سلسلة الرتب والرواتب ستزيد من جنون الأسعار

اقترب موعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب الذي انتظره عدد كبير من اللبنانيين، فهل سيؤدي إقرار السلسلة الى المزيد من ارتفاع الأسعار؟ وهل سيؤثر ارتفاع رواتب القطاع العام سلبا على الإقتصاد اللبناني؟

أيام معدودة تفصلنا عن موعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب ، بحسب تصريحات النواب الذين أكدوا أن الإتفاق على أرقام السلسلة وصل الى مراحله الأخيرة، وأن السلسلة ستكون في البند الأول على جدول أعمال الجلسة التشريعية قبل عيد الأضحى المقبل.
بالطبع إقرار السلسلة هو بمثابة فرحة وأمل لعدد كبير من الموظفين وخصوصا للأساتذة والمعلمين الذين اعتصموا بشكل سلمي طوال ثلاث سنوات. لكن رغم فوائد السلسلة وإيجابياتها، بزيادة رواتب الموظفين إلا أن التخوف والتحذيرات التي رافقت إقرار السلسلة هي من زيادة الأسعار في مختلف قطاعات الخدمات اللبنانية.
وبالفعل، منذ ثلاث سنوات – أي منذ بدأ الكلام عن إقرار السلسلة حتى اليوم – ارتفعت اسعار المواد الغذائية بشكل ملحوظ من الخضار والفاكهة، وأغلب المواد الإستهلاكية، وهذا ما يجعل المستهلك اللّبناني في حالة دائمة من الشكوى.
جنون الأسعار هذا لا يتماشى بأي شكل من الأشكال مع مستوى دخل الموظفين اللّبنانيين، من الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى حتّى، الّتي تميل إلى الفقر. حسابات بسيطة تفيد بأنّه في “أوّل الشهر” نظرة سريعة إلى المعاش تكفي لتصيب اللّبناني بالأرق وليلقي الورقة والقلم من يده ويقول: “ما بدي أحسب”.
بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وقد كان لافتا هذا العام زيادة الأقساط في المدارس الخاصة في بداية كل عام دراسي ترتفع ,وإلى زيادة أسعار الكتب والقرطاسية شهدنا أيضا زيادة أقساط في الجامعات الخاصة والجامعة اللبنانية.
كل هذه الزيادات أتت قبل إقرار السلسلة، فما الذي ينتظر اللبنانيين بعد إقرارها؟
الخبير الإقتصادي مازن حنَا يشرح لـ«جنوبية» تداعيات السلسلة: «لا يمكن تحديد آثار سلسلة الرتب والرواتب إلا بعد إقرارها، ومعرفة كيفية إقرارها، أي إذا كانت ستجزّأ أو ستعطى دفعة واحدة. إذا ُجِّزأت السلسلة، بالطبع سيكون تأثيرها على الأسعار أقل وهناك كلام عن إلغاء المفعول الرجعي وهذا سيخفف من التأثير السلبي على الإقتصاد”.
وأضاف حنَا: «قبل الحديث عن تأثير السلسلة السلبي على الإقتصاد والأسعار، علينا معرفة نوع الضرائب التي ستفرض وعلى أي أنواع ستفرض، إذا من المبكر الكلام عن تأثير السلبي على الإقتصاد والأسعار».
وبغض النظر عمّا إذا كان جنون الأسعار له تفسير اقتصادي منطقي أو تفسير من الحكومة، فما لا شك به هو أنّ التجار بدأوا باستغلال السلسلة قبل إقرارها، وما سيلي لن يكون أرحم.

السابق
جريحة بطلقات نارية في بلدة حناويه
التالي
فاضل: لدينا اكثر من 300 ألف مواطن يعيشون تحت خط الفقر