يا حاج محمد رعد: في خارجيّتنا… نذل

ضرب الوزير جبران باسيل صورة لبنان الحضارة عرض الحائط وراح ينادي "وينا كارولين، وينا كارولين"، فيما بدا أشبه برغبة بالتسويق للمرأة وإعادة صورة لبنان الملاهي الليلية إلى ذهن الإخوة في الخليج.

مع كامل الاحترام للسيدة “كارولاين زيادة” رئيسة بعثة لبنان الدائمة في الأمم المتحدة، فقد وضعها رئيس الدبلوماسية اللبنانية وخلفها كل الشعب اللبناني في أحقر موقف يمكن أن تكون فيه امرأة محترمة.
فلا يمكن تفسير فعل الفضيحة الذي قام به وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل لحظة لقائه مع وزير الخارجية الاماراتي ومناداته المتكررة للسيدة كارولاين “وينا كارولاين”، مرافقاً النداء بحركات يده “الزقاقية” من اجل الإيحاء وتغليب الجانب الانثوي وخلق مناخ هو اقرب الى مناخ المواخير منه الى مناخ لقاء سياسي يعقد بين دولتين، ولا يمكن تفسير هذه الفعلة الشنيعة إلّا بالنذالة.

ولا اعتقد ان بعد هذا السقوط الأخلاقي، وهذه الصورة التي اختصرها الوزير بحقارته ان يكون الحديث عن العلاقات الأخوية بين البلدين، فبمثل هذه الأجواء تغيب حتما صورة معاناة أهالي الأسرى المعتقلين ولا وجود لمشكلة اللاجئين السوريين، ولا إمكانية للكلام عن المساعدات الاماراتية للجيش اللبناني والوقوف معه في حربه الدائرة على حدودنا الشرقية.
جلّ ما يمكنني تصوّره هو أنّ الوزير الإمارتي (معذورا) راح بخيالهإالى الحديث عن لبنان بصفته مجموعة من العلب الحمراء، وكونه مرتعاً للعربدة والفجور وأنّ اقصى ما يحتاجه هذا البلد هو كمية من الواقيات الذكورية ليس الا.
فأين هي صورة لبنان الحضارة والشعب العنيد، لبنان الحرف والمقاومة، لبنان الديمقراطية وتداول السلطة، لبنان ميشال شيحا والحريات، لبنان سعيد عقل وهاني فحص وعبدالله العلايلي، لبنان عباس الموسوي وراغب حرب؟ هذه الصورة التي كان قد بشرنا بها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحج محمد رعد منذ اشهر بأنّها الصورة التي يجب ان تدمغ لبنان الجديد في اذهان الجميع، وأنّ صورة لبنان البغاء والملاهي قد انتهت الى غير رجعة، محاها جبران باسيل بنداء!
وللأسف نرى هذه الصورة – أي الملاهي والبغاء – تتركز في اذهان إخواننا العرب على ايدي الوزير الممانع، الذي جاء وزيراً مجدداً بعد فراغ حكومي دام اشهر عديدة شُل البلد من اجله فقط لغايات سياسية رخيصة، ضاربا سمعة لبنان ونساء لبنان بعرض الحائط.
فهل سيعرف هذا الفريق أيّ بلاء فرضه على اللبنانيين وعلى “اشرف الناس” عندما اجبرهم بقوة السلاح “الطاهر” على القبول بواقع ان يكون في خارجيتنا… نذل؟

السابق
أبو سليم: هل أبقى من دون طعام لأنني كبير؟
التالي
بو صعب رد على المشنوق: لا أحد يفرض إقامة مخيمات من دون موافقة الجميع