جهود تسليح الجيش اللبناني واستراتيجية الحرب على الارهاب

التجدد الديمقراطي

أقامت حركة التجدد الديموقراطي ندوة تحت عنوان “تسليح الجيش اللبناني واستراتيجية الحرب على الارهاب” في مقرها في سن الفيل، شارك فيها النائب جان أوغاسبيان والرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري (Inegma) رياض قهوجي وأدارها الصحافي أمين قمورية.
حضر الندوة ممثل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي العميد فوزي حماده، النائبان فؤاد السعد وأحمد فتفت، النواب السابقون رئيس حركة التجدد الديموقراطي كميل زياده، مصباح الاحدب، صلاح الحركه، عزام دندشي، العقيد جورج الياس ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العقيد وليد عون ممثلا مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، أعضاء اللجنة التنفيذية في حركة التجدد الديموقراطي، الدكتور رامي الشدياق ممثلا رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، الملحقان العسكريان في سفارتي روسيا ومصر وعدد من الشخصيات السياسية والفكرية والعسكرية.

منسى
استهلت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة حركة التجدد الديموقراطي القاها منسّق برنامج ندوات السياسات العامة كميل منسى الذي عرّف بنشاطات البرنامج، وأهدى هذه الندوة لذكرى عضو الهيئة الوطنية في الحركة الراحل الدكتور جورج القصيفي، الذي كان من أشد العاملين في لبنان والمحافل العربية والدولية لتمكين الجيش اللبناني والقوى الشرعية اللبنانية.

قمورية
قمورية قال:
عندما تتلاشى هيبة الدولة تعمّ الفوضى، وعندما تنهار مؤسساتها تطرق الحرب الأهلية الأبواب، فهيبة الدولة في الحضيض منذ زمن، بعدما جعلت قوى الأمر الواقع المنبثقة من الطوائف الدولة مجرد هيكل خال من أي مضمون، والجيش اللبناني هو آخر المؤسسات الرسمية التي لا تزال صامدة وتمثل كل الوطن، وهو آخر مظاهر الدولة، واذا ما ذهب الجيش أو اندثر اندثرت الدولة.
وسال، اذا كانت كل القوى السياسية تجمع علنا على تمسكها بالجيش، فهل ينسجم هذا الاعلان مع الرغبة الفعلية لهذه القوى؟ وهل تريد النخبة السياسية أن يكون الجيش قويا وفاعلا؟ وأن يكون لبنان دولة مؤسسات؟ وهل الدول المعنية بلبنان تريد فعلا تسليح الجيش وتدعبمه حتى يكون قوة فوق الجميع قادرا على فرض سيادة الدولة وحده على كل أراضسها وشعوبها؟

قهوجي
ثم كانت مداخلة قهوجي وجاء فيها: يواجه لبنان اليوم أشرس معركة في تاريخه ضد الارهاب وهي تأتي في سياق ظهور غير مسبوق لحركات جهادية متطرفة. استغلت ضعف الحكومات المركزية وثورات الربيع العربي والتوتر المذهبي لتفرض نفسها على الساحة وتسيطر على مساحات جغرافية كبيرة.
وأضاف، بغض النظر عن أسباب صعود هذه القوى المتطرفة ووصولها الى الحدود اللبنانية، فالتهديد أصبح كبيرا، وعليه، يجب النظر الى واقع وحاجات الجيش اللبناني للتعامل مع خطر الارهاب الذي لم يعد تهديده أمنيا وانما بات استراتيجيا ووجوديا بالنسبة الى لبنان.
فالجيش اللبناني يواجه اليوم عدوا شرسا مسلحا بشكل جيد ويمتلك خبرة قتالية في حرب العصابات، ويحاول نقل هذا الواقع الى لبنان من أجل نشر الفوضى والسيطرة على أجزاء منه وفتح معركة داخل أراضيه، ولذلك فان الحرب على الارهاب تشكل أولوية تسبق أي شيء آخر وتحتم على الجيش اللبناني وضع سياسة تسلح تتماشى مع حاجات الحرب مع تعزيز قدراته في تنفيذ مهام أساسية أخرى مثل حماية منشآته الاستراتيجية الحالية والمستقبلية (النفط) وحماية حدوده كافة.
ثم تحدث قهوجي عن واقع الجيش اللبناني اليوم وامكاناته العسكرية وعن حيثيات ووقائع معركة عرسال لافتا الى أنه وبحسب المصادر العسكرية، ان الهجوم على مواقع الجيش اللبناني كان مدبرا اذ أن كافة مواقع الجيش المتقدمة – شرق وجنوب وشمال عرسال – هوجمت في وقت واحد ودون سابق انذار، وعرض الاساليب العسكرية التي اعتمدها المسلحون، وما رافق هذه المعركة من تطورات سياسية.
وشرح حاجات الجيش حيث أظهرت المواجهات الأخيرة ضد الإرهابيين بأن الجيش اللبناني بحاجة لتعديل برامج تسلحه لاعطاء أولوية لعتاد وآليات وأنظمة دفاعية تواكب مقتضيات الحروب. ان كان على صعيد وسائل النقل والاتصال والمروحيات للمراقبة والاسناد، وسلاح بحري قادر على حماية الشواطىء اللبنانية والمياه الاقليمية اضافة الى عربات النقل والمصفحات والدبابات والاجهزة المتخصصة بكشف المتفجرات. ويجب أن يتأكد الجيش اللبناني من صلاحية هذه المنظومات على الأراضي اللبنانية قبل شرائها. كما أن تنويع مصادر السلاح قد يزيد من فرص حصول الجيش على ما يريده دون التعرض لاحتكار جهة واحدة. ولفت الى ضرورة زيادة عديد الجيش اللبناني وهيكليته والتركيز على تطويع عناصر إضافية في القوات الخاصة لتشكل ما لا يقل عن ربع عدد عناصر الجيش اللبناني واعادة العمل بالخدمة العسكرية الالزامية، وذلك لكثرة الحاجة ضمن مهام حماية السلم الأهلي ومكافحة الإرهاب.
وتقدم قهوجي بالتوصيات التالية: على الجيش اللبناني التحكم في مكان وزمان المواجهات مع الارهابيين وأن تترافق العمليات العسكرية مع حملة إعلامية مضادة. وعلى القيادات السياسية منح غطاء قوي للجيش وعملياته، وعلى الجيش عدم الانجرار الى حرب استنزاف والوقوع بفخ التنظيمات الإرهابية. ويجب حصر المواجهة مع التنظيمات الارهابية وتجنب ادخال الجيش في مواجهة شاملة مع الجيش السوري الحر لتجنب تداعيات ذلك على الشارع السني في لبنان وخطر انزلاق الجيش اللبناني الى الرمال المتحركة السورية. ويجب على الحكومة اللبنانية أن تتعاون مع التحالف الدولي بايجابية، لأن ذلك سيساهم بضرب الارهابيين على حدود لبنان وسيسهل حصول الجيش على الدعم العسكري من أعضاء التحالف، كما سيعزز التعاون الاستخباراتي معها. ومشددا على ضرورة اعطاء حصة جيدة للجيش من ميزانية الدولة.

