مفتي العراق الصميدعي:آلاف السُنة تطوعوا لقتال «داعش»

رفض الوقوف متفرجاً أمام الاجرام الذي يرتكب بحق العراقيين في شكل عام ولا سيما والسُنة، دق ناقوس الخطر وأصدر فتوى للدفاع عن العراق والتطوع في صفوف الجيش الوطني لقتال “داعش” من دون التفكير بما قد يشكل ذلك من تهديد لحياته. ولاقت دعوة المفتي العام لأهل السنة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي صدى ايجابياً عموماً وظهرت تباشيرها بارتفاع عدد المتطوعين في الجيش. ويأتي تشجيعه التطوع في صفوف الجيش “ايماناً بان العراق قادر على الدفاع عن نفسه من دون تدخل اي قوة اجنبية في وجه الارهاب الذي خلقه التعذيب المتبع بحق المسلمين في السجون الاجنبية امام صمت من اسماهم الحكام العلمانيين العرب”، وفق تعبيره.الصميدعي

الصميدعي شرح لـ”النهار” الاسباب التي دفعته لاصدار فتوى القتال ضد “داعش” والتطوع في صفوف الجيش.
وقال “إن التعايش مع حياة المسلمين من واجبات الامام وهي سُنة شرعية ورثّها نبيُ الله عليه الصلاة والسلام، وحين رأينا نحن دار الافتاء العام في العراق عبث “داعش” وخروجها عن المألوف الشرعي والاجتماعي وتوغلها في قتل المسلمين واستباحة ذممهم في العراق ولاسيّما أهل السنة منهم ولوجود عناصر حزبية برلمانية، لا تقل شراً عن تصرفات داعش قررنا اصدار فتوى تلزم السُنة الدفاع عن انفسهم ووحدة وطنهم “.
واضاف: “كانت الفتوى خير رادع وخير دليل على ولاء أهل السنة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين. وفوجئنا بتطوع عموم ابناء عشائر الجنابيي والداينية والكراغول و الصميدع والقيسية، فضلاً عن عشائر اخرى. ويعدّ المتطوعون بالآلاف وما زال الرجال يتوافدون، وهذا مع وجود تعتيم اعلامي مريب وخصوصاً اليوم ان القنوات التلفزيونية السنية غالبيتها اذا لم نقل جميعها تابعة للأحزاب التي خربت البلاد وزرعت خيوط الفتنة “.

النقطة السوداء

ورفض مفتي العراق مقولة “التطرف العربي” وشدد على ان هناك فكراً متطرفاً. وأوضح ان “التطرف الفكري وليس العربي، فالعرب يعرفون بحسن التدبير والكرم، أما التطرف الفكري فسببه الحكام أولا وآخيرا”.
واعتبر ان “الحكام العلمانيين الذين ارتبطوا بالغرب حين كانوا يتفننون في تعذيب المسلمين في السجون والمعتقلات بشتى أنواع العذاب، هؤلاء كانوا من الديموقراطيين، واليوم حين فرّخوا أجيالاً حاقدة يملأ عقلها الانتقام والثأر قامت قائمتهم وأعوانهم. وربما أن يكون هذا الذي يسمى “داعش” صنيعة ابتدعوها لقتل هوية المسلمين وتشوية روح الانسانية والاعتدال المجتمع. واذا ما أردنا أن نجد حلولاً كمسلمين، فعلى العلماء أن يشخصوا النقطة السوداء في تاريخ العلمانيين والداعشيين فهم سواء في الجريمة، عملتان لبلد واحد وهو بلد الظلم والظلام، وعلى المسلمين اتباع العلماء الذين يكونون الغداء والحل في أيام الفتن”.
وفي رده على سؤال بشأن اتهام السنة في الانبار بأنهم حاضنة لـ”داعش”؟ أجاب: “الانبار وغيرها من المناطق ذاقت المر والألم منهم، والنكاية التي أوقعوها في أهل السنة ليس لها مثيل ولا أخفي القول انه لا يوجد مسلم سني في الانبار على وجه التحديد الا وعنده مصيبة من أفعال داعش”. وانتقد افعال “داعش” قائلاً: “هم رفعوا شعاراً مخالفاً للحق وللواقع فأتو بآية في كتاب الله تخص الكفار المحاربين وأنزلوها على أهل السنة”.

قوة “حماية أهل السنة”
ولا يتردد الصميدعي باعلان التزامه الكامل بالدفاع عن العراق بأي ثمن، قائلاً: “عاهدت الله على نصرة الحق أولا ونصرة العراق ثانيا وأبقى الابن والاخ والوالد الوفي للمسلمين ولأهل السنة. وسأقف ومن معي من المخلصين للدفاع عن أهل السنة وشكلت قوة أسميتها قوة “حماية أهل السنة” وحصلنا على تأييد بعض الأخوة من شركائنا في العراق …”
واعتبر ان “الدور المطلوب من أهل السنة قضية واحدة حاسمة، وهي تفكك كل غزل حاكه الاعداء ودعاة الفتنة للعراق ولأهل السنة والالتزام بالمرجعية واعطاء المرجع حقه في السمع والطاعة والاخذ بيده للخلاص من سطوة الاحزاب وهيمنة النفعيين وازلام الاحتلال الاجنبي”.
اما الدور الايراني في العراق فيعتبره ضرورة في وجه التدخل الاميركي. وقال ” المعركة الموجودة في العراق كبيرة والاطراف المتنازعة فيها تقف على مفارق طرق ، لذلك الخلاف بين أميركا وايران ليس بسيطا ولا سهلا، ويتوجب على الاطراف على الاقل ضمانة الحماية لنفسها من سطوة الاميركيين ، فالوجود الايراني قد يكون مسهلا احيانا لحل الخلافات والنزاعات التي تحصل بين السياسيين، ويمكن أن يكون معرقلا بسبب التشويه الذي يلقى على عاتق الايرانيين من المختلفين والمتخاصمين معهم”.
لا للضربات
ولم يرحب مفتي العراق بضربات التحالف الدولي حتى لو أعلن انها موجهة ضد “داعش”. وقال “أنا ودار الافتاء لا أؤيد أي وجود وعمل عسكري لأي جهة من خارج العراق، ونعتب على الشعب العراقي صاحب التجربة المريرة كيف يرضى أن يمرغ أنفه مرة أخرى بمسرحية جديدة عنوانها “داعش” بدلاً من مسرحية 2003 “صدام وأسلحة الدمار الشامل” حفظ الله العراق وجميع بلدان المسلمين والحمد لله أولا وآخرا”.
وتعليقا على خطوة حكومة حيدر العبادي في تشكيل الحرس الوطني لاستقطاب اهل السنة في الحرب على “داعش”، اجاب:” أنا شخصيا لا أعلم أن السيد العبادي دعا الى تشكيل الحرس الوطني، بل الذي أظهره الاعلام أن اميركا دعت لتشكيل هذا الحرس ونحن لا نعرف شيئاً عن السيد العبادي ونتمنى أن نسمع منه وعنه كل خير فالعراق اليوم في بحاجة الى رجل حاذق عاقل يتصف بحديث النبي صلى الله عليه وسلم “ليس الشديد بالصرعة، انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب”.

السابق
تركيا وايران وخلع القفّازات
التالي
«مريم» لمواجهة ثقافة تسليع المرأة