نصر الله: التوماهوك غير أخلاقي وبراميل الأسد أخلاقية!

ما كان ملفتا هو التبريرات التي ساقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كمحاولة منه للدفاع عن موقفه هذا، واعتباره ان المؤهلات "الاخلاقية " غير متوفرة في الادارة الامركية مما يجعلها غير مستوفية للشروط المطلوبة لمقعد قيادة محور يحارب الارهاب، فهل مؤهلات بشار الأسد الأخلاقية أفضل!

لم يكن موقف الأمين العام لحزب الله، المعترض على دخول لبنان ضمن التحالف الدولي برئاسة اميركا والهادف لمحاربة ارهاب داعش، بالأمر المستغرب، خصوصا انه اتى بعد ان حُرم بشار الاسد ونظامه من التفيؤ تحت ظلاله، بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها هذا النظام ومحاولاته المتكررة والعديدة، بدءا من الموافقة على الذهاب الى مؤتمر “جنيف 2” لاجل تحقيق هذه الرغبة وصولا الى الاعلان الصريح على لسان وزير الخارجية وليد المعلم في مؤتمره الصحافي الاخير، يضاف الى ذلك وقبله، طرد ايران ومنعها من الدخول الى جنة هذا التحالف.
وعليه، فمن الطبيعي جدا ان يكون موقف حزب الله وخلفه موقف لبنان “الرسمي” الممسوك حزب اللهيًا، هو الرفض ان لم نقل مواجهة هذا التحالف بغض النظر عن المصلحة اللبنانية العليا التي لم يعودنا الحزب ولا مرة للالتفات اليها خارج سياق مراعاة مصالح المحور الذي ينتمي اليه.
الا ان ما كان ملفتا، هو التبريرات التي ساقها الامين العام لحزب الله السيد حين نصر الله، كمحاولة منه للدفاع عن موقفه هذا، وكان من اغرب ما جاء في هذا المضمار هو اعتباره واعتباره ان “المؤهلات الاخلاقية ” غير متوفرة طبعا في الادارة الامركية ما يجعلها غير مستوفية للشروط المطلوبة لمقعد قيادة محور يحارب الارهاب!
وهنا كان لا بد من لفت نظر سماحة الامين العام الى نقطتين لا اظن انهما غائبتان عنه: الاولى ان التحالفات بين الاطراف على هذا الكوكب انما تقوم على اساس المصالح والمفاسد وهذا دين جميع البشر بما فيهم الانبياء وفي مقدمتهم نبينا الاكرم الذي تشارك مع مشركي قريش في “حلف الفضول” الذي كان يرمي الى مناصرة المظلوم مع علمه انهم اناس يئدون بناتهم وهنّ أحياء.
اما النقطة الثانية فهي التساؤل المشروع عن ملامح هذه “المؤهلات الاخلاقية” ومعالمها فاذا ما كان المقصود منها هو اعداد الضحابا والقتلى ولهذا تم استحضار مجزرة هيروشيما الاجرامية بحق الشعب الياباني سنة 1945 كدليل، فتوجب التذكير هنا ان اعداد ضحايا هذه الحادثة كان 90 ألفاً، فيما ضحايا الشعب السوري الى لحظة كتابة هذه المقالة هو يفوق اضعاف اضعاف هذا العدد ويصل الى 300 ألف تقريبا.
فاذا ما كنت يا سماحة السيد ترفض التحالف مع ادارة اميركية حالية بسبب مجازرارتكبتها ادارة سبقتها بـ 79 عاما، فاين هي ” المؤهلات الاخلاقية ” عند حليفك الحالي الذي يمارس الارهاب يوميا بحق شعبه، الا اذا كانت وسيلة القتل هي ايضا تمثل احدى المعايير التي تؤخذ بعين الاعتبار، فكان يمكن حينئذ الطلب من ادارة اوباما ومن خلفه استبدال التوماهوك الشرير الفاسد الفاسق بالبراميل التقية النقية، لعل وعسى.

السابق
تسجيل خاصّ من الجندي المخطوف علي البزال
التالي
هكذا قرأ السيّد هاني العقل الإمبراطوري الإيراني: القوة مقابل الكثرة!