هل الصراع بين أوباما والجيش مبالغ فيه؟

هل الرئيس أوباما في حالة حرب مع الجيش بشأن كيفية المضي قدما في العراق وسوريا؟ إذا قمت بقراءة سريعة لتقارير صحافية حديثة، ربما تفكر بأن ذلك صحيح. «يتسع الشقاق بين أوباما والجيش الأميركي» وفقا لعنوان في هذه الورقة ذاتها. ويقول موقع «Vox» إن خطاب أوباما الذي أكد فيه عزمه على عدم خوض حرب برية أخرى في العراق، كان صفعة في وجه رئيس هيئة الأركان المشتركة.
ولكن ربما علينا أن نسأل ما إذا كان هذا الانقسام مبالغا فيه أم لا.
أنا لا أتحدث عن أن الجميع متفقون على الاستراتيجية التي وضعت لمكافحة (داعش). هناك بلا شك البعض في الجيش ممن يرغبون في إعادة غزو العراق، وبعضهم يعتقدون أن الاستراتيجية التي وضعها الرئيس لن تكون كافية لتحقيق أهدافه.
ظل موقف أوباما دائما أنها لن تكون حربا برية أميركية. ولكن رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي أخبر الكونغرس أنه إذا رأى أن هناك ضرورة لنشر قوات برية، فإنه سينصح الرئيس بذلك.
في الواقع يعد عدم ذكر ذلك صراحة شيئا جيدا جدا. إن الحرب معقدة ومتغيرة باستمرار، وبالطبع نريد دائما أن يقوم القادة العسكريون بإطلاع القيادة المدنية على ما يرون أنه يجب القيام به.
ومع ذلك، جذبت شهادة ديمبسي قدرا كبيرا من الاهتمام، واعتبرت أنها بمثابة صراع بين الجيش والرئيس، بالنظر إلى الحوار الذي أجراه جورج ستيفانوبولوس مع روبرت غيتس، الذي كان وزيرا للدفاع خلال ولايتي جورج بوش وباراك أوباما. بدأ ستيفانوبولوس حديثه بقوله: «لقد كنت غليظا جدا بشأن مسألة القوات البرية، وقلت إن الاستراتيجية لا يمكن أن تنجح دون قوات على الأرض، وهو الشيء الذي استبعده الرئيس. لذلك هل تعتقد أن استراتيجية الرئيس مصيرها الفشل أم أنه لم يكن صريحا مع الشعب الأميركي؟».
رد غيتس إنه عندما يشير إلى قوات برية فإنه يتحدث عن شيء مختلف تماما عن الغزو.
وهذا لا يختلف كثيرا عما اقترحه أوباما نفسه بالفعل، وعبر غيتس طوال معظم الحوار عن اتفاقه مع الرئيس. ولكن ظل موضوع الحوار هو «تصدع العلاقة بين أوباما والجيش».
سيكون علينا أن ندرك تماما في الأشهر المقبلة، مسألة ما هي بالضبط «القوات البرية» لأن هناك بالتأكيد خطرا يزحف نحو المهمة. يمكننا أن نبدأ بمستشارين ومدربين فحسب، ثم إضافة مراقبين جويين للاستطلاع، ثم يجري بعد ذلك إضافة القوات الخاصة. قد يتوقف الأمر عند هذا الحد. ربما تنمو خلافات كبيرة بين الجيش والرئيس. وكان أوباما نفسه يشدد على عدم استخدام «قوات قتالية»، ولكن هل ينبغي علينا حقا أن نندهش إذا قام بعد بضعة أشهر من الآن بالموافقة على نشر قوات خاصة بشكل محدود للقيام بمهام محددة؟
عندما وضعنا رقابة مدنية على الجيش لم يكن الغرض هو جعل الجنرالات سعداء. فبعضهم سيتذمر في بعض الأحيان، وهذا ليس سيئا. ولكن لا ينبغي لنا أن ننمي خلافات أكثر مما ينبغي.

السابق
الأيدي الخليجية المكتوفة في اليمن
التالي
استفتاء سكوتلندا لم يحسم شيئا