النهار : سباق التفاوض والابتزاز في ملف العسكريين

تضاربت المعطيات أمس عن حقيقة ما تردد عن انطلاق مفاوضات في شأن العسكريين المحتجزين رهائن وقت مضت التنظيمات المسلحة الخاطفة ولا سيما منها “جبهة النصرة ” في ترهيب اهالي العسكريين والجهات اللبنانية المعنية من خلال لعبة ابتزاز لم تغب عنها خلفيات سياسية ومذهبية برزت في التسجيلات التي وزعت للعسكريين في اتصالات مع عائلاتهم . كما عادت “النصرة ” وأعلنت ليلاً عبر “تويتر” ان “لا تفاوض في قضية الجنود اللبنانيين المحتجزين لدينا حتى يتم اصلاح أمور عرسال في شكل كامل ونتمنى الا نضطر الى التصعيد فاعقلوا”.
وقالت مصادر وثيقة الصلة بملف العسكريين لـ”النهار” ان المفاوضات ليست محصورة بشخص واحد من الجانب اللبناني وكل المعنيين بها يبذلون كل الجهود المتاحة لانقاذ العسكريين المخطوفين. لكنها أوضحت ان الملف معقد جداً والارهابيين يمارسون الابتزاز ومن الضروري ان تبقى المفاوضات سرية وجدية وبعيدة من الاعلام نظراً الى حراجة الوضع وعملية الابتزاز الجارية والتي تبرز من خلال الضغط على اهالي الرهائن وعلى العسكريين المخطوفين وعلى الدولة في هذا الملف الوطني.
ونفت مصادر وزارية معنية علمها بأي جديد طرأ امس على الملف، بينما بثت “المؤسسة اللبنانية للارسال” مساء معلومات عن “نضج المفاوضات بحيث تكون صفقة بين جبهة النصرة والجيش بتبادل الرهائن من العسكريين في مقابل الموقوفين في احداث عرسال الاخيرة وان حزب الله ابدى استعداده لمبادلة اسرى لديه للنصرة وداعش بالعسكريين اللبنانيين”. وتحدثت عن “مفاوضات سورية – سورية نظرا الى تعذر التفاوض بين الجانب اللبناني والنصرة”.
وبرز على الصعيد السياسي في هذا الاطار موقف لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من خلال لقاء عقده الوزير وائل أبو فاعور مع أهالي العسكريين المخطوفين في راشيا، اذ نقل موقفاً حازماً لجنبلاط من حيث دعوة الحكومة الى حسم امرها واعتماد مبدأ المقايضة حرصا على حياة العسكريين.
وتزامنت هذه التطورات مع تلقي اهالي العسكريين لدى “جبهة النصرة” تسجيلات صوتية من ابنائهم يطالبونهم فيها بالاستمرار في قطع الطرق وعدم الخروج منها ونشر التسجيلات واعتماد مفاوض جدي. كما سجل تطور جديد حمل مؤشرات خطيرة في عرسال تمثل في تظاهرة للاجئين السوريين رددت هتافات مؤيدة لتنظيم “داعش”. اما في طرابلس، فانطلقت تظاهرة رددت هتافات مناهضة لعمليات الدهم التي نفذها الجيش في عرسال.

السابق
العالم تكتّل ضدّ داعش: هل كان أدونيس على حقّ؟
التالي
الديار : أعلام «داعش» في طرابلس وحاصبيا وهتافات لـ «النصرة»