ملامح مخطط لاقحام الجيش في مواجهات وقهوجي يتحرك لاحتواء الوضع

من عرسال التى استعادت صدارة المشهد امنيا من بوابة المداهمات لمخيمات النازحين السوريين، الى طرابلس حيث لا يمضي يوم من دون التعرض للجيش بعملية تستهدف مراكزه، الى صور التي شهدت مطاردة من دورية للجيش لسيارة مشتبه بها في داخلها خمسة مسلحين قتل احدهم، محطات أمنية في مواقيت متزامنة ومناطق ذات غالبية طائفية معينة يخشى ان تشعل فتيل المواجهات الذي ما انفكت الجهود المحلية والخارجية تنكب على عدم الوقوع في فخه وجر الجيش الى هذه المواجهة. والانكى، ان الحوادث الامنية تتخذ لها وقودا من ملف العسكريين المخطوفين الذي بدأ ينذر بعواقب وخيمة في ما لو لم تجر المسارعة الى احتواء مضاعفاته بمعالجات جذرية على أعلى المستويات.

وازاء هذه الهواجس، جاءت زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى دار الفتوى قبيل التئام القمة الروحية، وفي اعقاب زيارة “هيئة علماء المسلمين” التي تعقد اجتماعا لاتخاذ الاجراءات اللازمة في شأن المداهمات في عرسال، لتبدد جزءا من القلق خصوصا في ضوء تأكيده حرص الجيش على أمن وسلامة عرسال وعدم محاصرتها وتوضيح طبيعة المهمة المتمثلة بمنع المسلحين المتواجدين في الجرود من دخول المدينة والاعتداء على سكانها. وشرح قهوجي لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان كيفية معالجة الازمة في عرسال والشمال وعمل الجيش الجدي لتأمين أمن اللبنانيين في جميع المناطق من دون تفرقة ولا تمييز.

ومع انتهاء حملة المداهمات في عرسال ظهرا بعدما بدأت في الخامسة فجرا أوقف الجيش عشرات السوريين المتورطين في الاعتداء على وحداته خصوصا بعد افتعال حريق داخل احد المخيمات ما اضطره الى اطلاق النار عليهم فأصيب ثلاثة منهم بجروح، واحتجاجا على اجراءات الجيش نفذ النازحون في عرسال تظاهرة ورفعوا علما لداعش مقابل مبنى بلدية عرسال. وما لبثت “جبهة النصرة” ان خرجت مهددة ومتوعدة ومتوجهة الى الشعب اللبناني بالقول: “ان جيشكم يرسم طريق مستقبلكم بدخوله الى عرسال واهانة اهل السنة فهل انتم مستعدون لدفع ثمن ثقتكم به؟” في حين دان الائتلاف السوري المعارض المداهمات واصفا الاسلوب “بالوحشي”. وتوازيا دهم الجيش اماكن لمشبوهين في طرابلس واوقف 20 شخصا ضبط في حوزتهم كميات من الاسلحة والذخائر والاعتدة العسكرية.

ودعت مصادر سياسية في قوى 14 اذار القيادات السياسية وكبار المسؤولين في البلاد الى التبصر والتعاطي بحكمة مع المرحلة وتجنب اقحام المؤسسة العسكرية في أي مواجهة مع الطائفة السنية، ذلك ان الحساسية التي تحكم الساحة المحلية راهنا، تجعل الارضية خصبة ومهيأة لتلقف الفتنة، خلافا للحوادث التي تم احتواء مفاعيلها في مرحلة سابقة من اغتيال الشيخ احمد عبد الواحد في عكار الى انهاء الحالة الاسيرية في صيدا الى حوادث جبل محسن – باب التبانة. ووصفت زيارة قائد الجيش الى دار الفتوى اليوم بالممتازة، الا انها أملت في ان تكون المبادرة ما زالت في يد القيادات العسكرية والروحية القادرة على ضبط الشارع.

السابق
أهالي العسكريين المخطوفين: لن نفتح الطريق!
التالي
أمة متحدة في الامم المتحدة