أزمة الإسلام والتسرطن الجهادي
التالي
محطة انتظار الباصات في اليابان!!