السفارة الإيرانية توضح لـ«جنوبية» مغزى هبتها للجيش

لبنان هذا البلد الصغير بات كامرأة جميلة كلّ يريدها له. وبات لكل دولة مندوبها السامي الذي يدافع عن سياستها. تعدنا السعودية بهبة فتطل ايران حاملة هبتها. تقدم قطر مساعداتها فتطل السعودية حاملة اموالها وهكذا دواليك. لكن على الاغلب لن يطال لبنان من وعود الهبات الا خطف جنوده وعسكرييه.

رغم أنها ليست المرة الاولى التي تعرض فيها إيران تسليح الجيش اللبناني، الا ان الاعلان عنها من خلال زيارة قام بها الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الادميرال علي شمخاني شخصيا الى بيروت، جاءت لتدل على تبطينها هدفا سياسيا عبارة عن دعم لحلف يواجه بعض الاخفاقات التي تناولتها وسائل الاعلام المحلية والعربية على الاقل.

وقال مصدر مسؤول في السفارة الايرانية ببيروت في حديث لـ”جنوبية” إن “ايران عرضت اكثر من مرة مساعدة الجيش، وأحبت في ظل ما يجري في المنطقة ان تقدم دعمها لتؤكد وقوف ايران بجانب لبنان في هذه المواجهة”. وأضاف أن “الهدف من زيارة شمخاني سياسي. وهو تقديم دعم حقيقي وجدّي. علما ان ايران اكثر من مرة اعلنت استعدادها دعم الجيش، ولكن الامر متوقف على الحكومة اللبنانية”.

في المقابل، يرى العميد المتقاعد هشام جابر في حديث لـ”جنوبية” أن “لا سبب اطلاقا لعدم قبول الهبة الايرانية لاننا قبلنا سابقا الهبتين السعوديتين والهبة الروسية، ولكن كما هو واضح ان ثمة فريق لبناني يخشى قبول الهبة».

هشام جابر

علما، كما قال جابر، «اننا في لبنان لسنا ضمن اي حلف او تحالف دولي، ولنا الحق كبلد ان نتعاقد مع اي جهة كانت”. وتابع جابر: “قانونيا فيما بخص موضوع محاصرة ايران دوليا لا علاقة لنا بذلك، لاننا كدولة لنا علاقات تجارية وسياسية مع طهران، ولم يعترض عليها احد”.

وتساءل: “كيف نرفض هذه الهبة ونحن بأمسّ الحاجة اليها؟». أما عن سرّ تقديم الهبة في هذا التوقيت السياسي الدقيق، وعن هدف ايران من ذلك؟ أجاب: “الهدف صاروخ سياسي(pomp) من قبل شمخاني، وطبعا في ظل وجود داعش، ومن اجل مواجهة الارهاب الآتي الينا هربا من شتاء سوري قارس، ومن قصف الطيران السوري للارهابيين. كانت هذه اللفتة من اجل مساندة لبنان بوجه الارهاب”. ويؤكد العميد المتقاعد ان: “كل ما تقدمه ايران للجيش هو عيّنة وليس مساعدة بحجم كبير، حيث يمكننا فيما بعد طلب ما نريده من ايران بأسعار تشجيعية. ويبقى الاشكال القانوني وهو موافقة مجلس الوزراء لان هبة صندوق تفاح في لبنان مثلا تحتاج الى موافقة مجلس الوزراء مجتمعا فما بالنا بهبة اسلحة”.

وعن امكانية رفض وزراء “14اذار” هذه الهبة؟. قال جابر: “سابقا وزراء 8 اذار وافقوا على الهبتين السعوديتين- والتي ذهبت هبة الـ3 مليار ادراج الرياح- والهبة الروسية، فلماذا سيمتنع وزراء 14 اذار عن قبول الهبة الايرانية؟؟”. وشدد العميد جابر على ان :”وزراء 14 اذار وقفوا بوجه تنسيق الجيش اللبناني مع الجيش السوري لمواجهة الارهابيين، وفي حال رفضهم الهبة الايرانية، نسألهم كيف يريدون ان يواجه الجيش الارهابيين؟”.

السابق
زياد الرحباني: حزب الله بيعرف مين قتل الشيوعيين
التالي
أردوغان: تركيا تريد محاربة «الدولة الإسلامية» ورحيل الأسد