اللبنانية دانيا معطي أصغر بروفسورة قلب فرنسية

ليست اي طبيبة قلب عادية، او اختصاصية بارعة في مجال التصوير الصوتي بتقنياته الحديثة لامراض القلب فقط، او استاذة جامعية وباحثة بامتياز، بل هي اصغر بروفسورة في طب القلب توظفها وزارة الصحة والتعليم الفرنسي في مستشفى ليموج الجامعي، وواحدة من اصل 7 طبيبات قلب فقط تبوأن هذا المنصب في فرنسا من اصل نحو 200 بروفسور. هي البروفسورة دانيا معطي المسؤولة عن ديبلوم الاختصاص وتعليم طلاب طب القلب في جامعة ليموج.

التقتها “النهار” على هامش المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية للقلب، الذي عقد هذه السنة في برشلونة، بمشاركة نحو 30 الف طبيب قلب من انحاء العالم، في جناح الجمعية اللبنانية لأطباء القلب، حيث التقى العديد من اطباء القلب اللبنانيين الذين يعملون خارج لبنان مع رئيس الجمعية الدكتور نيكولا مسلم، وكأنهم امام علم بلدهم واعمدة بعلبك، التي تزين صورها المكان، يأخذون جرعة من وطن يفتقدونه، من ابرز خصائصه انه لا يعرف كيف يستعيدهم ومواهبهم.

الاختصاصية في امراض القلب والشرايين والأشعة الصوتية والتشخيص المغناطيسي البروفسورة دانيا معطي تحدثت اولا عن صعوبة الوصول الى هذا المركز لأن من ضمنه مسؤولية التعليم الجامعي والبحوث السريرية وممارسة الطب لسيدة وام في عمر فتي، فهي مسؤولة قسم الأشعة الصوتية في المستشفى الجامعي في ليموج، وعن التعليم في التخصص الجامعي والتنسيق بين 3 جامعات فرنسية هي ليموج وبوردو وتولوز.

وشددت البروفسورة معطي على أهمية التشخيص في امراض القلب، واعتبرت ان التصوير الصوتي يحدد تشخيص المرض وبالتالي حدته والخطوات المتبعة لاحقا للعلاج والمتابعة. ومن خصائصه انه سهل نسبيا، ويعطي صورة واضحة وسريعة عن حالة المريض من دون اي تدخل جراحي. ولكنه يتطلب خبرة واسعة في المجال، خصوصا لمواكبة التطورات التقنية التي طرأت ومنها استخدام الأشعة الثلاثية البعد وتقنية الـ”ستراين” اي تحليل دقيق لخلل الألياف العضلية، وعن إجراء فحص الصورة الصوتية في بعض الحالات بالتزامن من فحص المجهود وذلك لتشخيص نشاف شرايين القلب، وصمامات القلب. “هذه الفحوص الحديثة أصبحت ضرورية ولازمة للتشخيص الدقيق ومعرفة سبل العلاجات الناجعة، خصوصا في امراض شرايين القلب واضطراب النظم (كهرباء القلب) في البطين والأذين وأمراض صمامات القلب، كما يتم استخدامها لتحديد مشكلات القلب الخلقية.

وبرزت أهمية هذا الاختصاص بالقيام به تزامنا مع اجراء العمل الجراحي او طب القلب التدخلي، مثل إقفال الثقب بين الأذينين من خلال القاطرة (التمييل)، وإغلاق الجيبة ما فوق الأذين الأيسر المسؤولة عن حصول الرجفان الأذيني احد المسببات للجلطات الدماغية. واحد علاجات الرجفان حرق الأشرطة الكهربائية في الأذين الأيسر وهي أحد الاسباب المؤدية الى الرجفان من خلال القسطل (التمييل). وأثناء اجراء الطب التدخلي يجرى هذا الفحص بواسطة المنظار لمواكبة العمل بدقة”. واعتبرت ان استعمال التصوير الصوتي اصبح حيويا، خصوصا في حالات العلاجات الحديثة للصمامات من دون الجراحة بل من خلال الطب التداخلي، حيث يتم استبدال الصمام الأبهر بآخر اصطناعي من خلال التمييل. وشددت على أهمية التعاون بين أطباء القلب كل حسب اختصاصه، للتوصل الى العلاج الأفضل والأدق لكل حالة، والابتعاد من القرار الفردي.

وحاليا تعمل معطي في مجال البحوث العلمية المتعقلة بأمراض الصمامات ومرض تضخم عضلة القلب المسؤول في بعض الحالات عن الموت الفجائي عند الشباب. “هذا المرض هو وراثي في معظم الحالات، وقد لا يعطي اي علامات للإصابة به الا اذا تم البحث عنها في الحالات المعرضة للخطر بسبب التاريخ العائلي، وذلك من خلال الفحص السريري وتخطيط القلب واستخدام التصوير الصوتي والرنين المغناطيسي في بعض الحالات. وبعد التشخيص يتم العلاج وفق حدة الحالة، فقد يكون العلاج فموي او يستدعي وضع بطارية كهربائية ترسل صدمات عند الحاجة في حال حصول رجفان بطيني سريع. وفي بعض الحالات يستعمل التمييل لإجراء ثقب صغير جداً يخفف من سماكة العضل وأسباب المرض الفجائي”.

وتبحث البروفسورة معطي عن وجود مؤشرات تظهر من خلال التشخيص بالصورة الصوتية لتفادي الموت الفجائي. وتحدثت عن تضخم العضلة بسبب نوع من امراض الدم (الداء النشوائي) غير المعروف في شكل واسع، والمتحكم بالمناعة والمؤدي الى إصابة عضلة القلب، وبالتالي قد تؤدي الى وفاة المريض، ما لم يتم العلاج الفوري، اي العلاج الكيميائي، واعتبرت ان تطور الطب اصبح مثيرا في علاج هذا النوع من الأمراض.

السابق
بدء الاجتماع الأمني برئاسة سلام
التالي
ذهبت لتعبئة المياه.. فسقطت في البئر