ندوة فكرية في عيناثا

من بلدة عيناثا ساحة الجهاد والمثقفين والفلاحين على مر العصور،من هنا ومن الناس ومن أجلهم كانت انطلاقة المنتدى الفكري لإحياء التراث العاملي إبان فترة الاحتلال الإسرائيلي وكرد على ممارساته لطمس هوية المنطقة والجنوب عموماً ، حيث نشط وكجزء أساسي من عمله الاجتماعي والتوعوي المقاوم تحت رعاية السيد عبد اللطيف فضل الله من أجل تربية جيل مقاوم محافظ على هويته العربية والإسلامية والقومية، فعمل على جذب الشباب ضمن نشاطات ثقافية وكشفية، ثم تابع المنتدى عمله في صور وبيروت بنفس الوتيرة والغاية إلى أن جاء موعد التحرير الذي يتطلب تحرير الإنسان، ورفده بما يستحقه من وعي ومعرفة عبر ربطه بهويته الأصيلة واستحضار التراث العاملي الغني بإنسانه وعطاءاته المتنوعة التي تخطت حدود جبل عامل والوطن

وتأكيداً على أهمية حضور التراث الحضاري وقضايا الإنسان والقومية كان إطلاق أعمال ومؤتمرات ثقافية في المنطقة، حيث تأصيل الثقافة والوعي في الإنسان لا يقل أهمية عن عمل الجهاد والبندقية من مؤتمر تكريم الشعر والشعراء العامليين مع الشاعر والعالم السيد عبد اللطيف فضل الله وتكريم الشاعر السيد محمد نجيب فضل الله إلى مؤتمر تكريم المجتهد والعالم الكبير السيد محسن الأمين إلى تكريم رواد الأدب والنضال مؤخراً، وأخيرا وليس آخراً ما تم إطلاقه من كلمات ومواقف في مؤتمر  “فكر التنوير في مواجهة التعصب والتكفير قراءة في فكر المرجع السيد محمد حسين فضل الله والإمام السيد موسى الصدر” ضمن الموسم الثقافي الثالث عشر للمنتدى.

حيث شارك فيه العديد من الشخصيات العلمية والفكرية من داخل لبنان وخارجه والتي ركزت على التكفير ومشاريعه وأهمية الثقافة والتنوير لتحصين الساحة العربية والاسلامية ، رئيس المنتدى السيد علي عبد اللطيف فضل الله أشار في مستهل المؤتمر إلى أن مواجهة موجة التكفير والقتل لا يكون إلا عبر مواجهة إشكاليات الواقع الراهن من خلال ثقافة الانفتاح واستلهام فكر العلماء المتنورين أمثال المرجع السيد محمد حسين فضل الله والإمام السيد موسى الصدر وغيرهم.

وتحدث الشيخ أحمد الزين من تجمع العلماء المسلمين عن أن السيد موسى الصدر طرح الاسلام من الزاوية الحضارية والانسانية ، ومارس أفكاره على أرض الواقع وأن المرجع السيد فضل الله كان من المتحررين من العصبيات الجاهلية والساعين إلى الوحدة الاسلامية.

وذكّر مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله بأن الديانات السماوية كانت من أجل تعزيز التنوير في وجه الظلامية المتسلحة بالعصبيات لذا حاول الامام الصدر تغييرها منن خلال فهمه المتنور للدين.

ممثل عقل الطائفة الدرزية الشيخ غسان الحلبي لفت إلى المزايا المهمة في شخصية الإمام الصدر والمرجع فضل الله وتأثيرهما في الحياة العامة.

وأما العلامة السيد علي فضل الله فأشار إلى العلاقة الوثيقة بين المرجع فضل الله والسيد الصدر وعملهما المشترك في تقوية الساحة الاسلامية العامة وتعزيز أوضاع الناس بغض النظر عن انتماءاتهم.

ومن الشخصيات العراقية تحدث في المؤتمر الشيخ جواد الخالصي الذي لفت إلى أنه لا يمكن مواجهة مشروع فتنة داعش والذي هو أمريكي إلا بالوحدة.

نائب رئيس اتحادعلماء الشام الدكتور عبدالله كتمتو رأى أن ما يلزمنا اليوم هو الفكر التنويري لأمثال المرجع السيد فضل الله والإمام الصدر لافتاً إلى ما تواجهه سوريا اليوم في وجه الظلاميات

وكانت كلمة للطوائف المسيحية في سوريا ألقاها الأب غبرايل داوود الذي أشاد فيها بفكر المرجع السيد فضل الله التنويري وبجرأته كذلك بفكر السيد موسى الصدر الذي شكل خطرا على أعداء الأمة.

أما عضو اتحاد علماء الشام وممثل المفتي كفتارو الدكتور محمود الصواف الذي دعا إلى استلهام أفكار القامات الكبيرة أمثال المرجع فضل الله والسيد الصدر.

كلمة علماء فلسطين ألقاها الشيخ محمود موعد الذي رأى أن التكفيريين يريدون تنفيذ المشروع الصهيوني عبر تفتيت الأمة العربية والاسلامية ، وأنهم صنيعة اليهود والغرب.

هذا وينشط المنتدى من أجل تكريس ثقافة الوعي والانفتاح والعيش المشترك، وتعزيز الشعور بالانتماء إلى الله والوطن، تحت عنوان الإنسانية التي تجمع ولا تفرّق، وفي مواجهة كل المشاريع التي تحاول مصادرة الإنسان في كل واقعه وأوضاعه باسم الله وباسم الإنسانية وفي السياق ذاته ما يلفت نشاط المنتدى في اتجاه تعزيز ثقافة العيش المشترك والانفتاح على الشريك في الوطن والمصير والتاريخ والإنسانية المسيحيين في المنطقة، فكانت مجموعة لقاءات وزيارات لرئيس المنتدى وإمام البلدة السيد علي عبداللطيف فضل الله إلى مجموعة من القرى المسيحية في المنطقة كتأكيد على وحدة الحال والمصير والهموم والانتماء، وتأكيد على تعزيز العلاقات الإنسانية، واللغة المشتركة التي تنطلق من جوهر المسيحية والإسلام، والفهم المتنور للدين، بغية تحصين المجتمع بالثقافة والوعي لمواجهة التحديات.

هذه اللقاءات والنشاطات من حاضرة جبل عامل عيناثا،  هي مصدر إشعاع حضاري وثقافي أصيل على مساحة الوطن والمنطقة في مواجهة  الظلمة التي تلف الواقع وكنشاط يملأ الفراغ في بلاد أريد لها أن تحيا على الدوام زمن الفراغ في كل شيء.

 

السابق
استدعاء الزميل غسان ريفي للتحقيق معه في ادعاء قوى الامن ضده
التالي
فضل الله: المسيحيّون مكوّن أساسيّ في الشّرق والإسلام هو المتضرّر من التطرّف