أنقرة تنفي أي صلة بـ’داعش’ و’النصرة’

يضع الأتراك مسافة بينهم وبين المنظمات الإرهابية كـ«داعش» و«جبهة النصرة» مذكرين دوماً بأنّ «داعش» أدرجت من قبل تركيا منظمة إرهابية منذ 10 تشرين الأول 2013، وذلك قبل أية دولة أخرى، وتنسحب هذه المسافة التركية أيضا على ملفّ الجنود اللبنانيين من جيش وقوى أمن المخطوفين لدى «داعش» و«النصرة».

يكرر المسؤولون الأتراك عبر القنوات الديبلوماسية تمنياتهم بأن يتمّ حلّ ملف خطف الجنود اللبنانيين بأسرع وقت ممكن، إذ لا يمكن التساهل مع هذا الموضوع البتة بحسب ما يظهرونه.
وتشير أوساط تركية لـ«السفير» الى أنّه منذ معركة عرسال في مطلع آب الفائت، عبّر لبنان رسمياً عن رغبته بمساعدة تركيا في إطلاق سراح الجنود اللبنانيين المخطوفين لدى «داعش» و«النّصرة»، وبحسب هذه الأوساط فإن أنقرة تحاول فعل ما بوسعها، وهي قد تقوم بمساع للمساعدة، لكنها قد تبوء بالفشل كما حصل حين طلب لبنان المساعدة في حلّ ملفّ المطرانين المخطوفين في سوريا وهما مطران حلب للروم الارثوذكس بولس اليازجي ومطران السريان الارثوذكس يوحنا ابراهيم اللذان اختطفا في نيسان 2013.
وتشير الأوساط التركية الى أنه لا يمكن التساهل في هذا الملفّ الدقيق، لكنّ تركيا غير منضوية في هذه المشكلة لأنها بعيدة جغرافيا عن المنطقة التي وقعت فيها عملية الخطف، كما أن لا علاقة للأتراك بتلك المنظمات وخصوصا بعد خروج تركيا النهائي من سوريا منذ عامين ونصف العام.
وتعليقا على الحركة التفاوضية التي يقودها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم الذي التقى رئيس المخابرات التركية حاقان فيدان مؤخرا في قطر، تشير الأوساط التركية لـ«السفير» الى أنّ السلطات اللبنانية اتصلت بالسلطات التركية لكنّ الواقع هو أن تركيا لا تعرف سبيلا الى كيفية المساعدة، فقد دوّن المعنيون ملاحظات الأصدقاء اللبنانيين وتتمنى تركيا أن تكون قادرة على المساعدة لكنّها واقعيا ليست معنية في هذا الموضوع، لأن لا اتصال لها بـ«داعش» لا مباشرة ولا مواربة، لكنّها لن تتوانى عن المساعدة إذا تمكّنت من ذلك.
وتضيف الأوساط التركية أنّ ثمّة انطباعاً لدى اللبنانيين بأنّ لتركيا علاقات مع المجموعات المتطرفة ولا تدري السلطات التركية كيف نشأ هذا الانطباع. وتشير الى أن مسألة خطف الجنود مختلفة تماماً عن قضية خطف اللبنانيين في أعزاز حيث كان الخاطفون عبارة عن مجموعة من المهربين المحليين في سوريا، «أما اليوم فإن الجنود اللبنانيين هم بعهدة منظمتين قويتين موجودتين على أراض لبنانية وهما حددتا مطالبهما بوضوح وصراحة وتتمثل بالمقايضة مع سجناء إسلاميين في سجن روميه، وقد عبرت المنظمتان عن عدم اهتمامهما بالمال وهو ما يصعّب الأمر أكثر فأكثر».
وكررت الأوساط التركية تأييدها للجيش اللبناني وباقي المؤسسات الأمنية، مذكرة بأن أنقرة شاركت في مؤتمر روما لدعم الجيش الذي انعقد في حزيران الفائت على مستوى وزير الدفاع وهي مستعدة للتعاون مع الجيش كما مع بقية الأجهزة الأمنية اللبنانية لما فيه تعزيز لاستقرار لبنان.
وتعتبر تركيا أن لبنان يواجه مخاطر حقيقية نظرا الى ما يحصل في جواره السوري خصوصا، معتبرة أن المشاكل الداخلية يجب أن يتدارسها الأفرقاء اللبنانيون في ما بينهم عبر حوار وطني جامع لإيجاد حلول لها، «فالمشاكل الخارجية باتت تهدد مناطق معينة من لبنان كعرسال وطرابلس».
ويحض المسؤولون الأتراك القيادات اللبنانية على انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن «لأن ذلك من شأنه تحصين الساحة اللبنانية تجاه المخاطر الخارجية التي تتهدد البلد».

السابق
سلام بعد لقائه بري:لن نساوم على بطولات الجيش
التالي
انتشال جثة رجل ستيني من شاطئ السعديات