ما الفرق بين الايزيديين والزيديين؟

في ظل اللغط الحاصل بين الايزيديين والزيديين نقدم للقارئ ملخص يتضمن الفارق الشاسع بين الفرقتين او الطائفتين. اذ لا جامع يجمع بينهما. وقد خلطت بعض وسائل الاعلام بينهما. فالايزيديين هم من المجوس الذين يعبدون الشيطان، في حين ان الزيديين هم مسلمون شيعة لكن مختلفون عن الشيعة الاثني عشرية.

في ظل اللغط الحاصل بين الايزيديين والزيديين نقدم للقارئ ملخص يتضمن الفارق الشاسع بين الفرقتين او الطائفتين. اذ لا جامع يجمع بينهما. وقد خلطت بعض وسائل الاعلام بينهما. فالايزيديين هم من المجوس الذين يعبدون الشيطان، في حين ان الزيديين هم مسلمون شيعة لكن مختلفون عن الشيعة الاثني عشرية.

الإيزيديين أو اليزيديين:

هي مجموعة دينية في الشرق الأوسط. يعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، وتركيا، وسوريا، وإيران، وجورجيا وأرمينيا. ينتمون إلى اصل كردي وجذور هندوأوروبية رغم أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية اشورية وسريانية فأزيائهم الرجالية قريبة من الزي العربي، اما ازيائهم النسائية فسريانية. يتكلم الايزديون اللغة الكردية والعربية أيضا، ويعتبر الأمير تحسين بك من كبار الشخصيات الديانة الايزيدية في العراق والعالم.

يقال أنهم كانوا في بداية أمرهم من المجوس فاعتنقوا الاسلام بعد مجوسيتهم، ولما حل (الشيخ عدي بن مسافر الأموي) بين ظهرانيهم في منتصف القرن السادس للهجرة، وأسس طريقته العدوية، كانوا أول من والاها واعتنقها وقد غلوا فيه ونسبوا اليه ما لا يصح نسبته الى مخلوق مثله، وبعد موته ظهر بين خلفائه بعض من أضلهم وأبعدهم عن التعاليم الاسلامية، فظهرت فيهم براعم الدين القديم.

وانما سمو باليزيدية لانهم كانوا يعتقدون بصلاح يزيد بن معاوية اعتقاداً تجاوز الحد حتى قالوا فيه إلها.

ويرى اليزيديون أن الكون وجد من قوتين: قوة الخير وهي الله وقوة الشر وهي الشيطان، ولهذا يتحاشون عن ذكر اسم الشيطان.

وتختلف العبادة التي يتقرب بها اليزيدية، فعبادتهم للشيطان عبادة تضرع وتعطف وخشية، وعبادتهم لله عبادة خضوع وشكر وامتنان.

وقد بلغ الخوف باليزيدية من الشيطان درجة أنهم تركوا عبادة إله الرحمة مبرئين أنفسهم من الخطأ في ذلك أن الله الذي لا حد لصلاحه وجوده ومحبته للخلائق، لا يفعل بهم شراً لانه صالح، أما الشيطان فهو منقاد طبعا الى عمل الشر، لانه مصدر الشر ومبدأه، وعليه فالفطنة تقتضي على من يريد سعادة الحياة أن يهمل عبادة الله الصالح بطبيعته الذي لا يشاء عمل الشر، ويطلب ولاء الشيطان وحمايته تخلصا من أذاه، اذ للشيطان وحده أن يسلط الشرور وأن يدفعها.وأما عن شعائرهم التعبدية كالصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر فروض العبادة فانها تخالف ما فرض الاسلام من ناحية الكم والكيف.

اما الزيدية:

فرقة من فرق الشيعة وكلمة شيعة في مدلولها العام اليوم تشير الى الشيعة إثنا عشرية لإنهم أكبر طوائف الشيعة، ولكنها في السابق كانت تشير إلى شيعة علي بن أبي طالب بشكل عام في مقابل شيعة معاوية بن أبي سفيان وبقيت الصفة ملازمة لشيعة علي واندثرت عن الآخرين وكلمة شيعة في اللغة تعني الأنصار أو الفرقة يتفقون مع غالب الشيعة على الأئمة الخمسة الأوائل إلى الإمام زيد بن علي، ولذلك يسمون بالمخمسة في مقابل السبعية وهم الإسماعيلية والإثنا عشرية الذين يؤمنون بوجود إثنا عشر إمام بعد النبي محمد لا يؤمنون بالعصمة باستثناء للأئمة الثلاث الأولين وهم علي بن أبي طالب والحسن والحسين، بالإضافة لإيمانهم بعصمة النبي محمد يرفضون مبدأ الغيبة وتوارث الإمامة، ويؤمنون أن كل من تتوفر فيه شروط الإمامة بإمكانه الخروج ومواجهة ما يعتبرونه ظلما شروط الإمامة عندهم أن يكون عالماً في الشؤون الدينية، لا يعاني من عيوب جسدية ومن سلالة النبي محمد. لديهم موقف أقل راديكالية اتجاه الخلفاء الراشدين على خلاف باقي الشيعة يؤمنون كسائر الشيعة أن علي بن أبي طالب كان أحق بخلافة النبي محمد، ويعتبرون أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب مغتصبين لما يرونه حقا شرعيا لعلي بن ابي طالب ولكنهم لا يعتبرونهم مذنبين ويتمسكون بموقف أكثر تسامحا اتجاههم من الشيعة الجعفرية لا يعارضون الصلاة خلف إمام من السنة لا يقرون زواج المتعة ولا يمارسون التقية.

تميزت عقيدة الزيدية في الإمامة عن غيرهم من فرق الشيعة برفضها فكرة وجود نص ووصية تعيين لذوات الأئمة الاثنى عشر كما هو الحال عند الشيعة الإثنى عشرية، فلقد قالت الزيدية إن النص إنما كان على صفات الإمام وليس ذات الإمام وأن النص على الصفات قد أقتصر على الأئمة الثلاثة الأول علي بن أبى طالب، والحسن والحسين رضي الله عنهم وبعد هؤلاء فالإمام هو المجاهد الثائر العالم من أبناء فاطمة الزهراء، كذلك تميزت الزيدية عن بقية الشيعة برفضها الغلو في العداء للخلفاء الراشدين والصحابة الذين قدموا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله على علي في ترتيب الخلافة، فبرئت الزيدية من اتهام الصحابة بالكفر أو الفسوق وأكثر ما قالوه: إن الصحابة تأولوا فأخطئوا في تأخير ولاية (علي) للخلافة. وقد انحازت الزيدية في المقالات الكلامية للمعتزلة واعتقدت الأصول الخمسة لها، وهي:

التوحيد، العدل، الوعد والوعيد، المنزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد اعتنقت الزيدية مقالات المعتزلة عن طريق إمامها زيد بن علي الذي تتلمذ على يد واصل بن عطاء إمام المعتزلة واعتقاد الزيدية لمذهب المعتزلة في الكلام جعلتهم يخالفون فكر أهل الحديث السلفية في مسألة الخروج على الحكام الظلمة الذين وصلوا إلى السلطة بالتغلب والقهر ويخالفون أيضا الإمامية الذين يحرمون الخروج على الحكام في غيبة الإمام المختفي في مغارة جبل سامراء (وقد خرج الخميني وخالف هذا المنهج).

 

السابق
تظاهرة لعشرات الأكراد في وسط بيروت ضد داعش
التالي
الـ IPHONE 6 في لبنان!