ترميم قلعة صيدا

قلعة صيدا المهملة

انطلقت أشغال ترميم وتأهيل «قلعة صيدا البرية» بهبة إيطالية، تشمل في مرحلتها الأولى كشف كل جوانب القلعة المطمورة والمعرضة للانهيار، وصولا إلى أعماقها. وذلك تمهيدا لتدعيمها ومنع انهيارها انطلاقا من برجها ومدخلها وأقواسها الداخلية، وصولا الى البرج الثاني والمدخل الرئيس المبني على شكل قوس ضخم.
وتأتي عملية ترميم القلعة البرية من ضمن «مشروع الإرث الثقافي والتنمية المدينية»، تحت إشراف المديرية العامة للآثار و«مجلس الانماء والاعمار»، وتستمر المرحلة لنحو سنة ونصف السنة.
وتعرف القلعة البرية تاريخيا باسم قلعة «المعز»، نسبة إلى المعز لدين الله (الفاطمي)، الذي أعاد تحصينها وترميمها نظرا لأهمية موقعها ولأنها كانت قائمة مكان قلعة اخرى. ومن ثم عرفت خلال حقبة أخرى بـ«قلعة سان لويس»، الملك الذي قاد الحملة الصليبية من العام 1248 إلى 1254، وقد أمر بترميمها خلال مدة بقائه على رأس حملته متنقلا بين عكا وصيدا.
وفي صيدا يطلق عليها غالبية أبناء المدينة «القلعة البرية» كون صيدا القديمة معروفة تاريخيا بالقلعة البحرية الشهيرة، قبالة المرفأ والواجهة البحرية. وتقوم على التخوم الشرقية للمدينة. وكانتا تشكلان معا مواقع استراتيجية لصد الهجمات والغزوات عن صيدا القديمة من البحر والبر وترتبطان بعضهما مع بعض بنفق تحت الأرض لتنقل حماة المدينة – كما جاء في عدد من الروايات – وبسور خارجي يؤدي اليها من مداخل لا تتجاوز الخمسة، لذا تعرف المنطقة التي تقوم عليها القلعة البرية بمنطقة البوابة الفوقا.
وكانت الغاية من إنشائهما دفاعية، حيث كان حماة القلعة البحرية يتولون صد إنزالات الأساطيل ومراقبة الشاطئ من الجهة الغربية، على طول البحر، فيما تتولى القلعة البرية صد الغزوات الآتية من البر، كونها تقع على على تلة استراتيجية مترامية الأطراف وتشرف على كل صيدا القديمة من الجنوب والشرق والشمال.

السابق
بيروت تناقش توقّف القلب عند الرياضيين
التالي
سيارات «ملغومة» في النبطية