العربي: اتخذنا قراراً بمواجهة شاملة ضد ’داعش’

كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لـ”النهار” أن “القرار اتخذ” لدى دول المنطقة “بخوض مواجهة شاملة” على كل المستويات ضد “الدولة الإسلامية” (داعش)، مشدداً على أن ما يرتكبه هذا التنظيم من “أعمال دنيئة غير مقبول إطلاقاً”. وكشف أيضاً أن الدول العربية “تجمع” على ضرورة اقتراح مشروع قرار في مجلس الأمن لتحديد “سقف زمني لوضع حد للإحتلال” الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ضمن حدود ما قبل حرب حزيران 1967، مستدركاً أن الذهاب الى المجلس “من دون موافقة أميركا لا معنى له”.

ورداً على سؤال عن الجهد العالمي لتشكيل ائتلاف لمكافحة الإرهاب وخصوصاً على الأراضي العربية، قال العربي في حديث حصري الى “النهار” على هامش مشاركته في الدورة السنوية الـ69 للجمعية العمومية للأمم المتحدة: “نحن نتكلم الآن على ظاهرة لم تحدث من قبل. كانت في الماضي دول تهاجم دولاً. كانت تحصل ثورات. كان هناك إرهاب في بعض الدول كإلقاء قنبلة هنا أو اطلاق رصاص على فرد هناك”، موضحاً أن “الظاهرة الجديدة التي يمثلها تنظيم داعش تعمل على محاولة تغيير حدود دول والإستيلاء على دول”، فضلاً عن “القيام بأعمال ارهابية دنيئة، كقتل الناس وقطع الرقاب، واعتبار ذلك يمثل الإسلام. هذا أمر غير مقبول اطلاقاً”.
وأضاف أنه “عقد اجتماعات مع منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية لتنسيق الجهود حيال هذا الموضوع”. ورأى أن القرار الذي اتخذته جامعة الدول العربية في اجتماعها على المستوى الوزاري في 7 أيلول “مهم للغاية لأنه تحدث عن كيفية مواجهة ظاهرة. المواجهة لن تكون عسكرية فحسب. المطلوب مواجهة عسكرية ونحن لا نتدخل كجامعة في الأمور العسكرية وقرارنا ليست فيه إشارة الى الأمور العسكرية، بل الى التعاون مع كل الدول في أي مجهودات”، مذكرا بأن “القرار يتكلم على مواجهة هذه الظاهرة سياسياً وأمنياً وفكرياً وثقافياً ودينياً. يجب البحث في هذا الموضوع. وبدأنا الاجتماعات في هذا الشأن. هناك اتفاق على اتخاذ خطوات إضافية” رفض الإفصاح عنها في الوقت الراهن.
وعن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن دول عربية تستعد للمواجهة العسكرية مع “داعش” وغيره من الجماعات الإرهابية، قال: اسأل هذه الدول. نحن في جامعة الدول العربية لا نتكلم على الشؤون العسكرية. لن أعلق على هذه الموضوعات. لكن القرار الذي اتخذ هو قرار المواجهة الشاملة” عربياً مع الإرهاب، مكرراً أن هذه المواجهة “سياسية وأمنية”.
وسألته “النهار” عن احتمال مشاركة ايران في هذه المعركة ضد الإرهاب على الأراضي العربية، فأجاب: “اسأل الدول العربية، فأنا لا أتحدث في هذا الموضوع”.

قضية فلسطين
وهل تقود جامعة الدول العربية تحركاً لدفع القضية الفلسطينية مجدداً الى صدارة الإهتمامات الدولية؟ أجاب أن “قضية فلسطين هي القضية الأهم بالنسبة الى الدول العربية وغير العربية. هي القضية الأهم للعالم بأسره”.
وتساءل: “هل هناك نظام دولي؟ كل القوانين الدولية بما فيها قرارات مجلس الأمن الملزمة للدول تخرقها اسرائيل. ولا يتحدث أحد عن هذا”، لافتاً الى ما نشرته صحيفة “الواشنطن بوست” أخيراً عن سبب إثارة موضوع احتمال حصول ايران على سلاح نووي ولا يتحدث أحد عن الأسلحة النووية لدى اسرائيل، محذراً من “الكيل بمكيالين”.
وعما يريده العرب من الأمم المتحدة الآن، قال: “الموضوع ليس في يد الأمم المتحدة. كل قرارات الأمم المتحدة لمصلحة فلسطين. الموضوع هو كيف يمكن تنفيذ هذه القرارات. سبب عدم التنفيذ هو الخلل في النظام الدولي. هذا ما يجب أن يعاد النظر فيه”.
وهل يريد العرب سقفاً زمنياً لإنهاء الإحتلال؟ اجاب: “طبعاً. سيقدم مشروع قرار في هذا الشأن. القرار النهائي في هذا الشأن يتخذه الرئيس الفلسطيني محمود عباس”. ثم قال: “يجب أن نلتفت الى اجتماع بلير هاوس في واشنطن، في 29 نيسان 2013، بمشاركة 12 من وزراء الخارجية الذين تحدثوا مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قرأ من ورقة أن الولايات المتحدة تتعهد انهاء النزاع”.
وذكر بأن “السقف الزمني كان تسعة أشهر. لا شيء ينجح من المرة الأولى”.
وشدد على أن الدول العربية “تجمع على دعم مبادرة الرئيس عباس للمطالبة بسقف زمني. هل يحصل ذلك من خلال المفاوضات أم من خلال مجلس الأمن؟ ولكن دعني أقل إن الذهاب الى مجلس الأمن من دون موافقة أميركا لا معنى له”.

السابق
الجيش الاميركي قصف مواقع ’الدولة الاسلامية’ في سوريا
التالي
زريقات في كلمة أمام العسكريين: نستطيع الوصول إلى بيروت خلال أيام