أوغاسبيان
ثم كانت مداخلة النائب جان أوغاسبيان فقال فيها: ان اقرار أي استراتيجية لبنانية لمكافحة الارهاب تتطلب اليوم أن نسأل، هل نجح حزب الله في ابعاد الارهاب عن لبنان؟ أو أن تدخله في سوريا أدى الى استجرار هذا الارهاب الى لبنان؟ لا بل تحولت الساحة الداخلية الى مزيد من التفجيرات والانقسامات بين مختلف الاطراف السياسية اللبنانية، وهذا السؤال المحوري يحتاج الى تقييم موضوعي عند اللبنانيين جميعا وخاصة عن قيادة حزب الله.
وأضاف بالنسبة لي أن مسألة عرسال لم تنته، وما زالت في بداياتها، ونحن أمام مشكلة في غاية الخطورة والحل ليس سهلا، فالجيش بجزء كبير منه يعاني ضعف وقدم التجهيزات، والخوف أن تنجر الحكومة الى معركة تقليدية في عرسال بما يؤدي الى استنزاف القوى الفاعلة في الجيش في رمال عرسال ونحن لا نعرف أين يتواجد الارهاب وأين ينفجر، وربما في طرابلس أو عين الحلوه، وبالتالي يجب أن لا نغرق في عرسال.
وأضاف ان مكافحة جذور الارهاب تتطلب أن نعود الى أحداث 7 أيار 2008 التي لها علاقة بالمناخ الذي تولّد عند طائفة معينة ضد حرب حزب الله، وهذا جرح وخطأ استراتيجي كبير للغاية، ووضع الجيش اللبناني في موقع يتعارض مع دوره وأدبياته، ويدل على أن الجيش اللبناني غير قادر على مواجهة أي فصيل لبناني داخلي لأن ذلك يتخذ طابع مذهبيا. وكل مرة نشهد انقساما سياسيا ينعكس مازقا على وضع الجيش، لذلك أقول أن المسؤولية تقع على عاتق السياسيين والنظام الطائفي.
والسؤال هل تستطيع الحكومة اللبنانية تلبية حاجات الجيش، فالتسليح يجب أن يكون بحسب المخاطر وبحسب قدراتنا المالية، فكل من يحمل سلاحا غير سلاح الشرعية يشكل خطرا على لبنان وعلى الميثاقية في لبنان، وكل المسؤولية تقع على عاتق التركيبة السياسية.
ولا شك أننا اليوم أمام وضع في غاية الخطورة، والامر الاهم في مكافحة الارهاب هو في قدرة الاستعلام، وفي التنسيق بين مختلف القوى الأمنية، وفي التنصت الذي يجب أن يكون متحا أمام الأجهزة الأمنية بشكل دائم وليس بشكل موسمي، وعلينا تأمين كل حاجات الجيش من دعم مالي وأمني وعتاد وـامين المظلة السياسية وداتا المعلومات، فعندما نطلب من الجيش الأمن علينا اعطاءه كل حاجاته.
وختم أوغاسبيان، أنه لا يوافق على مقولة أن الجيش هو الحل بل الجيش هو الضامن لأي حل والحامي الأمني لأي حل في لبنان الذي يبقى في يد القوى السياسية والسلطة السياسية.
تلا ذلك حوار مع الحضور.

السابق
هكذا قرأ السيّد هاني العقل الإمبراطوري الإيراني: القوة مقابل الكثرة!
التالي
جامعة الفقراء…تضاعف رسوم التسجيل